كريتر نت – سكاي نيوز عربية
أدى الملك تشارلز الثالث، السبت، القسم البريطاني أمام هيئة الجلوس، ليصبح ملكا رسميا للمملكة المتحدة، بعد 64 عاما وريثا للعرش، خلفا لوالدته إليزابيث الثانية، خلال حفل تنصيب تاريخي.
لكن حفل التنصيب هذا المتجذر في التقاليد، والذي لم يحدث منذ أكثر من 7 عقود، لا يعد تتويجا نهائيا للملك البريطاني الجديد، وفقا لموقع “ancient-origins”، الذي أكد أن “هذا الحدث مهم، لكن لا ينبغي الخلط بينه وبين التتويج”، الذي من المفترض أن يتم في موعد لم يحدد بعد.
وسيكون التتويج على الأرجح في غضون عدة أشهر، لأنه وفق البروتوكولات البريطانية هناك إجراءات كثيرة تستلزم تحضيرات معينة، من بينها 3 أشياء تعد جزءًا لا يتجزأ من الحفل:
“حجر القدر” الذي سيتم نقله من اسكتلندا.
التيس الملكي “شنكن”.
تاج القديس إدوارد.
كيف تتم مراسم التتويج؟
تتويج الملك أو الملكة يتم في غضون بضعة أشهر من تنصيبه أو تنصيبها، بعد انتهاء فترة الحداد على الملك السابق، وزمن كاف لإتمام استعدادات تنظيم الحفل، وهي طقوس قديمة تعود لقرابة ألف عام، وفقا للموقع الملكي الرسمي “رويال”.
يقام التتويج في كنيسة وستمنستر أبي في لندن، التي تم بناؤها عام 1245، وصُممت لإقامة مراسم تتويج ودفن الملوك.
يحضر ممثلون عن مجلسي البرلمان والكنيسة والدولة البريطانية.
رؤساء الوزراء وكبار المواطنين من الكومنولث وممثلي الدول الأخرى يحضرون كذلك.
يؤدي الملك يمين التتويج الذي يختلف شكله وصياغته على مر القرون.
يتعهد الملك بالحكم وفقا للقانون، وممارسة العدالة برحمة.
تتم “مباركة الملك” من قبل رئيس الأساقفة.
يجلس الملك تشارلز على كرسي “الملك إدوارد”.
يتلقى الملك الجديد صولجانا وكرة مذهبة.
يضع رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأس تشارلز.
بعد انتهاء “فعالية الولاء” أو البيعة يتم الاحتفال.
ما هو “التيس الملكي”؟
وبين صفوف الكتيبة الثالثة في رويال ويلز، التيس الملكي “شنكن”، الذي ينتمي إلى سلالة إنجليزية عريقة، والذي من المفترض أن يحضر مراسم تنصيب وتتويج الملك الجديد أو الملكة.
وكانت العائلة الويلزية الملكية، وأسلافها في السابق، تستخدم الماعز كتمائم على مدى قرون، ويعود هذا التقليد إلى عام 1775 خلال حرب الاستقلال الأميركية، والآن يوجد الماعز الملكي “شنكن” ويحمل:
رتبة عقيد في الحرس الملكي البريطاني.
لقب “السير ويليام”.
حصانة دبلوماسية وجواز سفر دولي ومنزل فخم بمرعى واسعة.
حصانة ملكية وله أملاك في أستراليا وكندا.
يلقي الجنود البريطانيون عليه التحية العسكرية.
يخدمه ضابط برتبة مقدم.
حال وفاته يتم صيد آخر ويخضع لتدريبات صارمة قبل أن يصير “شنكن” الجديد.
تاج القديس إدوارد و5 عناصر
ولجواهر التاج البريطاني رمزية كبيرة؛ إذ تزخر بدلالات روحية وزمنية قوية، وتُنقل من موقعها في برج لندن؛ حيث تخضع لمراقبة مشددة، لاستخدامها في مراسم تتويج تشارلز الثالث، وتشمل 6 عناصر:
التاج الإمبراطوري: وصنع بمناسبة تتويج الملك جورج السادس عام 1937، ووضعته إليزابيث الثانية بعد تتويجها، ويزن أكثر من كيلوغرام، ويبلغ طوله 31.5 سنتيمترات، وهو مرصع بـ2868 ماسة، و17 حجر ياقوت، و11 قطعة زمرد، و269 لؤلؤة، و4 قطع ياقوت.
الكرة الملكية: وهي عبارة عن كرة ذهبية مجوفة مرصعة بالزمرد والياقوت الأحمر والأزرق المحاط بالماس وبصفين من اللآلئ، وأثناء مراسم التتويج، توضع الكرة في اليد اليمنى للملك، قبل إلقائها على المذبح.
الأمبولة الملكية: وهي ذهبية وعلى شكل نسر بأجنحة ممدودة على الزيت المكرّس المستخدم أثناء مسح الملك، ويتم سكب الزيت من رأس النسر في ملعقة، ويدهن يدي الملك وصدره ورأسه في أقدس لحظة في حفل التتويج.
المهماز: قطعة ذهبية ترمز إلى الفروسية، وتستخدم منذ تتويج ريتشارد قلب الأسد عام 1189، وهي تُربط بكاحلي الملوك.
الخاتم الذهبي: صُنع لتتويج وليام الرابع 1831، ويتألف من ياقوت أزرق محاط بالماس ومرصع بالياقوت ليشكل صليبا، وأثناء مراسم التتويج، يضع رئيس الأساقفة الخاتم في أصبع البنصر للملك، كعلامة على “الكرامة الملكية”.
تاج القديس إدوارد: صُنع لتتويج تشارلز الثاني، وهو أهم التيجان وأقدسها على الإطلاق، ويُستخدم فقط في لحظة التتويج، وهو من الذهب ومرصّع بأحجار من الياقوت الأحمر والأزرق والجمشت، والمزود بحزام من الفرو، وهو ثقيل ويزن أكثر من كيلوغرام.
حجر القدر:
يعود عمره لمئات السنوات، ويعد جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال الملكي، وهو معروف أيضا باسم “حجر القدر” أو “حجر التتويج”، هو كتلة مستطيلة من الحجر الرملي الأحمر، استُخدم منذ قرون في تتويج ملوك اسكتلندا، يصل وزنه إلى 152 كلغ.
يوجد الآن بغرفة التاج في قلعة إدنبره في اسكتلندا.
سيتم نقله قبل تتويج تشارلز مباشرة من قلعة إدنبره إلى كنيسة وستمنستر أبي.
ظل رمزا للملكية الاسكتلندية لعدة قرون.
استولت عليه القوات الإنجليزية، بقيادة الملك إدوارد الأول، عام 1296، وتم نقله إلى وستمنستر أبي.
بعد مئات السنين، وتحديدا عام 1950، قام قوميون اسكتلنديون بسرقته من وستمنستر آبي وأعادوه إلى اسكتلندا.
ويقول الكاتب البريطاني، مايكل كلارك، إن “مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث تعود لتقاليد تاريخية اتبعتها الأسرة الملكية منذ عهد وليام الأول، وكان أول ملك يتوج في الكنيسة عام 1066”.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “مراسم التتويج تتم عبر خطة منظمة تشمل عدة خطوات، حيث يمثل هذا الحفل حدثا دينيا مهيبا، يقام منذ أكثر من ألف عام في كنيسة وستمنستر التاريخية بالعاصمة لندن”.
“يتم الحدث بعد بضعة أشهر من تنصيب الملك أو الملكة، بعد انقضاء فترة الحداد على الملك السابق، وتتطلب وقتا كافيا لإتمام الاستعدادات نظرا لضخامة الحدث”، وفق كلارك.