محمد ناصر العولقي
هناك تغير ملحوظ للصورة الذهنية عند الغرب للصراع في اليمن ولابد للقوى الجنوبية أن تستوعبه .
قبل ثورة التغيير عام 2011م كان ينظر الى أن القضية الجنوبية هي أس المشكلة في اليمن وكل الجهود كانت تبذل لاحتوائها وترتيب حل يناسبها ثم جاء الانقلاب الحوثي وحرف الانتباه الى صعدة ومشكلتها ثم جاءت حرب 2015م وخبطت الصورة الذهنية وتحولت المشكلة الى جزء من الصراع سني / شيعي التي تشهده المنطقة خصوصا بعد أن أصبح الجنوب شريكا رمزيا في هذه الحرب ولو من دون مشاركة فعلية في اتخاذ القرار.
صناع القرار في الغرب أو بالأصح المجتمع الدولي ومراكز الأبحاث والرأي العام هناك لا يهتم بالبحث عن التفاصيل فما يرونه الآن هو الصورة العامة التي تظهر في ذهنيتهم بأن الصراع يجري بين إيران والسعودية وهو صراع مذهبي سني / شيعي ومن هنا فهم يرون أن الحل ينبغي أن ينطلق من هنا ولهذا يحاولون أن يجعلوا التسوية السياسية للصراع منحصرة بين ممثلي ذلك الصراع السني / الشيعي في اليمن وكل القضايا الأخرى يدرجونها ضمن تداعيات هذا الصراع .
لقد أصبحت القضية الجنوبية بالنسبة لهم قضية جانبية خصوصا أن الجنوب مستكين ومساير بل وأحيانا متناغم ومنسجم مع إطار تلك الصورة .
لن تتغير هذه الصورة إلا من خلال تغيير ملموس يعيد الاعتبار لوضع القضية الجنوبية كقضية شعب ووطن مختلف ويفرض حضورها في العقلية الغربية كطرف رئيس لها خصوصية خارج إطار الصراع السني / الشيعي .