كريتر نت – DW
شن الحوثيون في الأسابيع المنصرمة سلسلة هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة استهدفت الأراضي الإماراتية. فهل دعمت إيران ذات الدور القيادي فيما يعرف بـ”محور المقاومة”، الحوثيين في هجماتهم أو على الأقل أعطت الضوء الأخضر لها؟
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تعرضت أراضي دولة الإمارات لسلسلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار (المسيرات) من قبل المتمردين الحوثيين. أحد تلك الهجمات الصاروخية وقع خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ إلى أبو ظبي في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير، لكن لم يصب أحد بأذى في ذلك الهجوم.
وقُتل ثلاثة عمال غير إماراتيين بهجوم في 17 كانون الثاني/يناير، تبناه الحوثيون.
استنكر مجلس الأمن الدولي ما وصفها بـ”الهجمات الإرهابية الشنيعة” على الإمارات والسعودية. وأعلنت جماعة لم تكن معروفة من قبل، تسمي نفسها “ألوية الوعد الحق”، مسؤوليتها عن هجوم يوم الأربعاء الماضي (الثاني من شباط/فبراير 2022).
“ضلع في محور المقاومة”
القاسم المشترك بين المتمردين الحوثيين و”ألوية الوعد الحق” هو صلتهم العسكرية المباشرة أو غير مباشرة بإيران. تعتقد القوات الأمنية الإماراتية أن “ألوية الوعد الحق” لها صلات بميليشيات موالية لإيران في العراق.
وبحسب دراسات مستقلة، فإن الميليشيات الشيعية التي تشكلت هناك تحت مسمى “الحشد الشعبي” تخضع لقيادة الحرس الثوري الإيراني، الذي يقوم بدوره بتدريبها وتقديم المشورة لها وتمويلها جزئياً.
كما تدعم إيران الحوثيين، الذين انتفضوا ضد الحكومة اليمنية في عام 2015، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية المستمرة في البلاد على الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية.
تعتبر إيران الحوثيين جزءاً مما يسمى بـ “محور المقاومة” ضد إسرائيل والولايات المتحدة، والذي يضم أيضاً حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والنظام السوري، حسب أستاذ العلوم السياسية حميد رضا عزيزي من “المعهد الألماني للسياسات الدولية والأمن” المعروف باسم مؤسسة العلوم والسياسة SWP ومقرها برلين.
“ومع ذلك، يختلف الحوثيون عن شركاء إيران الآخرين: من ناحية، هم أقل ارتباطاً بطهران من حزب الله اللبناني، على سبيل المثال، ومن ناحية أخرى لا يخضعون لمنظومة القيادة والسيطرة الإيرانية”، يضيف حميد رضا عزيزي.
الحوثيون “مستقلون عملياتياً”؟
يعمل الحوثيون المسلحون جيداً عسكرياً بشكل مستقل إلى حد كبير، و”ألوية الوعد الحق” أكثر استقلالية. إنهم يهاجمون السعودية والإمارات من تلقاء أنفسهم ويضعونهما تحت ضغط كبير لا يمكن التنبؤ به عسكرياً.
الهدف من الهجمات هو إجبار الدولتين على الانسحاب من الحرب في اليمن. لأنه بدون دعم التحالف بقيادة السعودية، لكان الحوثيون قد أطاحوا بالحكومة اليمنية منذ فترة طويلة.
وتقدم الدولتان (السعودية والإمارات) الدعم بشكل رئيسي من الجو.
ولايزال دور إيران في موجة الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون غير واضح، على الرغم من دورها القيادي في “محور المقاومة”.
ويقول حميد رضا عزيزي إن “إيران والإمارات بدأتا منذ فترة طويلة في التقارب؛ لذلك من الصعب أن نتخيل أن طهران هي التي نفذت الهجمات أو حتى أعطت الضوء الأخضر لها.
بعد الهجمات (على الإمارات)، تزايدت الدعوات من الجانب الإيراني لإنهاء الحرب في اليمن عبر القنوات الدبلوماسية، ما يظهر مخاوف طهران من التأثيرات طويلة الأمد للتصعيد الحالي”.
الحل الإيراني العربي الشامل “غير منظور”
تعتقد الإمارات على ما يبدو أن طهران يمكن أن تمارس نفوذاً معتدلاً على المتمردين الحوثيين.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فقد اشتكى وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، من “الهجوم الإرهابي للحوثيين على الإمارات”، داعياً إلى وقف التصعيد في المنطقة وإيجاد حل سياسي في اليمن.
ويشير حميد رضا عزيزي إلى أن علاقات إيران مع الإمارات قد تحسنت بالفعل وأن حواراً سعودياً-إيرانياً قد بدأ بالفعل من خلال وساطة العراق.
ولكنه يستدرك قائلاً: “مع ذلك، أعتقد أن التقارب بين إيران وجيرانها العرب في المنطقة بأكملها أمر غير مرجح”، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب من بينها “استياء الطرفين من بعضهما البعض وشعور كل جانب بالتهديد من الآخر”.