كريتر نت – متابعات
بدت مفاوضات العاصمة عمان التي لم تنطلق بعد، كما لو أنها فصل جديد من فصول المهزلة التي تديرها الأطراف الدولية بين الشرعية والحوثيين في ظل غياب تام للمواطن.
هذا ما تشير إليه المعطيات، ولعل سفر أبو علي الحاكم ضمن لجنة المفاوضين وهو المطلوب رقم (5) للتحالف العربي ضمن (40) مطلوبا، والمدرج اسمه ضمن قائمة العقوبات؛ نتيجة ارتكابه جرائم بحق المواطنين، يعد خرقًا جيداً بالنسبة للحوثيين في جدار أزمة لطالما ألقت بظلالها على كل شيء داخل الوطن وخارجه.
بهذه الصورة فقد المواطن عددا من الاستحقاقات وانتزعت ذراع إيران كافة الشروط التي وضعتها دون نقصان، ما يعني أن تثبيتًا للسلطة يجري على قدم وساق في شمال البلاد.
وبحسب التقارير فإنها هذه ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها المفاوضون بنود واستحقاقات عامة، فمنذ توقف معركة الحديدة 2018 باتفاقية “ستوكهولم” الميتة وما قبلها من المرجعيات الثلاث، تبعها برود واضح في المعركة السياسية وحالة من الضبابية في المواجهات واليمن شاهد على حالة استثنائية بين اللا سلم واللا حرب.
غادر أبو علي الحاكم مطار صنعاء ببدلة رسمية وسبق له أن غادره بثوب وجنبية وعلى كتفه بندقية في العام 2009 تقريبا إلى العاصمة القطرية الدوحة وبوساطة ودعم منها.
قد يعد هذا انتصارا كبيرا في نظر الأنصار وهو كذلك، لكنه انتصار على حساب مستقبل اليمن ودماء اليمنيين وحريتهم، على حساب المجتمع الذي مزقته الطائفية والمناطقية والمذهبية والثارات، على حساب القيم والأعراف والطفل والمرأة والتعليم والصحة وأراضي الأوقاف والبنى التحتية وانهيار الاقتصاد ونهب رواتب الموظفين وعجز في الإدارة وتوسع المحسوبية والشللية.
اليوم لم يعد هناك ما يدعو للريبة، لا يوجد سوى انتظار نتائج هذه المفاوضات إلى ما لا نهاية، كما كان الحال مع الوعود والمفاوضات السابقة على أمل تتكشف الأمور المبهمة أكثر من قبل.