كريتر نت – وكالات
أصدرت منظمة الصحة العالمية امس 8 يونيو توجيهاتها الخاصة بعلاج الأشخاص المصابين بداء الليشمانيات الحشوي ( الكلازار) وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) معا، بناءً على نتائج دراستين أجرتها مبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi) ومنظمة أطباء بلا حدود (MSF) وشركاءهم في إثيوبيا والهند.
وقالت المنظمة إن العلاج النموذجي لدائي اللِّيشْمانِيَّاتِ الحَشَوِيّ (الكالازار) ونقص المناعة المكتسب (HIV) يشمل من تركيبتين هما حقنة liposomal amphotericin B (LAmB) و (miltefosine and LAmB).
وأكدت بأنه اظهر فعالية عالية من خلال الدراستين اللتين اجرتهما منظمة أطباء بلا حدود و ومبادرة توفير عقاقير للأمراض المهملة والشركاء الداعمين في كل من الهند وإثيوبيا بحسب الصحة العالمية.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، أنه تبين في أثيوبيا أن استراتيجية العلاج الجديدة لديها معدل تعافي بنسبة 88٪ في نهاية العلاج (بعد 58 يومًا) ، بينما كانت فعالية العلاج الحالي 55٪ في التجربة. أما في الهند فأظهرت نسبة العلاج فعالية كبيرة بلغت 96% من الحالات العلاجية بعد استخدامه لمدة 210 يوما، بينما لوحظ انخفاض بنسبة 88 % للحالات التي تلقت العلاج القياسي.
وقالت مديرة مبادرة توفير الأدوية المهملة الدكتورة فابيان ألفيس “هذه نتائج رائعة ، بالنظر إلى الصعوبات التي تواجه تحقيق الاستجابة العلاجية للمرضى المصابين بداء الليشمانيات الحشوي وفيروس نقص المناعة البشرية، ويعتبر المرض قاتلا إذا تُرك دون علاج.
وبحسب الصحة العالمية فإن غالبًا ما يكون من الصعب علاج الأشخاص المصابين بمرضي الإيدز والكلازار معا وذلك بسبب إضعافهما للجهاز المناعي الذى لا يستجيب للعلاجات النموذجية بصورة كبيرة.
وأشارت إلى أنه من المحتمل أن تتطور اثار جانبية خطيرة عند هؤلاء المرضي جراء استخدامهم للعلاج، وأن يكون لديهم معدل خطورة أكبر بالإصابة بنوبات من داءُ اللِّيشْمانِيَّاتِ الحَشَوِيّ (بالكالازار) في المستقبل ومن ثم الموت المحتوم.
من جهتها قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة من إثيوبيا الدكتورة رزيقة محمد ، أستاذة مساعدة في الطب الباطني بجامعة جوندار: ” إن العلاج الجديد ، الذي تم تضمينه الآن في إرشادات منظمة الصحة العالمية ، يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء أثناء حدوث داء الليشمانيات الحشوي”.
وأضافت: يعتبر العمال المهاجرون الموسميون الشباب في إثيوبيا ، الذين يعملون في مزارع كبيرة ويتعرضون لدغات ذباب الرمل، من أكثر الأشخاص المعرضين لخطر العدوى المشتركة.
وأوضحت: بصرف النظر عن الفعالية المنخفضة للعلاجات القياسية لهؤلاء المرضى، فإنهم غالبًا ما ينتكسون ويبقون في المستشفيات لفترات طويلة ويفقدون دخلهم ويسقطون في براثن الفقر، وقد يتم نبذهم أيضًا من قبل زملائهم في العمل ومجتمعاتهم وأحيانًا من قبل أفراد أسرهم.
وفي أثيوبيا يتعرض العمال المهاجرين العاملين في المزارع الكبيرة إلى عضات الذبابة الرملية لذا هم أكثر الفئات الخطرة المعرضة للإصابة المزدوجة، هذا بالإضافة الى قلة فعالية العلاج النموذجي وتعرضهم لانتكاسة مرضية ومكوثهم في المشلفي لفتلات طويلة مما قد يعرضهم لفقد مصادر دخلهم ثم يقبعون في فقر مدقع بحسب بيان المنظمة.
وأكدت المنظمة أن هذه هي المرة المرة الأولى التى يتم فيها تطوير عقار مثبت الفعالية بالدليل الطبي للقضاء على دائي اللِّيشْمانِيَّاتِ الحَشَوِيّ (الكالازار) ونقص المناعة المكتسب (HIV). وهذا في حد ذاته يعتبر فقزة للأمام واعترافا بهولاء المرضي الضعفاء ويسهم في برنامج القضاء على داء الليشمانيات الحشوي، مع ذلك لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به.
.وقال الدكتور ساكب بورزا ، المستشار الطبي ومنسق الدراسة في منظمة أطباء بلا حدود “إن هؤلاء المرضى يعانون من العديد من المشكلات الطبية المعقدة التي يجب معالجتها بشكل شامل، بما في ذلك انتشار مرض السل”.
وأضاف: من المتوقع أن تقوم الهند وإثيوبيا والدول الأخرى التي يتوطن فيها كلا المرضين بتكييف إرشادات العلاج الخاصة بهم في المستقبل لتشمل العلاج الجديد الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.
من جهته قال الدكتور كريشنا باندي، مدير معهد أبحاث راجندرا التذكاري والباحث الرئيسي في الدراسة ، ” هذا العلاج الجديد خبر رائع ، لأنه يقلل من استخدام الأدوية القابلة للحقن على مدى 14 يومًا، والتي كانت في وقت سابق 38 يومًا، إضافة إلى أنه يزيد بشكل كبير من فرص علاج المرضى.
وعلّق بورزا: نحن فخورون بهذا الإنجاز”
فيما أوضحت الدكتورة مونيك واسونا، المدير الإقليمي لـ DNDi Eastern Africa، في نيروبي “لا يزال المركب العلاجي الجديد يعتمد على الميلتيفوزين، وهو دواء يؤخذ عن طريق الفم يمكن أن يؤثر على نمو الجنين عند النساء الحوامل؛ وأمفوتريسين ب الشحمي، دواء يُعطى على شكل حقن يمكن أن تكون له مضاعفات تتطلب مكوثه في المستشفى للمراقبة.
وأفاد البيان بأن إرشادات منظمة الصحة العالمية الجديدة خطوة مهمة ستحسن بشكل كبير حياة المرضى المصابين بكلا المرضين والذين يعانون من وصمة العار والنبذ وفقدان الدخل والانتكاسات المتكررة” الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية أكثر عرضة بنسبة 100 إلى 2300 مرة للإصابة بداء الليشمانيات الحشوي، المعروف أيضًا باسم كالازار، وهو مرض استوائي مهمل ينتقل عن طريق لدغة ذبابة الرمل ويسبب الحمى وفقدان الوزن والتعب الشديد.