عبدالواسع الفاتكي
لو افترضنا أن الحرب التي تدور رحاها في اليمن، منذ ثماني سنوات ستحل سياسيا، ولو اعتقدنا أن هذا الحل ليس بعيد المنال، وأنه في متناول اليد، ولو صدقنا أن جهود الأمم المتحدة ستكلل بالنجاح، في تحقيق حل سلمي للحرب في اليمن، فلن يكون هذا الحل إلا كأي حل بين قوى متحاربة، ونتاج موازين قوى قائمة على الأرض، وانعكاس للعلاقات الأمريكية الإيرانية من جهة، والعلاقات الخليجية من جهة أخرى.
لنجاح أي حل سياسي للحرب في اليمن، لا بد من توفر شرطين: الأول: ضرورة وجود تغير جدي وملموس في سياسة الغرب وبالذات أمريكا، وفي سياسة إيران لتكونا أقل عدائية لمصالح الشعب اليمني وجيرانه. والثاني: هو تغير موازين القوى في الداخل لصالح الشرعية، فلا يكفي مطالبة الحوثيين بالتراجع عن انقلابهم، ما لم يحدث تغيير عسكري جدي يجبرهم على الانصياع لإرادة الشعب، الذي يريد استعادة دولته ووطنه المسلوب.
تكتفي الأمم المتحدة والدول الغربية بالتنظير بأن الحل السياسي هو الممكن والوحيد، في مقابل حل عسكري ينظر إليه بأنه مستحيل، وتكتنفه مخاوف من احتمالات الخروج عن السيطرة، وكأن المليشيات الحوثية تحت السيطرة أو كأنها لم تتسبب في خروج الوضع عن السيطرة.
أليست ثماني سنوات من التفاوض والحوار كافية كي نقتنع بعبث التحاور مع مليشيات حوثية، تتخذ السلاح بديلا للبرنامج السياسي، والرصاصة بديلة للفكرة، لقد أصبح من المؤكد أن الحل السياسي الذي تروج له وتدعمه الدوائر الغربية هو إنشاء ورعاية جماعة مذهبية عنصرية، تكن سيفا مسلطا على الشعب اليمني، وخنجرا في خاصرة الخليج منفذة لأجندة إيران، حين تريد وكيفما تريد.
نقلاً عن “ميدل إيست أونلاين”