علي الحوفي
في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، رسم الإخوان خارطة استيطان في قلب أفريقيا لمواصلة حملاتهم ضد الدول العربية، وتحديدا مصر.
وبعد الاستجابة القطرية ثم التركية فيما يتعلق برفض الهجوم الإخواني على مصر أو محاولة المساس بأمنها، اضطر التنظيم الإرهابي إلى الانتقال لخريطة جديدة تكون لهم فيها الحرية وحشد الأموال بدون رقابة للعودة لتنفيذ أجندتهم ضد الدول العربية.
خبراء في حركات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة أكدوا أن هجرة الإخوان بدأت منذ سبعة أشهر من قطر وتركيا إلى كل من كينيا وصوماليلاند.
وأضاف الخبراء في حديثهم لــ”العين الإخبارية”، أن الجماعة تستغل الأوضاع الداخلية المعقدة، في تلك الدول وحاجتها للأموال والاستثمارات، في إنشاء ملاذ آمن لهم هناك للانطلاق نحو الدول العربية مرة أخرى.
هروب جماعي
وكشف الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، منير أديب، أن الإخوان يبحثون عن ملاذ جديد في أفريقيا، موضحا أن عددا من قيادات الإخوان بدأوا في نقل رؤوس الأموال والتجارة والشركات إلى كل من كينيا وصوماليلاند.
وقال أديب لـ”العين الإخبارية”، إن الإخوان يحصلون على الجنسية ويعيدون ترتيب كل ما له علاقة بوجودهم هناك، خاصة بعد تضييق الخناق عليهم بعد التقارب المصري التركي والمصري القطري.
وأوضح أنهم بدأوا في إلحاق بعض الشخصيات الإخوانية بمؤسسات العمل في أفريقيا، وخاصة صوماليلاند وكينيا، ممن لا توجد ملاحقات أمنية وقضائية ضدهم، مستغلين فقر هذه الدول وحاجتها للاستثمارات والأموال ووجود مليارات الدولارات.
وبيّن أن الإخوان يعملون على استغلال وجود أموال طائلة لديهم نتيجة استثماراتهم في قطر وتركيا وأوروبا ويقومون بنقلها الآن إلى تلك الدول الأفريقية لإنشاء مستعمرات جديدة تمكنهم من زيادة أموالهم بدون رقيب.
وأشار إلى أن كل من كينيا وصوماليلاند تعانيان من مشكلات صحية لذلك استغلها تنظيم الإخوان وبنى عددا من المستشفيات الضخمة “كنوع من الاستثمار في المجال الصحي”، بالإضافة إلى أخذ توكيلات لشركات عابرة للحدود لذلك أصبح التنظيم هو مصدر للدخل القومي لتلك الدولتين لذلك رحب بهم.
ملاذ آمن
الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، منير أديب أكد أيضا أن قطر أعطت مؤشرا أن قيادات الإخوان غير مرحب بتواجدهم على أرضها، وخاصة الشخصيات العامة والمعروفة ويجب البحث عن بديل آخر.
ولفت إلى أن البديل حاولت جبهة محمود حسين في تركيا وإبراهيم منير ومجموعته في لندن توفيره بضخ أموال طائلة لإيجاد “إقامة بديلة” بعد خسارة قطر وتركيا مع وجود انتفاضة أوروبية ضد التنظيم لذلك كان الاتجاه إلى أفريقيا.
واتفق مع منير، المحلل في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو عبدالمنعم، في أن كينيا وصوماليلاند أصبحتا ضمن الملاذات والمحطات الرئيسية والاستثمارات بمجالات التعدين والصحة والزراعة.
وأضاف عبدالمنعم في حديثه لــ”العين الإخبارية”، أن الدوحة عملت بعد المصالحة والتقارب مع مصر على إبعاد الكثير من الإخوان وإيقاف شركاتهم خلال 7 أشهر الماضية.
وتابع أن قطر أبلغت المقيمين ولهم أعمال دائمة بعدم المساس بالأمن القومي المصري بأي شكل من الأشكال مما جعل الكثير منهم يهاجر إلى تركيا.
وأكمل: “وتحسبا لأي مشاكل جديدة تحدث في تركيا بدأ النزوح إلى صوماليلاند إحدى المناطق الاقتصادية الرخوة دون وجود تعقيدات فأنشأوا شركات تجارة الحلال.
وهذه الشركات ترتبط بكل ما يخص اللحوم والزراعة والأعلاف لتصب في شركات عملاقة تديرها القيادات الكبرى بجماعة الإخوان، وفقا للمحلل في شؤون الجماعات الإسلامية.
عبدالمنعم حذر كذلك من عودة الإخوان مرة أخرى والتغلغل داخل الدول العربية عبر بناء إمبراطوريات مالية في أفريقيا، مبينا أن تعريفاتهم الأولى التي كانت عبر حسن البنا كانت “نحن شركة اقتصادية” وهو ما يفعلونه عبر حركة المال وتأثير ذلك على بعض الأماكن التي بها إخوان غير معروفين.
أوروبا للقيادات
الأمر ذاته أكده الكاتب والباحث المختص بالجماعات الإرهابية والمتطرفة، عمرو فاروق، قائلا إن الهجرة إلى تلك الدول بدأت منذ شعور الإخوان بالتضييق عليهم بالمصالحة العربية.
وأوضح فاروق لــ”العين الإخبارية” أنه من الملاحظ خروج الإخوان في شكل تكتلات بعدد من الدول فبعد أفريقيا ظهر خلال العامين الماضين كندا أيضاً.
وأكمل أنه بعد تعيين أول وزير كندي من أصل سوري عمر الغبرا قلل معوقات الهجرة مما أصبح لهم ملجأ كبير، خاصة بعد تضييق الخناق عليهم عربيا وأوروبياً.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان يرسل فروعه إلى أفريقيا ولكن تعمل القيادات على العيش في أوروبا لمزيد من الرفاهية وضمان عيش رغد لأبنائهم.
وشدد على أن الإخوان يضعون مكانا لهم في أفريقيا لفترة وتخصيص تلك الدول بالقارة لتدريب شبابها على السلاح والعنف والتطرف، لافتا إلى وجود عناصر من مجموعة محمد كمال المتطرفة وسط غياب الأمن والقانون وانتشار الجماعات المسلحة هناك.
وكشف أن الإخوان يعملون من أوروبا وأفريقيا على الاستثمار في السوشيال ميديا واستقطاب الشباب عبرها وتشكيل رأي عام ضد الدول المراد إدخالها في صراعات داخلية.
المصدر “العين” الإخبارية