كريتر نت – متابعات
تتواصل الانتقادات الداخلية لتعاطي الحركة الإخوانية مع المشهد السياسي التونسي واعترافات قادتها بالأخطاء التي ارتكبتها الحركة منذ خروجها إلى العلن وعودتها إلى البلد في 2011، فقد قال رفيق عبد السلام القيادي بالحركة وصهر زعيمها راشد الغنوشي: إنّ حركة النهضة قد “أخطأت حينما لم تخرج من الحكم وتذهب إلى المعارضة مباشرة، بمجرد أن أصرّ قيس سعيد على تعيين رئيس حكومة تابع له خلافاً للدستور وللعرف السياسي الذي استقر بعد الثورة”، بحسب زعمه.
وأشار عبد السلام في تدوينة نشرها على صفحته بالفيسبوك أمس الثلاثاء إلى أنّ حركته قد “أخطأت حينما راهنت على قيس سعيّد، بمجرد أن رفع شعارات الثورة وادّعى النزاهة والصدق، من غير أن تمحص في تاريخه المتقلب ومساره الغامض”، وفق نص التدوينة.
واعتبر عبد السلام أنّه “لا حل إلّا بتدارك الأخطاء والتوبة الجماعية، وذلك بتوحيد الصف في الساحات وجمع الكلمة على مقاومة هذه الدكتاتورية الفاشلة والبليدة التي تريد أن تأتي على الأخضر واليابس وتدمر كلّ شيء”.
وقد توالت انتقادات قيادات حركة النهضة لقيادة الحركة المتمثلة في راشد الغنوشي، منذ قرارات 25 تموز (يوليو) التي أخرجت الحركة من الحكم، وقضت بحل البرلمان الذي كان يترأسه الغنوشي، واعترف الغنوشي نفسه بارتكاب أخطاء، وبالتسبب في الأزمات التي عاشتها تونس خلال العشرية الماضية.
وكان القيادي بالحركة محمد بن سالم قد أكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنّ “الحركة لم يبقَ فيها شيء، وهي في طريقها إلى الزوال بعد التلاشي والتهاوي الذي عرفته؛ بسبب تمسك الغنوشي بالرئاسة، وعدم تكريس الديمقراطية والتداول على السلطة داخل الحزب”.
هذا، وتعتزم حركة النهضة النزول إلى الشارع يوم 15 تشرين الأول (أكتوبر) للتصدي لما تعتبره “انقلاباً”، وذلك قبل حوالي شهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية التي تقاطعها، والمقرر إجراؤها في 17 كانون الأول (ديسمبر)، وهو تاريخ اندلاع الثورة التونسية.