بقلم/ حاتـم عثمان الشَّعبي
منذ عام 1930 وبطولة كأس العالم لكرة القدم تتكرر علينا في شهر يونيو كل أربع سنوات حيث بلغت عدد البطولات التي لعبت واحد وعشرون بطولة وعامي 1942 و 1946 لم تقام بهما البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية ولتطور اللعبة واكتسابها شعبية بين الشعوب فقد تم تعديل نظام البطولة لتكون لعدد واحد وثلاثون فريق وطني هم حصيلة تصفيات بين أكثر من مائتي فريق إضافة للدولة المنظمة والتي تكمل العدد الإثنين والثلاثون وذلك من نسخة عام 1998 لتقسم الفرق على ثمان مجموعات
وتعتبر البطولة تجمع ثقافي واجتماعي وأدبي يتبادل من خلاله المشجعين فيما بينهم هذه الخصائص وكذلك الفرق المشاركة ولكن الذي يفرض عليك معرفة خصائصه من ثقافة وتاريخ وتتطور هي الدولة المنظمة للبطولة والتي تعتبر إحتضانها للبطولة عبارة عن إنتصار سياسي ورياضي على مستوى العالم لأهميته الإقتصادية عليها وكذلك لما تقوم به من تطوير وتحديث لبنيتها التحتية بكافة جوانبها من طرقات وفنادق واتصالات وكهرباء ومياه ومنتزهات وأماكن ترفيهية وملاعب والعديد من الخدمات التي يحتاجها المواطن والمشجع وبرامج عدة تُعرف ضيوف الدولة الحاضنة للبطولة بتاريخها وثقافتها وتقاليدها
ودوماً عند تجهيز ملفات الدول الراغبة باستضافة هذه البطولة الكبرى فأنها تشكل خلية طوارئ لإخراج الملف وفق أفضل المواصفات وأحسن الإمتيازات ويشكل فارق عن الملفات المنافسة من وجهة نظر هذه الدولة ويبقى الإختيار للإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي يفاضل بين الملفات المقدمة بين الدول وبحسب القارة التي سيتم إختيارها مسبقاً لتستضيف هذه البطولة
وكما تابعنا قبل إثنى عشر عاماً فوز قطر بحُلم تنظيم بطولة كأس العالم 2022 والذي نشاهده اليوم حقيقة واضحة أمامنا مع تغيير موعدها من الصيف للشتاء من شهر يونيو لشهر نوفمبر مع تحول كامل للبنية التحتية لدولة قطر لتظهر لنا وكأنها مدينة من الخيال فقد شيدت ملاعب عالمية بكافة مرافقها وبنت فنادق عالمية وشيدت طرقات عالمية مع شبكة للمترو لأول مرة بدولة خليجية ووجهات حدائق ونوعت أماكن السكن بين الشقق والفنادق التي تعانق السحب وبيوت الشعر العربية إلى الفنادق العائمة بالبحر وفعلت شبكة 5G للإنترنت وسهلت آليه التنقل ببطاقة أسمتها هَيا وهذه البطاقة تعتبر جواز سفر يتنقل بها حاملها داخل قطر من يوم وصوله حتى مغادرته مع إمكانية تنقله بها بدول الخليج من خلال الآلية التي وفرتها هذه البطاقة مع الجهات الأمنية بدول مجلس التعاون الخليجي
فإننا نرى اليوم كأس العالم بنسخته الأصلية في دوحة قطر والفرق تجهز نفسها بحثاً عن هذا الكأس فمن الذي سيظفر به كما ظفرت قطر باستضافة بطولة عالمية لأول مرة بالشرق الاوسط ولدولة عربية وبالشتاء وعمل بنية تحتية متكاملة لأجيال قادمة من أبناءها وفق أحدث المواصفات العالمية فهل هذا بسبب المال الذي تمتلكه قطر أم بذكاء أبناءها واستفادتهم من هذا المال ليعود عليهم بالفائدة أضعاف مضاعفة…؟