كريتر نت – العين الإخبارية
يبدو أن أزمات الإخوان الإرهابية الداخلية لا تتوقف بالتزامن مع الذكرى الـ٩٤ لزرعها في المنطقة العربية، ما يمكن أن يقود لنهاية قريبة.
وبعد أشهر من التناحر الداخلي بين جبهتين إحداهما في إسطنبول، والأخرى في لندن، قسم الإخوان، وفاقم ضعفها إلى حد كبير، وجه طارق السويدان؛ أحد أكبر منظري الجماعة، ضربة جديدة من الداخل.
وتابع “أنا أقولها بوضوح، لست مع الثورات، أنا أعتقد أن الثورات تؤدي إلى خراب وتؤدي إلى تدمير، وتؤدي إلى مصائب للشعوب، وبعد أي ثورة تمر الشعوب في المتوسط بـ13 سنة من عدم الاستقرار وهذا المتوسط بعض الدول أكثر وبعض الدول أقل..”.
وأضاف: “بعض الناس كان يتصور أنني مع الثورات، لا نحن لسنا مع الثورات، نحن مع كرامة الشعوب مع حرية الشعوب مع احترامها مع حقوقها، الآن هذه الثورات حدثت وأنا ليس لي دور في صنعها وليس لي دور في دعمها ماليا أو بسلاح، ليس لي أي دور فيها.. لم أدخل في هذا إطلاقا”.
تصريحات السويدان أثارت جدلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، انطلاقا من أنها تعكس تنصلا من معاول الهدم التي تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية، فضلا عن أنها تتناقض مع تصريحات سابقة للسويدان نفسه.
وكتب الكاتب والصحفي السعودي، عائض السبيعي على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، أن السويدان “شخص مُتلون ومتناقض وبلا هوية”.
ودلل السبيعي على حديثه، بمقطع فيديو قديم للسويدان، كان يخاطب فيه المتظاهرين في العاصمة اليمنية صنعاء وقت مظاهرات 2011، وقال فيه “للشباب الذين خرجوا من جماعة صنعاء للمظاهرات وللثورة، ابقوا في أماكنكم ولينضم إليكم كل الناس”.
وتابع السويدان في تصريحاته السابقة: “املؤوا الساحات وعطلوا البلاد”.
أما الناشط السعودي، عبدالله الطويلعي، فكتب على “تويتر”، “صدق أو لا تصدق”، ونشر مقطع فيديو آخر للسويدان، يجمع بين تصريحاته الجديدة عن رفضه للثورات، وتصريح قديم يقول فيه “هؤلاء الذين يتكلمون عن الثورات وأنها لا تجوز شرعا، إن لن تتوفر لكم الحقوق فجاهدوا وكافحوا وناضلوا وأبذلوا الدم وكل الوسائل للوصول إلى حقوقكم”.
ووفق مراقبين، فإن تراجع السويدان عن مواقفه السابقة، يعد زلزالا جديدا في داخل جماعة الإخوان التي تعاني بالفعل انقساما وتناحرا داخليا غير مسبوق، يمهد لنهايتها.
زلزال السويدان يضرب صميم أطروحة الإخوان وخطها الفكري، ويسقط الرهان على معاول الهدم التي طالما علقت عليها الجماعة مستقبلها، واستثمرت المال والأبواق الإعلامية في ترسيخها بالمنطقة، وفق المراقبين.