منير أديب
مرت أمس الأول الذكرى التاسعة لثورة “30 يونيو” وقد تعافت مصر من جماعة الإخوان الإرهابية، التي سقط مشروعها الخبيث للأبد.
في مثل هذه الأيام ثار المصريون على تنظيم الإخوان، وقضوا على أحلام التنظيم الإرهابي في السيطرة والاستحواذ، بعدما تمكن التنظيم في غفلة من اختراق الدولة ومؤسساتها، لكن سرعان ما استشعر الشعب خطرهم وكشف أمرهم وقبح أفكارهم وضمائرهم فأسقطهم من حساباته بعد عام من الفشل الذريع في الحكم.
ثورة “30 يونيو” عام 2013 حققت آمال وأحلام المصريين في إزاحة هذه الجماعة، التي تمثل رأس التطرف والإرهاب، من السلطة، وكذا أحلامهم في تفكيك هذا التنظيم غير القانوني، وهذا ما وجدنا أثره واضحًا على أفرع التنظيم خارج مصر.
لم يكن لثورة “30 يونيو” هدف سياسي فقط، بل هدف مجتمعي أبعد بإزالة الورم الإخواني من جسد مصر، وبتر أفكارهم التيكانت ترعى في أنسجة المجتمع المصري تستقطب شبابه وتوقعه فريسة في يد إرهاب منظم مثلته هذه الجماعة على مدار تاريخها عبر أفعال إجرامية، فضلا عن هدف أسمى حمته ثورة “30 يونيو”، وهو الحفاظ على الهوية المصرية ووقف مشروع التمكين الإخواني من زعزعة تماسك المصريين ووحدتهم، والذي كان يهدف إلى محو الشخصية المصرية بما يخدم أفكار التنظيم، الذي لا ولاء لعناصره لأي وطن.
واجه المصريون بثورتهم أشكالا مختلفة من الإرهاب الإخواني، ولعل هذه الثورة ترجمة لما قالة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: “لقد واجه المصريون الإرهاب نيابة عن العالم، وهنا كانت المواجهة للإرهاب، شعبية وحكومية عبر المؤسسة الأمنية، التي واجهت الخطر باستبسال منقطع النظير”.
لقد نجح المصريون في دحر هذا التنظيم الباحث عن السلطة أو خراب البلدان، ضمن مواجهة لا تزال رحاها دائرة مع أهل الشر، ولعل تفجُّر التنظيم من الداخل جزء من محور هذه المواجهة لأخطر تنظيم مؤدلج قديمًا وحديثًا.
فالتفاعلات، التي مر بها التنظيم من الداخل، حيث الانشطار النصفي لقياداته والاتهامات المتبادلة بالعمالة والسرقة، فضلا عن كونها جزءا من طبيعة أفراد التنظيم، التي كان يخفيها بإعلانه مبادئ مزيفة، فإنها كانت إحدى ثمار ثورة المصريين في “30 يونيو”، وجزءا من المواجهة، التي أسقطت التنظيم حتى في أعين أتباعه.
لقد بدأ تأسيس الإخوان على أرض مصر على يد حسن البنا عام 1928، وبعد قرابة مائة عام ينهزم التنظيم على الأرض ذاتها، بعد سنوات من خداعه المواطنين البسطاء، واللعب لديهم على وتر الدين والشعارات الشكلية المسمومة.
وهنا نؤكد أن سقوط الإخوان في ثورة “30 يونيو” كان سقوطًا لمشروعهم، الذي تنامى عبر نحو قرن من الزمن، على عتبة الغضب الشعبي المصري، الذي وقفت إلى جواره قيادة وطنية تاريخية استجابت لرغبة الشعب، الذي هو مصدر السلطات.
وفي ذكراها التاسعة، نقول إن ثورة “30 يونيو” لا تزال أيقونة تدعو لتوسيع دائرة المواجهة لأفكار التنظيم الإرهابي، علما وعملا، بحثا وتحاورا ووعيا، ونقل التجارب بين الشعوب لعلها تستفيق لخطر هذا التنظيم، الذي كان ولا يزال مهدا لكل فكرة شريرة وهدّامة تمر بمنطقتنا والعالم.
لقد تعافت مصر من مرض الإخوان سريعا وانطلقت البلاد من بعد تجربة هذا التنظيم في الحكم نحو الاستثمار والتماسك، وسيظل وقود “30 يونيو” حاضرا وباعثا على عدم العودة إلى الوراء، وإن حاول التنظيم يأسا كل فترة أن يطل برأسه من جديد.. لقد انتهى الإخوان شعبيا قبل تنظيميا.. فلن يتسامح المصريون في دم أبنائهم الذي أهدره الإخوان، ولعل احتفال المصريين بذكرى ثورة “30 يونيو” هذا العام تمثل في الرفض الشعبي والرسمي لوجود هذا التنظيم على مائدة حوار وطني دعا إليه الرئيس “السيسي” كل المصريين لمناقشة قضاياهم الملحة، إلا من تلوثت أيديهم بدم مصري.
لقد قال الشعب المصري كلمته التاريخية في “30 يونيو”، عبر ملايين ملؤوا الشوارع المصرية رفضا لسلوك الإخوان العدواني والتسلطي والإقصائي: لا للإخوان. نقطة ومن أول السطر.
نقلاً عن “العين” الإخبارية