كريتر نت – متابعات
أكدت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، بأن أزمة الطاقة قد زادت من نفوذ ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وأجبرت الرئيس الامريكي جو بايدن على التعامل مع المملكة وطلب مساعدتها بالتزامن مع المحاولات الغربية لخنق صادرات الطاقة الروسية” في اطار العقوبات المفروضة على موسكو
وقالت الصحيفة البريطانية في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “الازدهار النفطي الجديد في الخليج يطرح معضلات في الغرب”: أن أزمة الطاقة “تزيد من نفوذ محمد بن سلمان وغيره من قادة الخليج” حيث إن السعودية والإمارات، لديهما القدرة الاحتياطية على زيادة إنتاج النفط بشكل كبير.
مبينة أن المملكة العربية السعودية اعلنت “هذا الشهر، أنها وحلفاؤها في منظمة أوبك+ ستسمح تسارع متواضع في الإنتاج” وهو ما اشاد به البيت الابيض ونسب الفضل إلى قيادة المملكة في تحقيق هذا الإجماع بين أعضاء المجموعة التي تضم روسيا ايضا.
واوضحت الصحيفة أن الرئيس الامريكي جو بايدن يسعى لزيارة المملكة وهذا يعني الجلوس مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغم مواقف بايدن المتشددة تجاه الامير بن سلمان” حيث تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بالتعامل مع المملكة على أنها منبوذة على خلفية أزمة قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل قبل أربع سنوات
مؤكدة ان بايدن يسعى من خلال زيارته الى اللجوء للسعودية باعتبارها الزعيم الفعلي لمنظمة أوبك، بهدف زيادة إنتاجها من النفط الخام “من أجل خفض أسعار البنزين المرتفعة للغاية قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية
وتحدثت الصحيفة البريطانية عن تأثير حرب أوكرانيا على اسعار الطاقة عالميا مع “سعي الغرب إلى عزل روسيا وحظر وارداتها من النفط والغاز حيث بلغت أسعار النفط والغاز منذ خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير/ شباط أعلى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات في الوقت الذي يحاول فيه الغرب خنق صادرات الطاقة الروسية”.
مما اضطر الغرب إلى طلب المساعدة من موردين آخرين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وزملائها الملكيين المطلقين في الخليج الغني بالنفط”
لافتتة أن الاتحاد الأوروبي قد وافق خلال الشهر الجاري على خطة لحظر واردات النفط الروسية المنقولة بحراً والتنسيق مع المملكة المتحدة بشأن خطط لحظر التأمين على السفن التي تحمل الخام الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من إعاقة قدرة موسكو على التصدير”.
واضافت الفايننشال تايمز أنه “قبل الحرب، كانت روسيا تنتج أكثر من 10 في المئة من إمدادات النفط العالمية وكانت مصدراً حيويا للطاقة في أوروبا.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض إنتاجها الآن بما يصل إلى 3 ملايين برميل يومياً. وستوجد شركات شحن على استعداد لنقل الخام الروسي إلى الصين أو الهند.
لكن مستوى صادرات موسكو يتجه فقط في اتجاه واحد، ما يهدد بنقص كبير في العرض في السوق”.
وتابعت “بينما يشعر العالم بالقلق إزاء إمدادات الطاقة والتضخم، يتمتع الخليج بطفرة مع تزايد اعتماد الغرب على المحروقات” ومع أن الولايات المتحدة لطالما كانت قلقة بشأن الاعتماد المفرط على مثل هذه المنطقة المضطربة.
ويمكن أن تكون علاقاتها مع دول الخليج منقسمة.
التوترات مع إيران وسط مخاوف بشأن طموحاتها النووية تعني أن خطر اندلاع حريق ليس بعيداً أبداً”.
مشيرة الى ان واردات الولايات المتحدة انخفضت من الخليج بشكل حاد منذ طفرة النفط الصخري، لكن أسعار مضخاتها لا تزال تتأثر بديناميكيات السوق العالمية.
وحتى في الوقت الذي اجتمع فيه القادة في غلاسكو لحضور اجتماع القمة المناخية الأخيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني للالتزام بالتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، كان بايدن يوبخ روسيا والمملكة العربية السعودية لعدم ضخ المزيد من النفط مع ارتفاع أسعار البنزين”.
وخلصت الفايننشال تايمز إلى القول إنه “كان اعتماد الديمقراطيات الغربية على المستبدين الأثرياء بالنفط دائما أشبه بعقد فاوست حيث غضوا الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان.
في الاندفاع لتأمين إمدادات بديلة للنفط والغاز الروسي، يجب عليهم تجنب تكرار أخطاء الماضي وعدم إعطاء أمثال محمد بن سلمان توصيلة مجانية”.