كريتر نت – متابعات
أقرت مصادر أمنية إسرائيلية بأن مخيم جنين أصبح يشكل تحدّيا كبيرا، بعد أن عجزت إسرائيل عن إخضاعه وفقدت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية السيطرة عليه، مع تنامي نشاط الخلايا المسلحة داخل المخيم.
وتشهد مدينة جنين ومخيمها الواقعان في الضفة الغربية منذ أشهر عمليات توغّل للجيش الإسرائيلي، عادة ما تنتهي بمقتل وإصابة فلسطينيين.
وتتعاطى إسرائيل بحذر مع التحدي الأمني الذي يفرضه المخيم الذي يحتضن نحو 16 ألف نسمة خشية تفجر الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها تبدي قلقا متزايدا حيال انتشار مظاهر التسلح داخل المخيم وبروز مجموعات جديدة بينها “كتيبة جنين”.
ونقل محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل عن المصادر قولها “في فبراير الماضي عاود الجيش الإسرائيلي عملياته في المخيم بهدف توقيف مشتبه بهم، وساهمت الاحتكاكات التي اندلعت في اندلاع موجة ‘إرهاب’ بعد شهر، على الرغم من أنّ معظم منفذي الهجمات بين مارس ومايو لم يأتوا من المخيم بل من بلدات محيطة به ومن نابلس”.
وترى المصادر أن الوضع في جنين هو انعكاس للتوتر الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرة إلى أن للأمر علاقة أيضا بالضعف المستمر للسلطة الفلسطينية، وتقدم الرئيس محمود عباس في السن، وصراع الأجيال داخل حركة فتح، إلى جانب المنافسة بين الحركة وحماس.
وترتبط السلطة الفلسطينية باتفاقيات مع إسرائيل من بينها ضبط الأوضاع الأمنية داخل المخيمات.
وأكدت المصادر الإسرائيليّة أنّه “منذ أكثر من عاميْن تحذر أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة من حالة الضعف لدى السلطة الفلسطينية، لافتة إلى أنه خلال عمليات التوغل الأخيرة واجهت إسرائيل واقعا جديدا – قديما، إذ أن كل عملية دخول إلى مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربيّة وجزء من البلدات والقرى تقابل بإطلاق نار كثيف للغاية”.
وأضافت “كان المطلوبون يفضلون التحصن وخوض قتال، وأن هناك تعاونا كبيرا بين أنصار فتح وناشطي حركة الجهاد الإسلامي، وأحيانا مع خلايا محلية تتبع حماس”.
وأقيم مخيم جنين للاجئين عام 1953، ويقع إلى الجانب الغربي لمدينة جنين وفي أطراف مرج بن عامر، ويعد ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة. وتحيط به مرتفعات ويمر به وادي الجدي، إضافة إلى منطقة سهلية مكتظة، تعرف باسم “منطقة الساحل”. وكانت مساحة المخيم عند الإنشاء حوالي 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً.