كريتر نت .. الجزيرة نت
اعتادت جماهير كرة القدم التي تحضر مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، على مشاهدة رش أرض ملعب المباراة التي يحضرونها 3 مرات، بواقع مرتين قبل المباراة، وثالثة بين الشوطين، وهو ما سنوضح أسبابه.
ومن خلال صنابير قوية تعمل بالتحكم الإلكتروني مخفية تحت الأرض، ترش أرضية الملاعب قبل نحو ساعة من المباراة، أي قبل عملية الإحماء مباشرة، حتى إن حراس المرمى الذين يكونون -دائمًا- أول من ينزل إلى الملعب للإحماء، ينزلون والصنابير لا تزال تعمل في أحيان كثيرة.
وبمجرد انتهاء الإحماء يرش الملعب مجددًا، ويتكرر ذلك بين شوطي المباراة، لكن يتبعه نزول مجموعة من الأفراد المتخصصين في إصلاح أي خلل يظهر في الأرضية المفروشة بالعشب الطبيعي الأخضر، الذي قد يتضرر نتيجة الالتحامات القوية بين اللاعبين.
سر الأرض المبللة
الجزيرة نت توجّهت لبعض الخبراء لتوضيح سر رش الملعب قبل المباريات، فقال المتخصص في الإشراف على الملاعب وصيانتها على مدار نحو عقدين من الزمان محمد نافع، إن سر ذلك يكمن في أن الأرض يجب أن تكون رطبة وليست جافة خلال اللعب عليها، حيث يساعد ذلك اللاعبين على الركض بشكل أفضل، ويمنحهم قدرًا أكبر من الثبات، من خلال ارتداء الأحذية المخصّصة للعشب الطبيعي.
وأشار نافع إلى أن هناك هدفًا آخر، وهو زيادة سرعة الكرة من خلال انزلاقها على العشب المبلل بشكل أسرع مما لو كان جافًا، مؤكدًا أن ذلك يزيد سرعة اللعب، ويجعل اللاعبين أكثر تركيزًا لمجاراة هذه السرعة.
أما إداري نادي الجيش وبطل قطر السابق ثروت سالم فيقول إن رش الملعب يتّبع منذ زمن بعيد في المباريات وحتى التدريبات، لدرجة أنه -أحيانًا- كان الملعب يرش خلال التدريب، موضحًا أنه كلما زادت حرارة الجو؛ احتاج العشب للرش بشكل أكثر.
وأشار سالم إلى أن الرش يكون باحترافية حيث يكون خفيفًا حتى يبلل العشب فقط ويلينه، لكن لا يغرق أرض الملعب، مؤكدًا أن البلاد الباردة لا تلجأ لرش ملاعبها التي تكون مبللة بشكل طبيعي من الطقس البارد أو الثلوج.
وفي رأي طبي يقول استشاري الطب الرياضي وإصابات الملاعب الدكتور أسامة عبد الرشيد للجزيرة نت إن الأرض اللينة مفيدة للاعبين، حيث تقلل الارتداد أثناء الركض على المفاصل (مفصل القدم والركبة) وكذلك العمود الفقري، إذ يسبب الركض على الأرض الجافة بعض المشكلات الصحية والإصابات والخشونة في الركبة على المدى البعيد.
ويضيف أن ليونة الأرض تجعل السقوط أو الانزلاق على العشب آمنًا؛ إذ لا يصاب اللاعبون بسحجات وإصابات، مشددًا على ضرورة الإحماء الجيد، وارتداء الحذاء المناسب للأرض المبللة لتفادي الإصابات.
3 أسباب اخرى
يلاحظ الجمهور عادة قيام الفنيين في الاستاد الذي ستقام عليه البطولات العالمية مثل كأس العالم، كأس آسيا، أمم إفريقيا وغيرها، برش أرض الملعب قبل بداية أي مباراة بحوالي 24 لـ48 ساعة، ويعاد هذا الأمر بين الشوطين، ويراعى خلال عملية الرش ألا تمتلئ أرض الملعب بالمياه منعا لانزلاق اللاعبين من عليها، وإنما يتم ترطيبها بحيث تصبح أرض الملعب مرنة تمكن اللاعبين من الجري عليها بشكل أسرع وتحميهم من الكدمات وحدوث الإصابات تحديدا في الجزء السفلي من الجسم أثناء خوض المباريات.
ووفقا لما ذكر في موقع ” penaltyfile”، فإن عملية رش أرض الملعب تتم وفقا لعدة أسباب وهي على الترتيب:
– تقليل فرص التعرض لمخاطر الإصابات والكدمات والجروح العميقة.
– الحفاظ على مرونة اللاعبين داخل أرضية الملعب، بجانب عنصر السرعة.
– توازن مستوى أداء اللاعيبة أثناء خوض المباراة.
تجدر الإشارة إلى أنه لابد من مراعاة التوقيت المثالي لرش أرض الملعب، وكمية المياه المستخدمة في العملية، بحيث لا تجعل الأرض رطبة للحد الذي يعيق اللاعبين من خوض المباراة ويكثر من الصدمات والإصابات، وبالتالي فإنه يتم النظر لعدة معايير قبل بدء عملية الرش منها “مدة المباراة – نوع السطح الخاص بأرض الملعب – قابلية سقوط الأمطار على الأرض – تحديد كمية المياه التي يحتاجها الملعب”.
الغريب في مسألة رش الملعب، أن هناك بعض الفرق ترفض ري الأرض خلال أحداث الشوط الأول، وذلك لأنه من السهل تأمين حدود الفريق والتصدي للأهداف في حال كانت حركة الكرة أقل سرعة على أرض الملعب، وعادة يحدث هذا عندما يطلب الفريق بعدم رش أرض الملعب، ووفقا للـ”فيفا” يحق لأي فريق من الفرق في المواجهة المطالبة برش أرض الملعب من عدمه.
عدد المرات المناسبة لرى أرض الملعب
تتوقف عملية ري أرض الملعب على عدة عوامل كما ذكرنا أهمها مدة المنافسات التي ستقام عليها، ولكن عادة ما يتم اتباع بعض الإرشادات العامة لضمان ري الأرض بشكل منتظم، ووفقا لتلك المعايير فإن رش الملعب يتم مرة أو مرتين في الأسبوع بحد أقصى، ويتوقف ذلك على نوعية سطح الملعب إذا كانت تقبل الري المستمر أو المحدود، والمعيار الوحيد الذي يتم اعتماده في هذا الأمر هو قياس مدى رطوبة أرضية الملعب.