كريتر نت – متابعات
أوضح الكاتب والمحلل السياسي خالد سلمان، إن دعوة مجلس التعاون الخليجي، أطراف الصراع في اليمن، لعقد مشاورات في الرياض، تفتح على احتمالات وجود تصورات توافقية لشكل الحل بين السعودية وإيران من جهة، وأمريكا وبريطانيا من جهة ثانية، والأمم المتحدة من جهة ثالثة.
خالد سلمان أعتبر أنه في حال “انعدام مثل هذا التوافق بين تلك الأطراف، فإن مثل هكذا دعوة ستذهب أدراج الرياح، حيث لا حل لحرب لم تعُد يمنية يمنية ولم تكن يوماً كذلك”.
وذكر في مقال مطول نشره على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، إن مؤشر النجاح من الفشل بيد الحوثي وإيران، مضيفا إن عدم قبول الحوثيين يعني أن الدعوة لفظت أنفاسها، قبل أن تغادر الاضابير وترى النور.
ولفت سلمان إلى أن واشنطن قدمت الكثير من الإشارات لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الحوثي، بما في ذلك إيقاف مبيعات السلاح للسعودية، وخفض التعاون الاستخباري معها، ورفع الحوثي من قوائم الإرهاب وتسويف مطالب إعادة تصنيفه كمنظمة إرهابية.
ورأى أن كل هذا يجعل واشنطن شريكاً فاعلاً مقبولاً حوثياً في رسم ملامح أي تسوية قادمة في اليمن، ناهيك عن أهمية تبريد الصراع بتوقيت تحشد فيه واشنطن كل الجهود، لكسر ظهر الاقتصاد الروسي في حقلي النفط والغاز، وتعويض الفاقد في السوق الدولي، والحفاظ على استقرار الإنتاج والأسعار.
وأردف: السؤال المعضلة، هل يقبل الحوثي بدعوته لحضور المؤتمر في الرياض، ولماذا السعودية وليست عُمان أو الكويت مكاناً للانعقاد، وهل مثل هكذا قبول يأتي في ظل بقاء النائب (علي محسن الأحمر) وعدم الإطاحة به، أو إحداث تغييرات عميقة في شخوص مؤسسة الرئاسة، أم أن الإطاحة بالنائب جائزة مسبقة للحوثي، وليس مخرجاً من مخرجات الحوار المرتقب؟.
ولفت إلى أن الدعوة تزامنت مع وعود بتغييرات جوهرية كبرى في تركيبة الرئاسة والحكومة اليمنية، لتليين الموقف الحوثي المتصلب والذي يطالب برأس علي محسن كمقدمة لبناء جسور حسن الثقة، والتعاطي الإيجابي مع مثل هكذا مبادرة.
وأردف: إن حدثت فستُعد خرقاً هاماً لحالة الجمود السياسي، وإعادة اعتبار لخيار المسار التفاوضي، الذي تم تغييبه لصالح الحسم العسكري، منذ سنوات الأزمة وحتى اللحظة.