كريتر نت – العرب
يترجم توافد العديد من الزعماء على الإمارات العربية المتحدة لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عمق المكانة التي تحظى بها الدولة الخليجية التي نجحت في فرض نفسها قوة اقتصادية وسياسية.
ويستمر العديد من القادة وزعماء العرب ودول العالم في التوافد على دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي خلفه الشيخ محمد بن زايد.
ويعكس حجم الحضور الاحترام الكبير الذي يحظى به الشيخ خليفة الذي توفي الجمعة عن عمر يناهز الثلاثة والسبعين عاما، حيث كان عنوانا لقيم السلام والانفتاح، كما يترجم هذا الحضور المكانة المرموقة التي تتمتع بها الدولة الخليجية على الصعيد الدولي، في ظل القيادة الحالية للشيخ محمد.
وقاد الشيخ محمد لسنوات الدولة الخليجية المتحالفة مع الغرب، وهي منتج للنفط وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومركز أعمال إقليمي ودولي رائد، قبل أن ينتخبه المجلس الأعلى للاتحاد الإماراتي السبت الرئيس الثالث للبلاد، في إجماع يعكس عمق الوحدة والاستقرار اللذين تحظى بهما دولة الإمارات.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تربط بلاده علاقات تجارية وعسكرية مهمة مع الإمارات، أبوظبي الأحد حيث استقبله الشيخ محمد.
وقال قصر الإليزيه في بيان إنّ ماكرون أعرب خلال لقائه مع الشيخ محمد عن “خالص تعازيه لأسرته والشعب” في وفاة الشيخ خليفة. وأضاف البيان أنّ “الإمارات العربية المتحدة شريك استراتيجي لفرنسا، وهي حقيقة تؤكدها درجة تعاوننا في مجالات متنوعة مثل الدفاع والثقافة والتعليم”.
حجم الحضور يعكس المكانة التي تتمتع بها الإمارات على الصعيد الدولي، في ظل القيادة الحالية للشيخ محمد
وصرح الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ قبيل توجهه الأحد إلى العاصمة الإماراتية بأن إقامة العلاقات بين الإمارات وإسرائيل قبل عامين كانت ركيزة مهمة للمنطقة بأكملها أرساها “زعماء جسورون ورواد” من بينهم الشيخ خليفة.
وشكلت الخطوة الإماراتية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل تحولا كبيرا في المنطقة، دفع دولا عربية إلى إعادة النظر في جدوى التوافق العربي بشأن رفض أي علاقة مع تل أبيب، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
وإلى جانب الرئيسين ماكرون وهرتزوغ توجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أبوظبي، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ونائب رئيس الهند فينكايا نايدو، لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد.
ومن المقرر أن تصل الاثنين نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لتقديم العزاء إلى الشيخ محمد.
وتوافد عدد من القادة العرب، من بينهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيد، السبت على الدولة الخليجية. وأرسل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي دخل والده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز المستشفى قبل أسبوع، وفدا لتقديم التعازي لرئيس الإمارات.
ويرى مراقبون أن القيادة الحالية للإمارات عازمة على المضي قدما في نهج أسلافها، القائم على الانفتاح وتعزيز موقع الإمارة الخليجية كقوة اقتصادية وسياسية.
ولطالما مثل الشيخ محمد قوة دافعة في سياسات الشرق الأوسط، إذ نجح في بناء سياسة خارجية متوازنة، وشكل جدار صد في وجه التنظيمات الإسلامية التي تشكل تهديدا للاستقرار في المنطقة.
وحرص رئيس الإمارات على تنويع علاقات بلاده من خلال تعزيز الانفتاح على روسيا والصين، في مقابل السعي إلى الحفاظ على علاقات بلاده التقليدية مع الغرب.
وبعد سنوات من الخصومة تحركت أبوظبي لتحسين العلاقات مع تركيا وبدرجة أقل إيران، إذ تركز الإمارات اهتمامها على النمو الاقتصادي وسط المنافسة الإقليمية المتزايدة والتحول العالمي بعيدا عن الهيدروكربونات شريان الحياة لاقتصادات الخليج.
ونال خبر انتخاب الشيخ محمد رئيسا للبلاد اهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام الدولية، حيث قالت وكالة بلومبرغ في تقرير حمل عنوان “الأمير الذي أعاد تشكيل المنطقة يتولى رئاسة الإمارات” إن “الشيخ محمد بن زايد يقود رابع أغنى صندوق ثروة في العالم ونحو ستة في المئة من الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في العالم. وقد أسهم أيضًا في صقل صورة الإمارات العربية المتحدة كواحة ليبرالية اجتماعية ومؤيدة للأعمال”.
ولفتت الوكالة إلى أن الشيخ محمد تمكن من قيادة سفينة دولة الإمارات في بحر الأزمات المتلاطم في المنطقة، مستخدما النفوذ الاقتصادي في إقامة شراكات مؤثرة تمتد من روسيا إلى الصين، واختيار عواصم هذه البلدان لزياراته الخارجية.
من جهتها اعتبرت الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أنه يحسب للشيخ محمد الفضل إلى حد كبير في تحول دولة الإمارات نحو نهج أكثر نشاطا في الشؤون الإقليمية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأشارت إلى أن رئيس الإمارات الجديد ساهم في تطوير القوات المسلحة لبلاده، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي، وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة.