منصور عبيد حسين
طوال الخمس السنوات الماضية ،كان يتحمل بصمت …اما اليوم فالطفل الذي تجاوز الخامسة عشرة من العمر وصار مفتول العضلات يرد على رب عمله ..الذي يتهمه بالتقصير في عمله ..يدافع عن نفسه فيرتفع صوتهما ..تجمع المارة على صراخهما بدافع الفضول ..فقال رب العمل لصاد :
ساعطيك حسابك ثم غادر… الى جهنم ..! اخذ (ص ) حسابه وغادر حاملا حقيبته فكر في الطريق هل يعود الى قريته ، ولكن ماذا يقول لوالده .. والده الذي اخرجه من الصف الرابع وهو يقول :
لم اعد قادرا على ان اصرف عليكم انتم وخالتكم ..يجب ان تعمل ان تساعدني .. فكر في الذهاب الى امه المطلقة واخويه خاف من مجرد التفكير بالذهاب الى امه فلو عرف والده سيتهمها بانها تحرضه على ترك العمل ، وربما ياخذ اخويه منها ويدفع بهما الى المدينة للعمل ، وبينما هو شارد مع الى اين ..!
توقفت بجانبه سيارة ، ..صعد واغلق الباب قال له السائق : الى اين ؟ لا أعرف لماذا تحمل حقيبتك ؟ قال السائق
رد ص: طردني صاحب العمل
قال السائق :
هل تريد عملا..
رد ص:
ومازالت عيناه مدلاة الى الاسفل – نعم
قال السائق والفرح باديا في عينيه :
تصدق أنا ابحث عن عامل منذ فترة
فأنا لايوجد معي الاعامل واحد ، والعمل كثير عندي .
فرح (ص) بما سمع… توقفت السيارة عند الورشة
قال السائق لصاد:
تفضل بالنزول
رفع ص عينيه الى السائق وكانه لم يراه الا الان .. انه يرتدي نفس بدلته ويداه… كان العمل فعلا كثير ..
في المساء يغادر العامل الاخر الى منزله ويظل ص، وصاحب الورشة ، يتبادلان الاحاديث ويمضغان القات ويتناوبان في استقبال المركبات واجراء الازم .. كان صاحب الورشة كرما مع ص، حتى إنه يعطيه اكثر من اجرته.. ذات مساء قال صاحب الورشة بحزن لصاد :
والدي يرفض ان استأجر بيتا هنا واحضر زوجتي بحجة انها تساعده في اعمال الارض وتساعد امي في اعمال المنزل… وعند منتصف الليل اغلق ص، بعد ان نظف الورشة الابواب… . فتح صاحب الورشة باب الدولاب الحديدي الواقف خلف فراش نومه اخرج قارورة … صب كاسا وشرب وهو يقول لصاد اتريد… . لا… .
اضاف اذا شربت ساعطيك خمسة الاف فرح ص، لذلك العرض وهكذا تعود ص على الشرب ولكنه كان يشعر بالالم والحزن ، فقرر ترك الورشة ولكن ماذا يقول لوالده ، كما ان اخويه سيتركان دراستهما وربما يغادران القرية بحثا عن عمل …سالت دموعه على خديه.. فقرر ان يعمل من اجلهما.. نهض من جانب صاحب الورشة وهو يمسح دموعه ،فاغتسل ونام…!
فبراير 2017 م