كريتر نت – متابعات
أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الخميس، أن سفينة شحن تعرضت لهجوم قبالة سواحل اليمن، وذلك في أحدث عملية استهداف منذ سريان الهدنة بين المتمردين والحكومة الشرعية بدعم أممي ودولي.
وبحسب “العرب” قالت الهيئة، عبر موقعها الإلكتروني، إن هجوما استهدف سفينة شحن على بعد 34 ميلا بحريا (63 كيلومترا) جنوب غرب مدينة الحديدة اليمنية (خاضعة لجماعة الحوثي).
ولم تتطرق الهيئة، وهي جزء من البحرية الملكية البريطانية، في بيانها المقتضب إلى طبيعة الهجوم ولا نتائجه ولا هوية السفينة، وأشارت إلى أن التحقيقات جارية في الحادث، دون مزيد من التفاصيل.
وأفادت شركة الأمن البحري البريطانية (أمبري إنتليجنس) بأن الحادث يتعلق بسفينة كانت مبحرة تمكنت من الإفلات من محاولة للصعود إلى متنها من قبل أشخاص يستقلون زوارق. وأضافت الشركة أن طاقم السفينة بخير.
وأوضحت أن السفينة كانت “على الأرجح ترفع علم هونج كونج” لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل.
ونقلت وكالة “رويترز” عن متحدث باسم الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية إن البحرية على علم بوقوع حادث في البحر الأحمر.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس الأميركية نقلا عن مسؤولين أن سفينة ترفع علم هونغ كونغ تعرضت لهجوم الخميس قبالة سواحل اليمن التي مزقتها الحرب، على الرغم من أن ظروف الحادث لا تزال غير واضحة.
وقالت شركة درياد غلوبا، وهي شركة استخبارات بحرية إن السفينة المعنية تحمل اسم “لاكوتا”، وهو مركب شراعي يبلغ ارتفاعه 62 قدمًا (19 مترًا) غادر من هونغ كونغ.
وأظهرت بيانات تتبع الأقمار الصناعية من MarineTraffic.com حللتها وكالة أسوشييتد برس، أن سفينة “لاكوتا” موجودة غرب جزر حنيش في البحر الأحمر بين إريتريا واليمن.
وأضافت شركة الاستخبارات البحرية أن السفينة غادرت جيبوتي قبل الإبحار بالقرب من الساحل اليمني، كما لم تقم بتشغيل نظام تعقب نظام التعرف التلقائي، والذي وصفته درياد بأنه “غريب جدًا”، نظرًا لأن البحر الأحمر هو طريق شحن دولي رئيسي.
ولم يعلق الحوثيون والحكومة اليمنية والتحالف على الهجوم على الفور.
أول هجوم على سفينة شحن قبالة اليمن منذ سريان الهدنة
والواقعة هي أحدث هجوم في البحر منذ إعلان تشكيل قوة المهام المشتركة الدولية في البحر الأحمر، وأيضا منذ بدء سريان الهدنة في اليمن.
وخلال السنوات الماضية، تعرضت أكثر من سفينة شحن لهجمات قبالة سواحل اليمن. واتهمت الحكومة الشرعية اليمنية والولايات المتحدة ودول أخرى جماعة الحوثي، حليفة إيران، باستهداف الملاحة في تلك المنطقة، وهو ما نفاه الحوثيون.
وفي أبريل الماضي أفرج المتمردون عن سفينة شحن إماراتية بعد احتجازها ثلاثة أشهر، وذلك إثر وساطة عمانية و”بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة”.
وصادر الحوثيون الموالون لإيران في الثالث من يناير الماضي سفينة “روابي” التي ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر مقابل مدينة الحديدة واقتادتها إلى ميناء الصليف وصادرت حمولتها واعتقلت طاقمها في جريمة لاقت موجة تنديد يمنية ودولية وإقليمية.
وكانت السفينة تقل، معدات وتجهيزات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرى بعد انتهاء مهمته الإنسانية.
وتتخذ جماعة الحوثي من شريط ساحلي يصل طوله إلى أكثر من 300 كيلومتر بما فيه ميناء الحديدة الحيوي نقطة انطلاق للهجمات البحرية وأعمال القرصنة وذلك بالتنسيق مع سفن إيران الجوالة في البحر الأحمر.
ومن المنتظر أن ينعكس هذا الهجوم سلبا على الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على هدنة هشة بين المتمردين والجيش اليمني.
وأعلن الحوثيون الأربعاء أنهم يدرسون تمديدا محتملا للهدنة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة والمقرّرة لفترة شهرين لكن خرقهم لها وفق ما صرح به أكثر من مسؤول في الحكومة اليمنية من شأنه الإضرار بالهدنة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ قد قال الثلاثاء “أعمل مع الجانبين من أجل تخطي التحديات” وضمان “تمديد الهدنة التي يفترض أن تنتهي مفاعيلها خلال أسبوعين.
وفي الثاني من أبريل دخلت هدنة حيز التنفيذ، بوساطة من الأمم المتحدة، على أن تستمر لشهرين. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما يمثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.
ويدور النزاع في اليمن بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّب النزاع بمقتل نحو 180 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.