كريتر نت – متابعات
عزز مسلسل الاختيار المصري في موسمه الثالث، من حقيقة ارتباط حزب التجمع اليمني للإصلاح، بالتنظيم العالمي لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي يزعم بين الحين والآخر عدم وجود أي صلة بينهما.
وأظهر المسلسل في حلقاته الموثقة بفيديوهات واقعية حجم التناغم بين حزب الإصلاح الذي سيطر على السلطة باليمن في فبراير 2012، وحزب الحرية والعدالة، ذراع تنظيم الإخوان الذي سيطر هو الآخر على مقاليد الحكم في مصر بعد انتخاب الراحل محمد مرسي، رئيساً للبلاد في ذات العام.
فإخوان مصر عقب توليهم السلطة سارعوا إلى أخونة مؤسسات الدولة المدنية وسيطروا على القضاء والبرلمان ومجلس الشورى، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه حزب الإصلاح بعد وصول الرئيس السابق عبدربه منصور هادي إلى السلطة على الرغم من عدم انتمائه لحزب الإصلاح الذي دفع بالعشرات من عناصره في مختلف مؤسسات الدولة في عملية توظيف وتعيينات تعد الأكبر في تاريخ الدولة اليمنية.
ولا يخفى على الشارع العام، أن حزب الإصلاح عقب وصول هادي إلى السلطة قام بالتنكر لحلفائه فيما كان يعرف بأحزاب اللقاء المشترك، وانقلب على اتفاقاته مع القوى الثورية المؤثرة في الساحة واستفرد بالسلطة، وهي نفس الحالة التي شهدتها مصر عقب نجاح ثورة 25 يناير 2011 في إسقاط نظام الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك.
ولكن أوجه الاختلاف بين التجربتين تمثلت بنجاح إخوان اليمن منذ وقت مبكر، في اختراق الجيش والأمن الذي سقط بيدهم عقب تسلم الرئيس هادي مقاليد الحكم، وهو ما تسبب، بحسب مراقبين سياسيين وعسكريين، بسقوط الدولة اليمنية ودخولها أتون الحرب الأهلية، على عكس الدولة المصرية التي لم تسمح بأي نشاط حزبي أو ديني في المؤسستين الأمنية والعسكرية.
كما أن اختراقات إخوان اليمن المبكرة شملت قطاع التعليم الذي خضع لهم بشكل شبه كامل، وتسبب ذلك في ظهور أجيال ذات ولاء أعمى للحزب الذي يعتبر الراعي الرسمي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة في البلاد.
ويتفق الجميع على أن فترة سيطرة حزب الإصلاح على الحكم في اليمن كانت الأسوأ لما شابها من عمليات إقصاء واسعة للكوادر الإدارية والمالية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والدفع بالعشرات من عناصرهم في مختلف المرافق ابتداءً من مؤسسة الرئاسة وصولاً إلى أصغر المؤسسات والمكاتب الحكومية.
ونفس الأمر شهدته مصر خلال ذات الحقبة، حيث أسندت الوظائف الإدارية القيادية في مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الحكومية والوزارات لعناصر إخوانية كفاءتها الوحيدة هو انتماؤها لحزب الحرية والعدالة الذي كان يمثل الذراع السياسي للإخوان، وهو ما كشفه مسلسل الاختيار في جزءه الثالث الذي عرض في شهر رمضان الفائت.
ويرى محللون سياسيون أن ما عرضه المسلسل، دحض بشكل كامل كافة المزاعم التي كانت تتحدث عن عفوية أحداث العام 2011 والتي أطلق عليها تنظيم الإخوان ثورات الربيع العربي، وكشف حجم الترابط بين تلك الأحداث التي لا زالت دول عربية مثل اليمن وليبيا وسوريا وتونس تعاني نتائجها السلبية الكارثية.