كتبت / دعاء الأهدل
مثلما يوجد في المجتمع الكثير من القصص عن العنف القائم على النوع الاجتماعي هناك أيضا الكثير من القصص عن النساء اللائي حاربن المجتمع وكل من حولهن حتى يصلن…
هناك من كانت الأسرة عونا لها ، بينما المجتمع والبيئة والمحيط حولهم لا يسمح بذلك…
تلك التي حاربت نظرة الريف والبيئة التي نشأت فيها، لم تكن عائلتها عائقا كبيرا لها بل شجعتها، لكن هي من فرضت نفسها ووضعت أمنياتها أمام الجميع، لم تكن عائلة ” دعاء” التي تسكن في أحدى أرياف لحج تمنع من التعليم، أو حتى إتاحة الموارد والفرص لها ولأخواتها؛ بل العكس حينما يكون الأب والأم أسرة متعلمة وتسعى إلى تعليم وتشجيع بناتها، رغم ما كانت عليه الأسر من قلة الموارد التي تساعد الأسر على تعليم بناتهن كانت والدة دعاء؛ تساعد الأب في الصرف وتوفير الموارد حيث أنه موظف براتب زهيد لا يكاد يكفي، لكنها اتخذت مهنة الخياطة التي كانت سببا في أن تظهر دعاء وأخواتها بأبهى طلة في الأعياد والمناسبات بما تقوم به والدتهم من صنع الملابس لهم وسد حاجتهن وطلباتهن، ،استطاعت الأم أن تجعل بناتها يتخرجن في الجامعة، ووحدها دعاء من خرقت نظرة الجميع وأبت إلا أن تترك بصمة، تذكر في المجتمع اللحجي وعلى لسان كل أقرانها حينما عكفت على القراءة والكتابة منذ نعومة أظافرها ، اتخذت القلم متنفسا، أصبحت تكتب القصص وتقرأ الكتب وتواصل تعليمها وتعرض على أسرتها وكل من حولها ما تجود به قريحتها، حتى تعلمت واكملت تعليمها أرادت أن تكون طبيبة لكن عوائق المجتمع التي لم تعد كافية بأن يحصل الإنسان ما يرغب فيه وانما ما تحدده الواسطة أو المال، بعد عدة محاولات باءت بالخسارة، لم تستسلم لكنها درست الأدب الإنجليزي عوضا عن الطب.
وكانت هذه الدراسة بوصلة لما تحمله من حب وهواية، بل كانت هوايتها التي أصرت على تنميتها من خلال الكتابة ، دعاء لم تكمل دراستها فحسب ..بل إن أسرتها أعطتها حقوقها ما جعلها تواجه المجتمع الريفي الذي كثيرا ما عانت فيه سواء من قلة الموارد والفرص والنظرة التي تجعل من فتاة تظهر على التلفاز وهي تلقي الشعر نظرة مختلفة في ذلك المجتمع…
#عمل_المرأة
لم تكن حياة دعاء الأدبية والعلمية، عائقا بل كانت نجاحا وعونا لها ولعائلتها، حيث كانت وليس بأعمال مستمرة ولكن حينما تتاح لها الفرص ، وتعويضا عن نضالها الذي عاشته حين كانت تتنقل من الريف إلى الحوطة ثم إلى عدن …لم يكن البعد والمسافات عائقا لها لتعويض أسرتها ونفسها حينما يحالفها الحظ.
الأنثى، هي المجتمع الذي إذا صلح وأتيحت لها الفرص، كان الاقتصاد زاهرا، والثقافة حاضرا، لم يكن الزوج، ولا الأب ولا المجتمع عائقا أمام الأنثى التي قاومت أن تصل، فهذا ما كان نجاحا لدعاء عندما كانت الأسرة والتعليم سلاحا أمام المجتمع إذ إن المرأة تستطيع إن أرادت ذلك.
#تمكين_المراة
عند تمكين المرأة من كل حقوقها من كلمة وقرار وهواية وطموح وتعليم تنعكس تلك الحياة على أجيالها ما يجعلها امرأة قادرة على أن تربي جيلا عظيما قوي الكلمة والرأي.
#نسيج
#يوم_المرأة_العالمي
#عندما_تنهض_المرأة_تنهض_المجتمعات