كريتر نت / صحة
عندما تخضع لعلاج هشاشة العظام، فربما تراودك أسئلة بشأن العلاج، هل الدواء الذي تتناوله هو الأفضل لحالتك؟ كم من الوقت ستحتاج لتناول هذا الدواء؟ لماذا يوصي الطبيب بأن تتناول حبة دواء كل أسبوع بينما يتناول صديقك حبة واحدة فقط كل شهر؟
يجيب الدكتور كيرت إيه كينيل – المتخصص في طب الغدد الصماء في مايو كلينك في روتشستر بولاية مينيسوتا – عن الأسئلة الشائعة بشأن علاج هشاشة العظام، ويصف كيفية عمل أدوية هشاشة العظام.
1- ما الأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج هشاشة العظام؟
تعتبر الفوسفونات الثنائية هي الأدوية الأكثر شيوعًا التي توصف لعلاج هشاشة العظام. وتتضمن ما يلي:
– أليندرونوت (فوساماكس).
– ريزدرونات (أكتونيل).
– إيباندرونوت (بونيفا).
– حمض الزوليدرونيك (ريكلاست).
وتمثل الهرمونات – مثل الإستروجين – وبعض الأدوية الشبيهة بالهرمونات والمعتمدة للوقاية من مرض هشاشة العظام وعلاجه – مثل رالوكسيفين (إيفستا) – جزءًا من علاج هشاشة العظام. ومع ذلك، يَستخدم قليل من النساء الآن علاجًا بديلاً عن الإستروجين، لأنه قد يزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية وبعض أنواع السرطان.
ولكن فيما يتعلق بالنساء اللاتي لديهن أسباب – مثل أعراض انقطاع الطمث – للتفكير في استخدام الهرمونات أو يفكرن في استخدام إيفستا للوقاية من سرطان الثدي، فإنه يمكنهن تقييم فوائد تحسين صحة العظام عند اتخاذ قرار تحديد العلاج.
ويُعد دينوسوماب (بروليا) دواءً جديدًا بدا أنه يقلل من خطر الإصابة بكسر العظام الهشة لدى النساء والرجال. ولا يرتبط دينوسوماب بالفوسفونات الثنائية، ويمكن أن يَستخدمه مَن لا يتحملون الفوسفونات الثنائية، مثل بعض المصابين بقصور في وظائف الكلى.
بينما عادة ما يقتصر تيريباراتيد (فورتيو) على الرجال- وكذلك النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث- الذين يعانون من قلة بالغة في كثافة العظام ممّن تعرضوا للكسر مسبقًا أو كان سبب هشاشة العظام لديهم هو أدوية الاسترويدات. ويُعد تيريباراتيد دواء هشاشة العظام الوحيد الذي يُحتمل أن يعيد بناء العظام ويُحسّن فرصة علاج هشاشة العظام بالفعل في جانب ما على الأقل.
2– كيف تعمل معظم أدوية هشاشة العظام؟
فيما عدا تيريباراتيد، تبطئ أدوية هشاشة العظام من عملية تحلل العظام، فالعظام الصحية تتحلل ويعاد بناؤها باستمرار. ومع التقدم في العمر بالنسبة إلى النساء- خاصة بعد انقطاع الطمث- تتحلل العظام بمعدل أسرع، ولأن إعادة بناء العظام لا يمكن أن تتوافق مع هذه السرعة، فتتدهور العظام وتصبح أضعف. ولكن تتمثل أهمية أدوية هشاشة العظام الأساسية في أنها تضع حدًا لتبطئ هذه العملية. فتحافظ هذه الأدوية بفاعلية على كثافة العظام وتقلل من خطر كسر العظام بسبب هشاشتها.
3- كيف تعرف ما إذا كنت تتناول الفوسفونات الثنائية الصحيحة؟
إن الأدوية التي تندرج ضمن فئة الفوسفونات الثنائية تتشابه في نقاط كثيرة تفوق النقاط التي تختلف فيها. وتوضح بعض الدراسات أوجه الاختلاف في القوة أو الفاعلية للحفاظ على كثافة العظام، ولكن جميعها أدوية فعالة. وقد أظهرت جميع أدوية الفوسفونات الثنائية أنها تقلل من احتمالية كسر العظام.
وغالبًا ما يعتمد قرار تناول عقار بدلاً من آخر على ما يلي:
– التفضيل.
– الارتياح.
– الالتزام بجدول الجرعات.
– التكلفة.
ويمكن أن يوصي الطبيب بجرعة شهرية من الدواء إذا كنت ستتحملها أو تتقبلها على نحو أفضل. ولكن إذا كان مرجحًا أنك ستنسى تناول الدواء حسب الجدول الشهري، فربما يكون من الأفضل أن تتناوله مرة واحدة في الأسبوع.
4- متى يمكن تناول أدوية هشاشة العظام الأخرى؟
يمكن لأي شخص مصاب بهشاشة العظام أن يتناول أدوية مثل دينوسوماب وتيريباراتيد، ولكن غالبًا ما يوصى بها لأشخاص تنطبق عليهم حالات فريدة، مثل هشاشة العظام الحادة، مع قلة بالغة في كثافة العظام وتكرار الكسور واستخدام أدوية الاستيرويدات وصغر العُمر. وهذه الأدوية – التي تعطى عن طريق الحقن – يمكن أن تُعطى لمَن لا يستطيعون تحمل الفوسفونات الثنائية الفموية.
5– ما الآثار الجانبية الشائعة لحبوب دواء الفوسفونات الثنائية؟
تتمثل الآثار الجانبية الأساسية لحبوب الفوسفونات الثنائية في اضطراب المعدة وحرقة فم المعدة. ولتخفيف حدة هذه الآثار الجانبية المحتملة، تناول الدواء مع شرب كوب كبير من الماء على معدة فارغة. ولا تضطجع أو تنحني أو تأكل لمدة من 30 إلى 60 دقيقة، لتجنب عودة الدواء إلى المريء. وعند انتهاء وقت الانتظار الموصى به، تناول طعامك لتحييد الدواء المتبقي. ولا يعاني معظم الأشخاص الذين يتبعون هذه النصائح من هذه الآثار الجانبية.
6- هل هناك ميزة للفوسفونات الثنائية عن طريق الحقن مقارنة بالنظام العلاجي الفموي اليومي أو الشهري؟
لا تُمتص أقراص الفوسفونات الثنائية جيدًا في المعدة، ولعل هذا سبب وجوب تناولها على معدة فارغة وعدم الأكل بعدها لمدة 30 دقيقة على الأقل. ولكن يمكن أن تسبب الفوسفونات الثنائية أيضًا اضطراب المعدة. ويحاول بعض الأشخاص تجنب هذا الأثر الجانبي بالطرق التالية:
– تناول الطعام بعد تناول حبة الدواء بفترة وجيزة.
– تناول جرعة أقل من جرعة الدواء الكاملة الموصوفة.
– التوقف عن تناول حبوب الدواء.
وقد تم اعتماد نوعين من أدوية الحقن لعلاج هشاشة العظام، وهما دواءان يتم حقنهما مباشرة في الوريد:
– إيباندرونوت (بونيفا)، ويحقن مرة كل ثلاثة شهور.
– حمض الزوليدرونيك (ريكلاست)، ويحقن مرة كل عام.
ولا تسبب أدوية الحقن من الفوسفونات الثنائية اضطرابًا في المعدة. ويمكن أن يكون من الأسهل على بعض المصابين أن يحددوا موعد الحقن كل ثلاثة أشهر أو كل عام أفضل من تذكر تناول حبة دواء كل أسبوع أو كل شهر .
لكن، يمكن أن تسبب هذه العقاقير أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا الخفيفة لمدة من 24 إلى 72 ساعة لدى بعض المصابين. ويمكن أن تخفف هذا الأثر (الجانبي) عن طريق تناول أسيتامينوفين (تيلينول، وأدوية أخرى) قبل الحقن وبعده.
7- هل يمكن للفوسفونات الثنائية أن تضر العظام؟
تم ربط العلاج بالأدوية ثنائية الفوسفات على المدى الطويل بمشكلة نادرة الحدوث يتشقق فيها عظم الفخذ العلوي، ويمكن أن ينكسر. ويمكن لهذه الإصابة – المعروفة باسم كسر عظام الفخذ اللانموذجي – أن تسبب ألمًا في الفخذ أو المنطقة الإربية، يبدأ خفيفًا وقد يتفاقم تدريجيًا. وأحيانًا يمكن أن يصيب الرجلين معًا.
ويمكن أيضًا للفوسفونات الثنائية أن تسبب النخر العظمي في الفك – وهي حالة نادرة يتباطأ فيها شفاء جزء من عظم الفك أو يتعذر تعافيه – وعادة ما يكون ذلك بعد خلع الأسنان. ويكون هذا الأمر أكثر شيوعًا لدى المصابين بسرطان يتضمن العظام ممّن يتناولون جرعات من الفوسفونات الثنائية أكبر بكثير من المستخدمة عادة لعلاج هشاشة العظام.
8- كم من الوقت يجب أن تتناول الفوسفونات الثنائية لعلاج هشاشة العظام؟
يُعد العلاج بالفوسفونات الثنائية لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام آمنًا وفعالاً. والأبحاث العلمية مليئة بالدراسات الجيدة لأدوية الفوسفونات الثنائية بالكامل التي تبرهن على أمانها وتظهر فاعليتها في الوقاية من كسور عظم الفخذ والعمود الفقري لمدة من ثلاثة إلى خمسة أعوام.
وبعد خمسة أعوام، يقل تأكيد الفاعلية، نظرًا لقلة الدراسات طويلة المدى. ومع ذلك، حتى وإن توقفت عن تناول الدواء، فقد تستمر آثاره الإيجابية. ويرجع هذا إلى أن الفوسفونات الثنائية تبقى في العظام بعد تناولها لفترة طويلة.
وبسبب هذا الأثر المستمر، يعتقد معظم الخبراء أنه ينبغي لمَن يكونون بحالة جيدة خلال فترة العلاج – وهم هؤلاء الذين لم تنكسر لديهم أي عظام ويحافظون على كثافة العظام لديهم – أن يفكروا في أخذ راحة من الفوسفونات الثنائية بعد تناولها لمدة خمسة أعوام. ولكن إذا كنتَ معرضًا لخطر بالغ للإصابة بكسور أو إذا كنتَ تعاني من قلة بالغة في كثافة عظام الفخذ، فقد لا يكون أخذ راحة من دواء هشاشة العظام فكرة جيدة.
9- ماذا سيحدث إذا تعرضت لكسر في العظام أثناء تناول أدوية هشاشة العظام؟
تُقلل أدوية هشاشة العظام من احتمالية التعرض للكسور، ولكنها لا تزيل خطر التعرض للكسور إزالة كاملة. وإذا تعرضت لكسور أثناء العلاج، فسوف يُقيّم الطبيب حالتك مرة أخرى للتحقق من مشكلات أخرى قد تُمثل سببًا في كسر العظام. واستنادًا إلى نتيجة ذاك التقييم، فقد يتم ترشيحك للانتقال إلى أدوية أكثر شدة مثل تيريباراتيد أو دينوسوماب.
10– هل يمكن أن تعالج الأدوية وحدها هشاشة العظام علاجًا ناجحًا؟
لا تعتمدُ على الأدوية اعتمادًا كاملاً باعتبارها العلاج الوحيد لهشاشة العظام. فالممارسات التالية مهمة أيضًا:
– ممارسة الرياضة.. يمكن للأنشطة البدنية من نوع تمارين تَحمّل الوزن والتمارين الرياضية التي تحسّن من التوازن والوضعية أن تقوي العظام وتقلل من فرصة حدوث الكسر. فكلما زاد نشاطك ولياقتك البدنية مع التقدم في العمر، يقل احتمال تعرضك للسقوط وكسر العظام.
– التغذية الصحية.. اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا وتأكد من حصولك على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د. كذلك، يرتبط انخفاض الوزن أو فقدان كثير من الوزن بطريقة غير مقصودة بتدهور صحة العظام وارتفاع نسبة خطر التعرض للكسر، حتى وإن كنت تتناول الفوسفونات الثنائية.
– الإقلاع عن التدخين.. يسرع تدخين السجائر من فقدان العظام.
– الامتناع عن تناول الكحوليات.. احرص على تجنب شرب الكحوليات ووضع صحتك في المقام الأول، وبصفة محددة، يجب تجنب هذه المشروبات لكبار السن رجالاً ونساءً للمحافظة على صحتهم.