سراج الدين الصعيدي
كاتب مصري
يواصل تنظيم الإخوان المسلمين حملات الترويج لمعلومات كاذبة ومضللة لنشر الفتنة، لخدمة هدفه، وإخفاء هزائمه، بالتعاون مع مؤسسات إعلامية موالية للجماعة كقناة “الجزيرة”، لكنّ الردود تأتي بشكل سريع من المعنيين الذين يدركون أهداف الجماعة في اليمن.
حملة الترويج الكاذبة التي روّجت لها الجماعة ضد الشرعية اليمنية لم تمر مرور الكرام، فقد خرج المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي على الكثيري، أمس، ليؤكد فبركة مطابخ حزب الإصلاح الإخواني “أوراقاً مزورة” ونشرها كوثائق سرّية صادرة عن المجلس.
واعتبر الكثيري، في تصريح صحفي أوردته وكالة سبأ الرسمية، أنّ لجوء الماكينة الإعلامية الإخوانية للفبركة والتزوير “يعكس حالة التخبط والهذيان التي تعيشها تلك القوى المأزومة”.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي: “نشر موقع إخباري إلكتروني تابع لجماعة الإخوان المسلمين، ومعروف بتوجهاته المعادية للجنوب وقضية شعبه، أوراقاً مزوّرة فبركتها مطابخ عفنة وادّعت أنّها سرّية وصادرة عن المجلس الانتقالي الجنوبي”.
وأضاف: “هذا أمر معهود، احترف ذلك الموقع، والقوى المأفونة التي يمثلها، إنتاجه والترويج له، وهو ما يعكس حالة التخبط والهذيان التي تعيشها تلك القوى المأزومة”.
هذا، وكان موقع “المصدر أونلاين”، المقرب من حزب الإخوان، قد زعم أنّ لديه وثائق توضح طبيعة العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبين النظام الإماراتي.
وبحسب ما نشره الموقع، فإنّ الانتقالي مرتبط بالإمارات عن طريق ما يُسمّى بالوحدة الخاصة.
وكشفت الوثائق، وفق زعم الموقع، أرقاماً مالية تُصرف على الانتقالي بالعملة السعودية، ومحاولات الانتقالي توسيع نفوذه جنوباً، والتمهيد للسيطرة على محافظات غير خاضعة لسلطته.
تزييف وفبركة
وفي سياق متعلق بأكاذيب حزب الإصلاح الإخواني، نفت السفارة الفرنسية لدى اليمن بشكل رسمي أول من أمس مزاعم جماعتي الإخوان والحوثيين عن وجود عسكري لبلادها في منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال في محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد.
وقالت السفارة الفرنسية في اليمن عبر حسابها في “تويتر”: “لقد علمنا بمزاعم تشير إلى وجود عسكري فرنسي في موقع بلحاف باليمن”، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وأضافت السفارة: “هذه المزاعم شائعات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وننفيها بشكل رسمي”.
وكانت وسائل إعلام حزب الإصلاح الإخواني قد بثّت سيلاً من الشائعات حول منشأة “بلحاف”، وروّجت أكاذيب تزعم “زيارة وفد فرنسي إلى شبوة، ولقاء المحافظ في منشأة بلحاف الغازية وتوقيع عقود لتصدير الغاز”.
وبالتوازي، كررت جماعة الحوثيين عبر وسائل إعلامها ترويج المزاعم نفسها، عن وصول قوات فرنسية تضم عشرات الجنود وصلت إلى منشأة بلحاف الغازية بشبوة.
ولم يكن مستغرباً أن تدخل قناة الجزيرة القطرية على خط مصاب إخوان اليمن في شبوة، فالحدث جلل والخسائر فادحة، وكان لا بدّ من محاولة إعادة الاعتبار، عبر تزييف الحقائق وفبركة النصوص.
يبدو أنّ قناة الجزيرة حاولت الثأر لحزب الإصلاح الإخواني، عبر استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي انتقاماً لدعمه إجراءات اتخذها محافظ شبوة لدحر التمرد على الشرعية، مستحضرة عبر نشراتها وبرامجها تاريخ الخلافات والصراعات السياسية بجنوب اليمن، في محاولة إحداث وقيعة بين أهالي الجنوب.
“المتحري”.. أجندة حوثية إخوانية مشتركة
ووفقاً لصحيفة “العين”، فإنّ قناة الجزيرة حاولت اللعب على وتر التناقضات وانعطافات التاريخ وهوامش الحقائق، وجندت الحاقدين والطامعين والعملاء من أجل شهادات مزيفة غذت بها نزعتها الانتقامية التي لم تخفَ على المتابعين ممّن انتفضوا غضباً على التوظيف اللّامهني لأحداث التاريخ، وتشويه حيثياته وتحفيز النعرات، وهي الخطوط الحمراء التي يفرضها الإعلام النزيه ضمن أبجديات وأسس ميثاق العمل الصحفي حول العالم.
توقيت بث البرنامج الذي يأتي في سياق الإخفاقات الإخوانية المدوية في شبوة، كشف، وفق المصدر السابق، مخططات قناة الجزيرة ومساعيها لجذب الأنظار بعيداً عن التمرد الإخواني العسكري في شبوة، فحاول المليكي، ذراع الإخوان الإعلامية، اللعب على جراح صراعات الماضي وتوظيفها في معركة الراهن السياسي لصالح الإخوان والحوثيين.
ويستهدف الإخوان إعادة الجنوب إلى مسرح الاقتتال، ضمن عداء ممنهج ومدروس إعلامياً وعلى الأرض، معتقدين أنّ اجترار الماضي وتلوينه قادر على تفكيك اللحمة الجنوبية التي نجحت في صد ميليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان طيلة الأعوام الماضية.
وتضمّن فيلم الجزيرة اعترافات الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر بإشعال الحرب في عام 1986، واعتمد “المتحري” على شهادات الرئيس علي سالم الموثقة التي سبق أن نشرها تلفزيون عدن في أعقاب تلك الأحداث.
نوايا الإخوان الخبيثة
ويرى مراقبون وصحفيون أنّ “الجزيرة تعيد تسويق ما هو معلوم للجنوبيين وموثق تاريخياً”، لافتين إلى أنّ التوقيت هو السر، مؤكدين أنّ الفيلم “يكسي مشروع الفتنة برداء الحقائق التاريخية، في سياق حملة إخوانية منظمة ضد الجنوب والمجلس الانتقالي”.
ويرى رئيس تحرير “مراقبون برس”، ماجد الداعري أنّ “الأمر ليس سوى تعمد إعلامي فقط؛ لنكء جراح الماضي، ونبش مواجع أبشع فترة دموية جنوبية، وتذكير الأجيال بمآسيها، ومحاولة إسقاطها سياسياً على حال صراع جنوب اليوم المختلف جذرياً بشخوصه وأهدافه وخصومه”.
الصحفي الجنوبي البارز صالح الحنشي يعتبر من جانبه أنّ اختيار عنوان الفيلم “الأخوة الأعداء” يكشف “النوايا الخبيثة لمن يقف خلفه”، في إشارة إلى الإخوان ومن يواليهم مثل قناة الجزيرة.
وكتب الحنشي عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: إنّ “الفيلم تضمّن إصراراً على نبش فكرة العداء والتذكير بها، حيث بث بعد ترويج استمر لأكثر من (10) أيام باعتماد الموسيقى التصويرية في أفلام السينما التي تهيئ المتابع للحدث القادم في الفيلم”.
وأضاف أنّ “الأخوة الأعداء يستهدف تحفيز الشارع وإحياء نزعاته ليرى من بث الحلقة التلفزيونية بعين الخصوم، وسيفقد موضوعيته في الحكم على الأحداث التي سيتم الحديث عنها”.
المجلس الرئاسي صمام أمان
هذا، وقوبلت تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، لجهة حزب الإصلاح الإخواني، بتأييد شعبي جنوبي شمالي واسع، في مواجهة طرفي الأذى الوطني (ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتنظيم الإخوان).
وعبر هاشتاغ (#المجلس_ الرئاسي_ صمام_ أمان)، أكد سياسيون أنّ جماعتي الإخوان والحوثيين لا تؤمنان بالشراكة، وترفضان مبدأ الوطن للجميع، وتلتقيان عند نقطة التسلط وإقصاء الآخر المختلف، رغم الفشل الذريع لكلتا الجماعتين.
وعقب قرارات المجلس الرئاسي، بشأن أحداث شبوة وإقالة رؤوس الإخوان المتمردة، بلغ تصعيد الإخوان ضد المجلس ورئيسه ذروته، ووصل إلى إنكار شرعية المجلس، والتحريض ضده.
المصدر حفريات