كريتر نت – متابعات
ما تزال استضافة قطر لكأس العالم 2022 تسيل الكثير من الحبر، فما يكاد يهدأ جدل متاعب تلاحق البلد، حتى تبرز متاعب أخرى أثقلت سجل حقوق الإنسان في الدوحة، فقد كشف أحدث تحقيق نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية الأحد أنّ عصابة لقرصنة الكمبيوتر مقرها الهند استهدفت منتقدي مونديال قطر، بينما نفت الحكومة القطرية بشدة أنّها لعبت أيّ دور في التكليف بالتنصت.
وقالت الصحيفة ومكتب الصحافة الاستقصائية في بيان: إنّ قاعدة بيانات تكشف عن اختراق عشرات المحامين والصحفيين والأشخاص المشهورين من عام 2019 “بتكليف من عميل معين”، وإنّ التحقيق يشير بقوة إلى أنّ هذا العميل هو من يستضيف كأس العالم: قطر”، ممّا دفع السلطات القطرية إلى وصف الادعاء بأنّه “كاذب بشكل واضح ولا أساس له”.
وكان من بين المستهدفين السناتورة في مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه، ومحاميها في لندن، التي اعتبرت الإثنين أنّ اهتمامها بالتطرف الإسلامي أدى إلى تعرضها للتجسس من قراصنة وظفتهم قطر لخدمة صورتها في إطار مونديال 2022.
بالإضافة إلى غوليه، تعرّض للقرصنة صحفيون ومحامون، من بينهم محامي السناتورة في لندن، ورئيس اتحاد كرة القدم الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني، وسط شكوك حول دور الدوحة في هذه التطورات.
وقالت غوليه التي أكدت اعتزامها رفع شكوى غداة نشر التحقيق الصحفي: “إنّه صندوقي (بريدي الإلكتروني) الشخصي، الأمر صادم للغاية”.
وأضافت السناتورة أنّها تلقت “منذ حوالي (8 إلى 10) أشهر” مكالمة هاتفية من “شخص يدّعي أنّه محقق لكنّه لم يعرّف بنفسه” وكان يعلم كلمة مرور بريدي الإلكتروني، ثم أخبرها أنّ حسابها “تعرّض للاختراق”، وحضّها على اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتابعت ناتالي غوليه “أنا مجرد سيناتورة ريفية متواضعة، تقوم بعملها، وأعمل حول الإسلام الراديكالي”. والسناتورة مهتمة جداً بتنظيم “الإخوان المسلمين”، وأصدرت الربيع الماضي كتاباً بعنوان “أبجديات تمويل الإرهاب”.
وأضافت: “لقد أشرت، كلما استطعت، إلى أنّ قطر جعلت من فرنسا ملاذاً ضريبياً بفضل معاهدة ضريبية”، وتابعت: “ربما أنا مزعجة بعض الشيء، لكنّ هذا ليس سبباً لقرصنة بريدي الإلكتروني”.
هذا، ويحقق القضاء الفرنسي مع إحدى شركات الإنشاءات الفرنسية التي تولت بناء منشآت رياضية في قطر خاصة بمونديال 2022، بعد تواتر تقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق عمال في ورش تلك المنشآت.
في الأثناء، تتعرض قطر لانتقادات حقوقية واسعة بسبب اتهامات بارتكاب انتهاكات طالت حقوق العمال في ورشات منشآت المونديال، وصلت إلى حدّ المطالبة بمقاطعة الدورة الحالية، وسلّط العديد من الفرق المشاركة مثل إنكلترا وأستراليا والدنمارك وهولندا الضوء على محنة العمال المهاجرين.