كريتر نت – متابعات
لا تزال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية تلقي بتفاعلاتها على الساحة الإقليمية، في ظل التصريحات المتواترة للرئيس التركي، والتي تتمحور أساسا حول الجانب الاقتصادي من الزيارة.
وقال رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل عن زيارة أردوغان التي تأتي بعد سنوات من القطيعة مع الرياض، إن “تركيا أدركت أن سياستها تجاه المملكة لم تخدم مصالح أو أهداف أحد والشعب التركي على وجه التحديد”.
وأوضح الفيصل في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام السعودية “آمل أن تكون هذه الزيارة قد فتحت صفحة جديدة في العلاقات (بين السعودية وتركيا)”.
وتابع المسؤول السعودي السابق “وعلى صعيد الوضع الاقتصادي، العلاقات بين البلدين يجب أن تكون من الأفضل على صعيد المنفعة المتبادلة، إن كان في التجارة أو المقاولات أو في المشاريع التطويرية أو في الاستثمارات السعودية في تركيا وما إلى ذلك، آمل أن كل تلك الأمور ستعود إلى طبيعتها في ظل عودة العلاقات إلى طبيعتها”.
وقام الرئيس التركي الخميس بزيارة إلى السعودية استغرقت يومين، في محاولة لترميم العلاقات مع الرياض التي شهدت توترا عقب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وعكست تصريحات الرئيس التركي التي أعقبت الزيارة أن الهدف منها الأساسي هو إعادة تصويب مسار التعاون الاقتصادي، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها بلاده على هذا المستوى.
وقال أردوغان الاثنين إنه على ثقة بأن العلاقات بين البلدين ستتطور جدا في مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة.
وأردف “كما تعلمون هناك تطورات إيجابية للغاية مع منطقة الخليج، وزيارتي إلى السعودية مؤخرا ستشكل مخرجا هاما في هذا الإطار (بخصوص السياحة)، وواثق أن زيارات أشقائنا السعوديين إلى تركيا ستزداد بشكل أكبر”.
وأضاف “العلاقات السعودية – التركية سترتقي إلى مستوى متميز جدا في بقية المجالات كافة أيضا، لقد تناولنا هذا الأمر خلال المحادثات الثنائية مع (ولي العهد) محمد بن سلمان”.
وأشار إلى أن توافد السياح السعوديين سيسهم في تعزيز الحركة السياحية في تركيا، وأبدى تفاؤله بأن الموسم السياحي هذا العام سيكون جيدا جدا.
ويرى مراقبون أنه من المبكر الحكم على مدى استجابة هذه الزيارة لتطلعات أردوغان الاقتصادية، خصوصا وأن القيادة الحالية للمملكة ترفض منطق “الصك على بياض”، وهي تريد علاقات قائمة على المنفعة المتبادلة.
وكان توتر العلاقات الثنائية بين أنقرة والرياض أثّر بشكل كبير على التبادل التجاري بين البلدين، ويراهن أردوغان حاليا على استعادة نسقه على أمل احتواء الأزمة التي يمر بها، والتي يخشى من أن تلقي بتداعياتها على حظوظه وحظوظ حزبه العدالة والتنمية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.