كريتر نت .. لحج / محيي الدين الصبيحي
يرفض عمر محمد (34 عاماً) الانخراط في التدريس عقب قرار نقابة المعلمين الجنوبيين رفع الإضراب الذي أعلن عنه الأسبوع المنصرم عقب اللقاء الذي ضم النقابة بعضو المجلس الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي.
يقول “عمر”، إن السلطة المحلية ومكتب التربية في المضاربة، وهي كبرى مديريات لحج، لم تدفع مستحقاته التعاقدية خلال الأربعة الأشهر الأخيرة من العام الدراسي المنصرم نظير قيامه بالتدريس في مدرسة عثمان بن عفان شمال المديرية.
ليس عمر هو الوحيد الذي يرفض الانخراط في السلك التعليمي لهذا العام بل هناك زهاء 200 متعاقد أعلن مكتب التربية في المضاربة بالتنسيق مع السلطة المحلية في المديرية التعاقد معهم العام الماضي لتغطية العجز جراء تقاعد ما يربو عن 200 معلم في المديرية، الأمر الذي أحدث خللا كبيرا في مسار العملية التعليمية اضطر لإغلاق بعض المدارس.
يقول عمر، إنه سعد بالتعاقد معه بعد انتظار عشر سنوات من التخرج بأمل أن يخفف هذا من فراغ البطالة التي يعاني منها الشباب، وبدأ مع العشرات من زملائه المتعاقدين العمل بهمة ونشاط رغم الخطأ الذي تعرض له، حيث صرف له في أول شهرين مرتب حامل دبلوم رغم أنه يحمل مؤهل بكالوريوس، لكنه استمر وبذل كل جهده في خدمة العملية التعليمية في المدرسة التي رتب فيها من خلال المشي نحو مسافة ساعة مشيا على الأقدام، لكن تلك الآمال تلاشت بعد شهرين فقط من خلال الكثير من الاعذار بعد أن فشل المكتب في دفع بقية الأشهر وتلبية للضمير ورغبة الأهالي استمررنا في العمل تطوعا دون مقابل حتى أنهينا العام الدراسي دون مقابل وأغلبنا متفق على عدم الانخراط هذا العام حتى يتم دفع المستحقات السابقة.
واستفاد مكتب التربية والتعليم بالتنسيق مع السلطة المحلية في المضاربة والعارة من إيرادات منفذ جمرك العارة الذي تم التدشين فيها قبل اربع سنوات ليعلن عن التعاقد مع 200 متعاقد بمختلف الدرجات لتغطية النقص في 48 مدرسة أساسية وثانوية في المديرية حيث خصص مرتب اربعين ألفا لمؤهل الثانوية العامة وخمسين ألفاً لمؤهل الدبلوم وستين ألفا لمؤهل البكالوريوس وسبعين ألف ريال لمؤهل الماجستير حيث نجح المكتب في صرف شهري أكتوبر ونوفمبر وعجز عن دفع بقية الأشهر وهو الأمر الذي خلق موجة غضب في أوساط المعلمين المتعاقدين.
وحمّل محمد صالح، المتعاقد في مدرسة النابية، مكتب التربية المسؤولية فيما جرى للمتعاقدين وعدم الوفاء بالتزاماته تجاه العشرات من المتعاقدين في مدارس المديرية، مضيفا إن بعض المتعاقدين كانوا يعملون في مهن أخرى فتركوها وعادوا للتدريس بأمل أن تكون هذه الخطوة طريقا للتثبيت لكنهم فوجئوا بتبديد هذا الحلم بعد شهرين فقط من البداية.
وقال إنهم حاولو التواصل مع مكتب التربية لكن المكتب لا يرد مطلقا على استفساراتهم بخصوص مستحقاتهم ولا يرد على مكالماتهم، وهو ما خلق حالة السخط والغضب بالرغم من الإيرادات الكبيرة التي تتم عبر جمرك منطقة رأس العارة، حيث تحصل المديرية على 35% منها، لكن لا نعرف في أي أبواب يتم صرفها.
وأكد كنا مع نهاية العام الماضي قرر البعض منا التوقف والإضراب عن العمل احتجاجا على عدم صرف مستحقات شهر من الفصل الأول والفصل الثاني، وكنا نريد عدم إجراء الامتحانات، لكن استجبنا لمناشدات الأهالي وأجرينا الامتحانات وسلمناها ودخلنا رمضان وبعده لم نستلم فلسا واحدا من حقوقنا رغم احتياجنا للانفاق على أسرنا.
ويمثل المتعاقدون نصف الطاقم التدريسي في جميع مدارس المديرية البالغة 48 مدرسة، حيث تسبب دخول 200 متقاعد سن إنهاء الخدمة في إبقاء 250 معلما أساسيا فقط في مدارس المديرية وهو ما اضطر مدارس للاغلاق، وتبلغ التكلفة الشهرية للمتعاقدين بمختلف درجاتهم 9600000 ريال أجور شهرية.
وكان مكتب التربية بلحج قد أصدر أواخر الشهر الماضي قرارا قضى بتعيين مدير جديد لمكتب التربية والتعليم في لحج، وهو المدرس في قسم اللغة العربية بكلية التربية في صبر خلدون زين، خلفا لفهد عبد القادر، ويواجه المدير معضلة التعاقدات كأبرز المشكلات التي يتوقف على ضوئها استقرار العملية التعليمية من عدمه