يتبنى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمن، وهو مشروع سعودي إنساني نوعي، انطلق من محافظة مأرب في سبتمبر 2017، ويركز على تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية وتقديم الدعم الاجتماعي لهم.
وبلغ عدد الأطفال المستفيدين من المشروع منذ بداية نحو 530 طفلا فضلا عن 60.560 مستفيدا غير مباشر من أولياء أمور الأطفال.
ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل عـدد من الأطفال المجندين والمتأثرين في النزاع المسلح باليمــن، مـن خلال إدماجهم بالمجتمع وإلحاقهم بالمدارس ومتابعتهـم، إضافــة إلى تأهيلهم نفسيا واجتماعيا وإعداد دورات بهذا الخصوص لهم ولأسرهم، ليمارسوا حياتهم الطبيعية كأطفال.
كما يهدف إلى رفع الصوت عاليًا بالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال باليمن أمام المجتمع الدولي، ولفت انتباه المجتمع الدولي بانتهاكات الميليشيا المدعومة من إيران لحقوق الطفل، وإعادة الطفولة المسلوبة إلى الأطفال اليمنيين.
ومن أهداف المشروع أيضا توعية أولياء أمور الأطفال بمخاطر التجنيد لهذه الفئة، والعمل على إيجاد بيئة أسرية سليمة مـن خـلال عقد الـدورات التوعويـة والتثقيفية والتعريف بالقوانين التي تجرم تجنيد الأطفال.
انطلق مشروع إعادة تأهيل الأطفال 9 سبتمبر 2017، وما زال تنفيذ المشروع مستمرا حتى اليوم، حيث تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تقديم يد العون إلى الشعب اليمني في كافة المجالات.
وفي الوقت الذي تقوم به المملكة بإعادة إعمار اليمن وتأهيل عودة الأطفال المجندين من قبل ميليشيا الحوثي إلى المدارس، ينظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بشكل مستمر حلقات نقاشية عن كيفية تذليل الصعوبات التي تواجه الأطفال المجندين والذين يتم إعادة تأهيلهم بهدف دمجهم في المجتمع وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة. ومن الصعوبات التي تواجه المشروع تدمير المدارس والاستيلاء عليها من قبل الميليشيا الحوثية وارتفاع نسبة النزوح، حيث تصبح المدارس القريبة لا تستوعب الأطفال. كما أن فقدان الوثائق المدرسية من شهادات وكشوفات الدرجات تمثل عائقا أمام التحاق عدد من الأطفال بالمدارس، لأن الطفل لا يستطيع إثبات صفه، لا سيما الظروف المعيشية الصعبة نتيجة فقدان الأسر مصادر الدخل مما يؤثر على دفع أطفالها لمواصلة التعليم.
وأشار المشاركون إلى أن تذليل الصعوبات أمام الأطفال هو نوع من المساندة النفسية، والمساندة لن تتحقق إلا عبر تكثيف الجهود من أجل إنقاذ الأطفال.
ومن التوصيات في هذا الإطار ضرورة إنشاء مدارس في مخيمات النازحين، والدعوة إلى تكثيف دورات تأهيل الأطفال نفسياً واجتماعياً، مع العمل من أجل إنشاء صندوق معونات يخصص لدعم الأطفال غير القادرين على مواصلة تعليمهم، والتنسيق مع مكاتب التربية والتعليم بخصوص كشوفات وشهادات الطلاب واعتماد إفادات معينة يتم اقتراحها وتعميمها حتى لا يحرم الأطفال من حقوقهم.