كريتر نت – متابعات
فيما صعدت القوات الجنوبية من عملياتها ضد تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة الساحليتين، حذر تقرير أمريكي من أن “يعيد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ترتيب صفوفه، بعيداً عن الأضواء”، معتبراً هجومه في جنوب اليمن الذي أدى إلى مقتل 21 جندياً في 6 سبتمبر “هو الأكثر دموية منذ أغسطس 2019”، مستنداً إلى تقييم أمني أمريكي يرصد “بقلق جهود التنظيم من أجل إعادة تطوير قدراته البحرية”.
وقال التقرير، الذي أعده كاثرين زيمرمان وبراين كارتر لمعهد “المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة”، إن “انخفاض ضغط مكافحة الإرهاب على القاعدة في السنوات الأخيرة يهدد المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في اليمن”، مضيفاً إن التنظيم “يحتفظ بقادة كبار مخضرمين، على الرغم من خسائره. وسيظلون يركزون على الجهاد العالمي ويحافظون على نيتهم في استهداف وقتل الأمريكيين، وفقا لتقييم استخباراتي أمريكي”.
وأعاد التقرير تاريخ القاعدة في “هجمات إرهابية متعددة استهدفت الأمريكيين والمصالح الأمريكية”:
– استهدف أول هجوم إرهابي فاشل شنه تنظيم القاعدة مشاة البحرية الأمريكية في فندق في عدن عام 1992.
– قتل القاعدة 17 بحارا أمريكيا على متن السفينة يو إس إس كول في أكتوبر 2000 بزورق محمل بالمتفجرات.
– أصبح القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي تشكل في يناير 2009، أكثر فروع القاعدة شراسة، واستهدف الولايات المتحدة بتفجير عن طريق الملابس الداخلية في عام 2009، وقنبلة تم تمويهها في هيئة خراطيش طابعة في عام 2010، ومحاولة تفجير أخرى في عام 2012.
وتسببت تهديدات القاعدة بإغلاق 22 سفارة للولايات المتحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2013. وفي الآونة الأخيرة، كان القاعدة مسؤولا عن إطلاق النار الذي قتل ثلاثة أمريكيين في قاعدة نافسيولا الجوية البحرية في عام 2019.
وتحدث التقرير عن اعتماد استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في اليمن -ما يسمى بـ”نموذج اليمن”- على شركاء محليين لمحاربة القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الأرض والغارات الجوية الأمريكية لاستهداف العناصر الرئيسة. بشكل أساس، تقدم الولايات المتحدة دعما استخباراتيا ولوجستيا للقوات الشريكة لمحاربة القاعدة في جزيرة العرب. تقضي الضربات الجوية الأمريكية على عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي تركز على الهجمات العابرة للحدود وكبار القادة الذين يلهمون المنظمة ويوجهونها.
لكن انهار هذا النهج في عام 2015 مع اندلاع الحرب، وسيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على جزء كبير من جنوب شرق اليمن.
يقول التقرير إن الحرب على الإرهاب استؤنفت بنجاح ”هجوم بري بقيادة الإمارات العربية المتحدة ضد القاعدة والذي نفذته بشكل أساسي القوات اليمنية المدربة إماراتيا” وتعطلت “المكاسب التي حققها القاعدة في عام 2016. وبحلول عام 2019، تدهور القاعدة من الناحية التشغيلية، واضطرت قيادته إلى الاختباء، واقتصر هجومه على المناطق النائية”.
ولكن، وكما حدث في عام 2015، فإن التحولات في أولويات شركاء الولايات المتحدة رفع الضغط عن تنظيم القاعدة. قامت الإمارات بسحب قواتها في عام 2019، بعد أن نجحت في إضعاف القاعدة.
ويواصل التقرير: اليوم، يعيد تنظيم القاعدة تشكيل قدراته على الأرض. يمثل هجوم 6 سبتمبر خطوة تغيير في القدرات التكتيكية للقاعدة، وعلامة على تجنيد وتدريب وتخطيط أفضل. لعبت تحصيناته القديمة في جنوب اليمن دورا في تمكين عودة التنظيم.
ويستخدم التنظيم اليوم هذه الملاذات لإخفاء الرهائن والتجنيد محليا. إذ تشير تقارير غير مؤكدة إلى أن تنظيم القاعدة أصبح أكثر وضوحا، ويرفع علمه من على الشاحنات الصغيرة.
وبرأي التقرير فإنه “حتى لو ضعف، لا يزال القاعدة يشكل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة. إذ إن التنظيم اليوم أكبر مما كان عليه في عامي 2009 و2010 عندما هاجم الولايات المتحدة. في ذلك الوقت، كان لدى القاعدة ما يقرب من 300 مقاتل. أما اليوم، فلديه 3000 مقاتل”.
يضيف: “ومن شبه المؤكد أن بعض هؤلاء قد تم تدريبهم من قبل النرويجي أندرس كاميرون أوستنسفيج ديل، وهو الآن محتجز لدى الحوثيين، والذي تعلم خبرته من العقل المدبر للمتفجرات إبراهيم العسيري. علاوة على ذلك، يحتفظ التنظيم بقادة كبار مخضرمين، على الرغم من خسائره. وسيظلون يركزون على الجهاد العالمي ويحافظون على نيتهم في استهداف وقتل الأمريكيين، وفقا لتقييم استخباراتي أمريكي، الأمر الذي يجعل جهود التنظيم من أجل إعادة تطوير قدراته البحرية مثيرة للقلق”.