كريتر نت – متابعات
مع اشتداد وطأة العقوبات الغربية ضد روسيا والأثرياء الروس، المعروفين باسم “الأوليغارشية”، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة، لجأ الأثرياء الروس إلى حيلة استخدمها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل أعوام للإفلات من العقوبات.
وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين الحالتين، لم تختلف العقوبات الغربية ضد الأوليغارشية كثيراً عن تلك التي فرضت ضد زعيم القاعدة الإرهابي قبل أعوام، وذلك بعيداً عن أسبابها ودوافعها في كلتا الحالتين، وفقاً لموقع “بيزنس إنسايدر”.
فقد فُرضت العقوبات على الأثرياء الذين تربطهم علاقات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ردّاً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في محاولة للضغط عليه لوقفها.
وفي خطاب تلفزيوني مفاجئ فجر 24 شباط (فبراير) أعلن بوتين بدء عملية عسكرية واسعة النطاق داخل العمق الأوكراني.
نقل أموال قبل العملية الروسية
وقد جمّدت أصول الأوليغارشية الروسية من اليخوت الفاخرة والأعمال الفنية والممتلكات والطائرات الخاصة، مع ذلك لاحظ الخبراء في نقل الأموال زيادة في عمليات تحويل الأصول قبل أشهر قليلة من العملية الروسية في أوكرانيا، بحسب صحيفة “بزنس إنسايدر”.
في هذا السياق، أوضح شين ريدل، خبير الجرائم المالية والرئيس التنفيذي لشركة Elucidate، التي تحلل الأنماط في حركة الأموال، أنّ معاقبة الأوليغارشية تمّت بالطريقة نفسها مع أسامة بن لادن، والأداة نفسها بالضبط، والإطار القانوني نفسه.
نظام “الحوالة”
وأضاف أنّ هذه الشبكات البديلة لتحويل الأموال، المسمّاة “الحوالة”، استحدثت خارج الأنظمة المصرفية التقليدية، مشيراً إلى أنّها “لا تحتاج وثائق، لذا لا توجد سجلات للمعاملات، ممّا يجعلها طريقة مثالية لتمويل الإرهاب”.
وختم قائلاً: “إذا علمت أنّ هناك نظاماً قانونياً سيمنعني من إجراء المعاملات، وكنت أعلم أنّ هناك نظاماً غير رسمي يسمح لي بتجاوز ذلك، فلست بحاجة إلى أن تكون عبقرياً، لماذا لا تفعل ما نجح من قبل؟”، في إشارة إلى الطريقة التي استخدمها بن لادن ونجحت.
كيف تحايل بن لادن؟
وقال أيضاً إنّ الولايات المتحدة أدركت خطر الحوالات غير المنظمة، وإنّ الكونغرس تحرك “لتنظيم أنشطتها في عام 1994، مع إصدار قانون يطالب شركات صرف الشيكات والمؤسسات المالية غير الرسمية مثل الحوالات بالتسجيل لدى الحكومة”، وكان للقانون تأثير ضئيل على الحوالات.
وقال: “إذا نظرنا إلى كيفية تحرك المعاملات وإعادة تخصيص الموارد والأصول، والزيادة في الشركات الخارجية الجديدة، فإنّ ما نستخلصه من ذلك هو آلية سريعة المسار تماماً لإنشاء منصات دفع بديلة”.
في موازاة ذلك، أكد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند بول ساربينز في جلسة الاستماع: أنّه “في أعقاب 11 أيلول (سبتمبر) علمنا أنّ شبكة أسامة بن لادن الإرهابية لم تستغلّ نقاط الضعف في الإجراءات التنظيمية والتنفيذية في النظام المالي الرسمي فحسب، بل استخدمت أيضاً النظام غير الرسمي لنقل مبالغ كبيرة من النقود حول العالم، دون ترك بصمة أو ورقة إلكترونية”.
وقال: إنّ “إخفاء الهوية النسبي للنظام، والافتقار إلى الاحتفاظ بالسجلات القانونية، يجعله آلية جذابة لتجار المخدرات ووسطاء الأسلحة والمتهربين من الضرائب والمسؤولين الفاسدين والإرهابيين الذين يسعون إلى نقل الأموال خلسة”.
يشار إلى أنّه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط (فبراير) الماضي، اصطفت الدول الغربية إلى جانب كييف داعمة إيّاها بالسلاح والعتاد، وفرضت آلاف العقوبات القاسية والمؤلمة على موسكو، شملت كافة القطاعات التجارية والاقتصادية، فضلاً عن مئات السياسيين والأثرياء الروس، الذين صادر عدد من الدول الغربية أصولهم مثل اليخوت والقصور.