كريتر نت / وكالات
كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الدولية للأنباء عن محتوى رسالة شديدة اللهجة بعثها مسؤول أممي إلى زعيم المليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي، على خلفية سرقة المليشيا وتلاعبها بالمساعدات الغذائية الإغاثية، وبيعها في الأسواق فيما ملاييين اليمنيين مهددون بالموت جوعًا.
وقالت الوكالة إن برنامج الأغذية العالمي هدد، اليوم الاثنين، بتعليق بعض شحنات المساعدات إلى اليمن إذا لم تقم مليشيا الحوثي بالتوقف عن السرقة والاحتيال في توزيع المواد الغذائية، وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن التعليق سيؤثر على نحو 3 ملايين شخص.
وفي رسالة بعث بها إلى زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، إن المسح الذي أجرته الوكالة أظهر أن المساعدات لا تصل إلا إلى 40 بالمائة من المستفيدين المستحقين في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”، جاء في الرسالة، “إذا لم تتصرف خلال 10 أيام، فلن يكون أمام برنامج الأغذية العالمي خيار سوى تعليق المساعدة… التي تذهب إلى ما يقرب من 3 ملايين شخص”. وأضاف “هذا السلوك الإجرامي يجب أن يتوقف على الفور.”
وفي تعليقها على الرسالة قالت الوكالة “كان الإنذار النهائي لبرنامج الأغذية العالمي بمثابة تحذير قوي لم يسبق له مثيل، يشير إلى أن الفساد زاد من خطر المجاعة في اليمن، حيث خلقت حرب أهلية دامت أربع سنوات أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة طالب اليوم بوضع حد فوري لتلاعب مليشيا الحوثي في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن بعد الكشف عن أدلة تثبت حدوث هذه الممارسات في العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال البرنامج العالمي في بيان صحفي، نشره على موقعه الإلكتروني، إن دراسة استقصائية أجراها على مستفيدين مسجلين، كشفت أن العديد من سكان العاصمة لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية، فيما حُرم الجوعى من حصصهم بالكامل في مناطق أخرى، في الوقت الذي يعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف “تم الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي خلال الأشهر الأخيرة، وقد أجريت هذه المراجعة بعد تزايد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة”.
وأكد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إن “هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى” وأضاف “يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ. يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي”.
وقال بيزلي “أنا أطالب السلطات الحوثية في صنعاء باتخاذ إجراء فوري للتصدي للتلاعب بالمساعدات الغذائية والتأكد من أنها تصل لمن يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة”، وأضاف “إذا لم يحدث ذلك، فلن يكون لدينا خيار إلا التوقف عن العمل مع الذين يتآمرون من أجل حرمان أعداد كبيرة من المحتاجين من الغذاء الذي يعتمدون عليه”.
وخلال حملات الرصد التي أجراها برامج الأغذية العالمي، قام مسئولو البرنامج بجمع عدداً من الصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة التي تثبت قيام الشاحنات، التابعة لمليشيا الحوثي، بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية المخصصة لذلك.
واكتشف مسئولو البرنامج أيضاً أن مسئولين حوثيين يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين ويتم تزوير سجلات التوزيع. وقد تم اكتشاف أن بعض المساعدات الغذائية يتم منحها لأشخاص غير مستحقين لها ويتم بيع بعضها في أسواق العاصمة لتحقيق مكاسب، وفقا لبيان برنامج الغذاء العالمي.
وقال البرنامج إنه يعمل حالياً على توسيع نطاق عمليات توفير المساعدات الغذائية لتصل إلى ما يقرب من 12 مليون شخص من الجوعى في اليمن. وبدون تلك المساعدات، قد يواجه ما يصل إلى 20 مليون شخص أزمة غذائية في البلد الذي مزقته الحرب.