كريتر نت – متابعات
سعى الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إلى التقليل من أهمية لقائه المرتقب المثير للجدل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بتشديده على أن اللقاء سيعقد في إطار دولي.
وقال بايدن عندما كان مرشحا رئاسيا إنه يريد أن يجعل السعودية “منبوذة”. ومع ذلك فإن محاولته خفض الارتفاع القياسي في أسعار البنزين بالولايات المتحدة هذا العام كان سببا في تعقيد الوضع في الوقت الذي تحث فيه الولايات المتحدة الدول المنتجة للنفط على زيادة الإنتاج لتعويض المفقود من النفط الروسي بعد العقوبات الغربية على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وقبل صعوده إلى مروحية متوجها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فيلَّتِه المطلة على المحيط قال بايدن “لن ألتقي محمد بن سلمان. أنا ذاهب إلى اجتماع دولي سيشارك فيه”.
لكن الصيغة المستخدمة تعكس مدى إحراج بايدن الذي يدرك أن زيارته المرتقبة إلى السعودية في تموز/يوليو ستكرس استعادة ولي العهد السعودي مكانته دوليا بعدما سعى الى عزله اثر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
والثلاثاء أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيتوجّه الشهر المقبل لحضور قمة إقليمية في جدة وسيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين لا سيما ولي العهد.
في المقابل، أوردت وكالة الأنباء السعودية أن بايدن سيلتقي خلال زيارته المملكة “بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء”.
وأوضحت الوكالة أن اللقاء سيتناول البحث في “أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم”.
من جهتها، شدّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار على أن اللقاء مع محمد بن سلمان “هامشي وليس محور التركيز”.
وقالت جان-بيار “سيلتقي الرئيس أكثر من 12 قائد دولة خلال رحلته”، مضيفة “يمكن أن نتوقع أن يلتقي الرئيس ولي العهد أيضا”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي إن الرئيس سيزور السعودية بدعوة من الملك سلمان عاهل السعودية مع ثمانية رؤساء دول إضافيين لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستضم أيضا مصر والعراق والأردن.
وقُتل خاشقجي الذي كان مقربا من دوائر السلطة في السعودية قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد، في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2018 وقطّعت أوصاله على أيدي سعوديين جاؤوا من المملكة.
وخلص تقرير استخباري أميركي إلى أنّ الأمير محمد وافق على عملية اعتقال أو قتل خاشقجي. وينفي ولي العهد السعودي هذه الاتهامات.
وكان بايدن قد تعهد أثناء حملته الرئاسية معاملة القادة السعوديين على أنهم “منبوذون” بعد العلاقة الوثيقة للمملكة مع سلفه دونالد ترامب.
ويتوقّع أن يدفع بايدن خلال الزيارة باتّجاه زيادة المملكة إنتاجها النفطي في مسعى لكبح ارتفاع أسعار الوقود وتسارع التضخم.