كريتر نت – العربية نت
أطل الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، عبر فيديو تم تصويره في قصره الفاخر بالعاصمة Grozny وبثه مساء أمس السبت، وفيه قال لمتابعيه في موقع Telegram التواصلي، إنه ينوي الاستقالة من منصب لا يزال يشغله منذ 15 عاما.
وذكر المعروف بلقب “أمير الحرب” في جمهورية الشيشان، وأحد أكبر مؤيدي حملة بوتين العسكرية بأوكرانيا، أن لدى القوقازيين والشيشان مثل شعبي يقول: “بغض النظر عن مدى احترام ضيف طال انتظاره، فالممتع إذا غادر بالوقت المحدد”، ثم عطف المثل على نفسه وقال: “أعتقد أن وقتي قد حان أيضا”، بحسب ما ترجمت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية ما ورد بالفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” أدناه، وفيه نجده يرفق عباراته بابتسامة عريضة استمرت مدة المقطع، أي دقيقة و37 ثانية، وأحيانا تحولت إلى ضحكة.
عدد من المحللين الغربيين، ممن اتصلت بهم الصحيفة، اعتبروا أن الفيديو هو “تحول جذري بالنغمة” القديروفية، وفق ما قال البريطاني Samuel Ramani الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن بلندن، والذي اعتبر: “أن قديروف سيوجه ضربة قوية إلى بوتين فيما لو نفذ رغبته واستقال”، وفق تعبيره.
وهناك من شكك من المحللين بكلام قديروف، ومنهم Ivan Klyszcz البالغ 30 سنة، ومحلل شمال القوقاز في جامعة University of Tartu باستونيا، فقد ذكر أن الزعيم الشيشاني “سبق وقال أشياء مثل هذه في الماضي” إشارة ربما إلى تصريح أدلى به في ديسمبر 2018 وقال فيه إنه ينوي إنهاء مسيرته المهنية كرئيس للمنطقة، وليس على المستوى الاتحادي، وأنه يخطط لترك منصبه. لكن الزمن مرّ وبقي قديروف، كما كان من دون أي تغيير.
لم ينعم طويلا بطعم السلطة
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قام في 2007 بترقية قديروف إلى زعيم للشيشان، بعد أن أصبح مؤيدا صريحا له. كما أن والده أحمد، الذي قاتل القوات الروسية في الحرب الشيشانية الأولى بمنتصف التسعينيات، غيّر موقفه في الحرب الثانية بعد سنوات قليلة، فعيّنه بوتين عام 2000 زعيما للشيشان، لكنه لم ينعم طويلا بطعم السلطة، ففي 2004 قضى قتيلا، جرّاء تفجير استهدفه وهو يرأس احتفالا بيوم النصر في ملعب رياضي بالعاصمة.
ذلك التفجير الذي تبناه القائد الشيشاني المعارض شامل باساييف، قتل أيضا 32 آخرين، بينهم 2 من حرس أحمد قديروف، كما ورئيس مجلس الجمهورية حسين عيسايف، إضافة لمصور “رويترز” الصحافي، وفقا لما تلخص “العربية.نت” خبر التفجير الذي جرح وشوّه 46 آخرين، بينهم القائد العسكري الروسي بالقوقاز، الجنرال فاليري بارنوف، وبعد 3 أعوام أصبحت مقاليد السلطة بيد الابن للآن.