كربتر نت – العين الإخبارية
لا تقل فظائع الإخوان في تعز عن وحشية حصار مليشيات الحوثي لا سيما في إطلاق يد عصابات منفلتة لخوض معارك بينية تحصد أرواح المدنيين.
ففي أحدث معركة، قتل مدني وأصيب آخرون، الجمعة، في حي “الروضة” في مدينة تعز، جنوبي اليمن، وذلك عقب معارك عنيفة بين عصابتين مسلحتين مواليتين للجناح العسكري لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال مصدر محلي لـ”العين الإخبارية”، إن “اشتباكات عنيفة اندلعت بين زعيم عصابة يدعى “غزوان المخلافي”، وآخر يكنى بـ”الجعشني” على خلفية محاولة الأول نهب سيارة محملة بنبتة “القات” في المدينة المحاصرة حوثيا.
وبحسب المصدر فإن الاشتباكات أسفرت عن إحراق دورية تتبع غزوان المخلافي وإصابة عدد من المسلحين للطرفين فيما قتل مدني ظل عالقا بين الاشتباكات قبل أن تصيبه طلقة نارية ويسقط مضرجا بدمائه.
ونشر ناشطون مقاطع مصورة وصور تظهر دورية تحترق وتتصاعد منها أعمدة الدخان فيما كانت الناس تلوذ بالفرار خشية الموت إثر الاشتباكات بين مسلحي عصابتي “غزوان” و”الجعشني”.
وغزوان المخلافي، هو زعيم عصابة شهير في تعز مدعوم مع شقيقه من الجناح العسكري لتنظيم الإخوان، حيث يتم استخدامهم كعصابات منفلتة لنشر الفوضى وبث الذعر أوساط المدنيين كتكتيك للسيطرة على مدينة تعز.
وتأتي الاشتباكات بين زعماء عصابات الفوضى في تعز عقب 10 أيام من معركة مماثلة اندلعت بين عصابتين أخريين في حي “الثورة” في قلب المدينة المحاصرة حوثيا منذ سنوات ما خلف 8 قتلى وجرحى بينهم مدنيين.
تنظيف الرؤوس الكبيرة
وحث ناشطون يمنيون المجلس الرئاسي للتدخل لوقف عبث الإخوان الذي يقف بشكل كبير خلف الفوضى بتعز إلى جانب هجمات الانقلابيين على الأحياء السكنية خلال الهدنة الإنسانية المدعومة من الأمم المتحدة.
وقال الكاتب والسياسي اليمني خالد سلمان إن “حروب مافيا السلطة في تعز لم تنقطع يوماً، واليوم الجمعة، عصابات بزي رسمي تحترب في ما بينها في قلب المدينة، على مراكز بسط النفوذ والجبايات ونهب أملاك الدولة، والتنازع على مجالات السيطرة”.
وذكر سلمان على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنه “لن نقول من يحمي زعران تعز لأننا نعرف جيداً من يفعل ذلك، بل من يحمي كل مافيات الحكم ومليشيات السلطة، وحان وقت تنظيف المؤسسة العسكرية الأمنية، ودحرجة الرؤوس الكبيرة”.
وأكد أن هذه “المدينة يجب أن تنظف.. تعز تستحق سلطة حكم أفضل”.
معاقبة تعز بالانفلات
من جهته، قالت الناشط الحقوقية اليمنية وداد البدوي إن “الإشتباكات التي اندلعت في حي الروضة بمدينة تعز بين غزوان و الجعشني، برعاية وبتمويل من المحور العسكري”، إشارة للمؤسسة العسكرية الذي تخضع للإخوان.
ونبهت على حسابها في “فيسبوك”، أن “السلطة لم تحرك ساكن أمام هذا الإنفلات الأمني بمدينة تعز الذي يفتعل لإرهاب الجميع، وكل يوم يعيش الأطفال والنساء في هذا الخوف الذي يتكرر بشكل دائم وبدعم من سلطة الأمر الواقع بتعز”، في دلالة على سياسة الإخوان في الحكم.
وأضافت البدوي أن الإخوان “يدمرون تعز من الداخل، والسيارة التي تحترق دورية عسكرية، ملك للدولة.. هكذا يعاقبون تعز وهم حكامها”.
وترزح تعز تحت وطأة كماشة الإرهاب الحوثي الذي يحاصرها بشكل جائر منذ 8 أعوام، وتحت سطوة عبث أمراء تنظيم الإخوان الإرهابي داخل المدينة انطلاقا من سيطرتهم على السلطات العسكرية والأمنية.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، وثقت تقارير حقوقية ارتكاب مليشيات الحوثي وعصابات الإخوان في تعز نحو 430 انتهاكا بحق المدنيين ما خلف نحو 60 مدنياً قتيلا و149 حالة إصابة.