كريتر نت – متابعات
تواجه المنتخبات الـ32 المشاركة في مونديال قطر 2022 تحديا كبيرا يتمثل بالاستعدادات غير المألوفة لخوض غمار العرس الكروي، حيث لا تملك سوى بضعة أيام بين توقف الدوريات العالمية والمباراة الافتتاحية، وبالتالي لن تخوض مباريات تجريبية كافية قبل الحدث مباشرة.
وتخوض المنتخبات المشاركة في النهائيات المقرّرة بين العشرين من نوفمبر والثامن عشر من ديسمبر، آخر نافذة دولية لها بين الثالث والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الحالي، قبل خوض أول مونديال في منتصف الموسم الأوروبي.
وجرت العادة أن تحصل المنتخبات على فترة تتراوح بين ثلاثة أسابيع أو شهر قبل انطلاق العرس الكروي، لكي تستعد بالطريقة المناسبة وخوض بعض المباريات الودية، لكنها لن تحصل على هذا الترف هذه المرة، لأن نشاط الأندية سيتوقف في الثاني عشر والثالث عشر من نوفمبر، في حين تقام المباراة الافتتاحية في المونديال بين قطر الدولة المضيفة والإكوادور في العشرين منه.
ويعتبر نيكولا ديون، المعد البدني السابق في أندية نيس ورين وسانت إتيان الفرنسية، أن الاستعدادات البدنية للاعبين ستكون بيد الأندية، “ستكون الأمور معقدة في ما يتعلق بالآداء. إنها ضربة حظ”.
جرت العادة أن تحصل المنتخبات على فترة تصل إلى شهر قبل انطلاق المونديال لكي تستعد بالطريقة المناسبة
ويحاول مدربو المنتخبات التقليل من أهمية هذه المشكلة كونهم جميعا في الوضعية ذاتها، ويقول مدرب فرنسا ديدييه ديشان بطل النسخة الأخيرة في مونديال روسيا 2018 “عدم الحصول على فرصة لخوض مباراة قبل انطلاق البطولة أمر مؤسف، لكن الأمر ينطبق على الجميع”.
وكان لسان حال مدرب إسبانيا لويس أنريكه مماثلا بقوله “الأمر ينطبق على الجميع وبالتالي فهو عادل”.
إذا كانت فرنسا حاملة اللقب التي تستهل مشوارها للدفاع عنه ضد أستراليا في الثاني والعشرين من نوفمبر، لن تخوض أي مباراة ودية، فإن ألمانيا ستخضع لمعسكر تدريبي في سلطنة عمان من الرابع عشر إلى الثامن عشر من نوفمبر تخوض خلاله مباراة ضد منتخب عمان في السادس عشر منه.
ويقول مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف “الاستعداد للمونديال مختلف تماما عن الدورات السابقة، نملك وقتا أقل من السابق”.
أما الأرجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي فستخوض بدورها مباراة ودية ضد الإمارات، في حين تلتقي البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو نيجيريا في السابع عشر منه.
وبالنسبة إلى المنتخبات الأخرى، فإن أندية قطر حررت لاعبيها لصالح المنتخب الوطني، الذي سيدخل في معسكر طويل الأمد في القارة الأوروبية.
ويؤكد نيكولا ديون، المعد البدني السابق لمنتخب قطر، مجددا “برأيي سنرى مفاجآت ضخمة في المونديال. منتخبات لم تكن في الحسبان ستكون على الموعد. سنذهب إلى دولة مع علامة استفهام كبيرة حول نسبة الرطوبة. كيف سيتأقلم اللاعبون؟ المنتخبات الصغيرة قد تستغل هذا الأمر”.
في المقابل، أكد مدرب البرازيل تيتي أنه لن يضم إلى صفوف سيليساو سوى اللاعبين الجاهزين بدنيا، بصرف النظر عن نجوميتهم، ولسان حال ديشان مماثل أيضا عندما يؤكّد أن لاعب وسطه المؤثر بول بوغبا لن يشارك إذا لم يتعاف من الإصابة التي تعرّض لها في صفوف فريقه يوفنتوس، وخضع على إثرها لعملية جراحية.
وقال تيتي لأحدى الشبكات التلفزيونية في البرازيل “مباراتنا الأولى ستقام بعد 10 أيام فقط على وصول اللاعبين لفترة التجمع. وبالتالي فإما أن تكون في كامل جاهزيتك البدنية وإما لن تكون ضمن اللائحة الرسمية”.
أما النقطة الإيجابية الوحيدة، فإن اللاعبين لن يخوضوا غمار المونديال وهم منهكون بعد موسم طويل كما جرت العادة، لأن البطولة تقام في منتصف الموسم هذه المرة. وعلق مساعد مدرب منتخب البرازيل كليبر كزافييه على هذا الأمر بقوله لموقع “غلوبو سبورتي”، “الامتياز في هذه النسخة من كأس العالم، أن اللاعبين سيكونون أقل تعبا من الناحيتين الجسدية والذهنية”.
ووافقه ديون بالقول “لا يستطيعون القول بأنهم خاضوا 60 مباراة، لكن الشرط الأساسي أن يكونوا قد استعدوا جيدا قبل انطلاق الموسم”.