كريتر نت – متابعات
تسبب مونديال قطر في رحيل بعض المدربين، كان آخرهم لويس إنريكي المدير الفني للمنتخب الإسباني. وأعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم فسخ العقد مع إنريكي، بعد توديع المونديال من ثمن النهائي على يد المغرب. وتجاوز الماتادور الإسباني دور المجموعات لكأس العالم 2022 بنجاح، قبل الخروج بركلات الترجيح أمام أسود المغرب. كما أعلن الاتحاد الإسباني تعيين لويس دي لا فوينتي، وهو القرار الذي يأتي عكس ما قاله إنريكي عقب الخسارة من المغرب بأن الوقت ليس مناسبا للحديث عن مستقبله.
وحسم الاتحاد الإسباني لكرة القدم رحيل لويس إنريكي وتعيين لويس دي لا فوينتي بدلا منه. جاء ذلك بعد خروج المنتخب الإسباني من ثمن نهائي كأس العالم 2022، بركلات الترجيح أمام المغرب. وتجاوز منتخب إسبانيا دور المجموعات، واحتل وصافة المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط، قبل الصدام مع المغرب والخروج مبكرا.
كان إنريكي قد أشرف على قيادة المنتخب الإسباني منذ عام 2018، وقاده إلى نهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية، بالإضافة إلى وصوله إلى نصف نهائي بطولة أمم أوروبا 2020، قبل خسارته ضد المنتخب الإيطالي بركلات الترجيح.
وقاد إنريكي منتخب “لاروخا” للتأهل إلى مونديال قطر، بعدما تصدّر المجموعة الثانية ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لهذه المسابقة، ولكنه حلّ وصيفا في المجموعة الخامسة، خلف اليابان المتصدر، ليلاقي منتخب “أسود الأطلس” الذي تمكّن من الإطاحة به في الدور ثمن النهائي.
ولم يكن إنريكي أول مدرب يرحل عن صفوف منتخبه بعد المشاركة في النسخة الـ22 من كأس العالم، إذ سبقه العديد من المدربين عقب فشل منتخباتهم وخروجها المبكر من البطولة.
يعد إنريكي ضحية العناد، بعدما تحدث في المؤتمر الصحافي قبل مباراة المغرب، وأكد تمسكه بطريقة لعبه التي تعتمد على الاستحواذ بشكل أكبر، وهو الأسلوب المعروف بـ”التيكي تاكا”. وشدد إنريكي وقتها على رفضه التخلي عن هذا الأسلوب، رغم أن هذا الأمر لا يناسب لاعبي إسبانيا في الوقت الحالي.
وظهر المنتخب الإسباني عاجزا وافتقد الحلول سواء من العمق أو الأطراف أمام صلابة المغرب. واستمرت معاناة الماتادور الإسباني حتى وصل إلى ركلات الترجيح التي أطاحت بالإسبان خارج كأس العالم.
قال وليد الركراكي المدير الفني لمنتخب المغرب، في المؤتمر الصحافي قبل مباراة المنتخبين، إنه لا يعلم إذا كانت هناك جائزة للاستحواذ أم لا. وأكد المدرب المغربي أن اليابان فازت أمام إسبانيا بنسبة استحواذ بلغت 17 في المئة. وبالفعل نجح وليد الركراكي، حسم الرهان وترك الاستحواذ للمنتخب الإسباني، محاولا استغلال المساحات في الهجمات المرتدة.
يبقى مستقبل لويس إنريكي عالقا بين جهتين بعد رحيله عن منتخب إسبانيا عقب الخروج من الدور الثاني لكأس العالم. وذكرت صحيفة “سبورت” أن إنريكي يبحث في خطوته القادمة عن العمل مع فريق وليس منتخبا جديدا. وأضافت أن إنريكي سيكون محط اهتمام من أتلتيكو مدريد في ظل تخبط الفريق تحت قيادة مدربه دييغو سيميوني.
ولفتت إلى أن سيميوني قد يرحل بنهاية الموسم الجاري، قبل عام على انتهاء تعاقده، في ظل سوء نتائج الفريق وخروجه من دوري أبطال أوروبا. وأشارت إلى أن إسبانيا رغم خروجها أمام المغرب، إلا أن إنريكي نال إشادة من المدير التنفيذي لأتلتيكو وكذلك كوكي نجم وسط الفريق.
مشوار طويل
دي لا فوينتي أمضى ما يقرب من عقد من الزمن في تدريب منتخبات إسبانيا للفئات العمرية المختلفة
لفتت الصحيفة إلى أن مانشستر يونايتد يضع عينه على إنريكي، في ظل سعيه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب دام 10 أعوام. وختمت تقريرها بأن تين هاغ مدرب يونايتد، يبدو بعيدا عن تحقيق هدف التتويج بالبريميرليغ، ولعل التعاقد مع إنريكي سيكون خطوة إلى الأمام نحو استعادة هذا المجد الغائب.
وبعد رحيله عن “لاروخا”، كتب إنريكي عبر تويتر “لا يمكنني سوى الشعور بقدر هائل من الامتنان لهؤلاء الذين تعاقدوا معي مرتين، ولجميع منتسبي الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذين تشاركت معهم تجارب من كل الأنواع”.
وأضاف “آسف، لم أستطع المساعدة بشكل أكبر.. لقد كان من المميّز للغاية أن أكون جزءا من هذا”. من ناحية ثانية تولى ألبرت لوكي منصب المدير الرياضي للمنتخب الإسباني، خلفا لخوسيه مولينا. ورحل مولينا عن منصبه، بعد إعلان اتحاد الكرة الإسباني أنه لن يجدد عقده، الذي سينتهي الشهر المقبل. وتسلم لوكي منصب المدير الرياضي، وسيتعاون معه فرانسيس هيرنانديز.
وتحرك الاتحاد الإسباني لكرة القدم سريعا لاستقدام خليفة لإنريكي، حيث وقع الاختيار على دي لا فوينتي، المدير الفني الحالي لمنتخب إسبانيا للشباب تحت 21 عاما، لتولي المسؤولية.
ويتعين الحصول على موافقة مجلس إدارة اتحاد الكرة الإسباني على تعيين دي لا فوينتي كمدير فني لمنتخب إسبانيا، خلال اجتماع الاتحاد الاثنين المقبل، حيث يتوقع بعدها الإعلان رسميا عن تولي المدرب منصبه الجديد.
أمضى دي لا فوينتي ما يقرب من عقد من الزمن في تدريب منتخبات إسبانيا للفئات العمرية المختلفة، حيث توج ببطولة أوروبا تحت 19 عاما عام 2015، كما فاز بالبطولة ذاتها لمنتخبات تحت 21 سنة عام 2021. كما تولى دي لا فوينتي (61 عاما) تدريب منتخب إسبانيا الأولمبي تحت 23 عاما في أولمبياد طوكيو العام الماضي،
وحصل على الميدالية الفضية بعد هزيمته أمام البرازيل في المباراة النهائية. وبمجرد التصديق على قرار تعيينه، ستكون المباراة الأولى لدي لا فوينتي مع منتخب إسبانيا أمام ضيفه منتخب النرويج في الخامس والعشرين من مارس المقبل، في الجولة الافتتاحية للتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024).
وأعلن روبرت مارتينيز المدير الفني لمنتخب بلجيكا، رحيله عن تدريب الفريق، بعدما فشل في التأهل إلى دور الـ16، وخرج الفريق من دور المجموعات. وحصد منتخب بلجيكا 4 نقاط من فوز على كندا في الجولة الأولى ثم تعادل مع كرواتيا بالجولة الثالثة، لكن النقاط الـ4 لم تكن كافية لضمان الصعود.
وحصدت بلجيكا الميدالية البرونزية في مونديال روسيا، وكانت كل التوقعات تشير إلى أن الفريق سيحقق نتائج أقوى وأفضل في مونديال قطر. واستمر مشوار مارتينيز مع منتخب بلجيكا لست سنوات، تمكّن خلالها من تحقيق المركز الثالث في كأس العالم بروسيا قبل أربع سنوات، بعد فوزه على إنجلترا بالمباراة الترتيبية.
وداع حزين
انتهت الرحلة.. هبت رياح التغيير
كشفت تقارير صحافية عن جوانب خفية من الأزمة التي عصفت بمنتخب بلجيكا، وتسببت في الظهور الباهت للفريق في كأس العالم، مما عجل برحيله مبكرا عن المنافسات. وذكرت الصحف أن أسباب الخروج تجاوزت ما هو كروي ورياضي، وترجع أساسا إلى خلافات عميقة ظهرت ملامحها منذ اليوم الأول من وصول نجوم المنتخب إلى مقر إقامتهم في قطر، وأخرى كانت قد ظهرت إرهاصاتها الأولى منذ عدة أشهر، لكنها انفجرت في وجه الجميع خلال المنافسات وبعد الإقصاء المفاجئ.
كان كثيرون يرون أن حاجز اللغة كان يشكل مشكلة مستمرة في كرة القدم البلجيكية، مما خلق فجوة بين أولئك الذين يتحدثون اللغة الفلمنكية شمالي البلاد، مثل توبي ألدرويرلد ويان فيرتونغن وكيفين دي بروين، وأولئك الذين لغتهم الأم هي الفرنسية، مثل أكسال فيتسل وإدين هازارد.
وقرر مدرب المنتخب البلجيكي روبيرتو مارتينيز أن تكون لغة الفريق المشتركة هي الإنجليزية بعد أن رأى أن بعض اللاعبين، مثل تيبو كورتوا وفينسنت كومباني وروميلو لوكاكو، يراوحون في استخدام اللغات، وغالبا ما يلجؤون إلى اللغة الإنجليزية عندما يتحدثون داخل مجموعة.
◙ مشوار مارتينيز مع منتخب بلجيكا استمر لست سنوات، تمكّن خلالها من تحقيق المركز الثالث في كأس العالم بروسيا
كذلك ودّع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش منتخب إيران بعدما فشل في بلوغ الدور الثمن النهائي، إذ حلّ في المركز الثالث بالمجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، بعد خسارته 6 – 2 في الجولة الأولى، وفوزه على ويلز 2 – 0 بالجولة الثانية، قبل الهزيمة بالجولة الثالثة والأخيرة أمام منتخب الولايات المتحدة بهدف دون مقابل.
وفشل كيروش في قيادة المنتخب المصري لبلوغ مونديال قطر، ليتم تعيينه مدربا للمنتخب الإيراني في شهر سبتمبر الماضي، خلفا للكرواتي دراغان سكوتشيتش ويشارك في النهائيات.
مستقبل كيروش بات يشغل البعض، خاصة وأن المدير الفني السابق للمنتخب الإيراني ألمح إلى موافقته على العمل بالدوري السعودي القوي، موضحا أن البعض ربط بينه وبين تدريب ناد في المملكة وسيكون هذا أمرا جيدا بالنسبة إليه.
وذهب المدير الفني الأسبق لمنتخب البرتغال إلى أنه يميل إلى خوض تحديات جديدة، ومن هنا رحّب بالعمل أكثر من مرة بالشرق الأوسط وتولي تدريب منتخب مصر، ولا مانع لديه من تدريب ناد سعودي طالما جاءه العرض المناسب.
وتولى كيروش تدريب إيران لمدة 7 مباريات، وبعدها أصبح قريبا جدا من الرحيل بشكل رسمي، بعد مغادرة كأس العالم من الدور الأول. كيروش قاد منتخب إيران في السابع من سبتمبر الماضي، ليخوض كأس العالم (مونديال قطر فيفا 2022)، إلا أنه ودع من دور المجموعات بالفوز في مباراة والخسارة مرتين.
فراق مر
مدرب رحالة كعادته
الفوز كان على حساب منتخب ويلز بهدفين دون رد، بعد الخسارة من إنجلترا في الجولة الأولى بنتيجة 6 – 2، ثم من منتخب الولايات المتحدة بهدف دون رد. ووجه كيروش “رسالة وداع” عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، قائلا “لا يوجد شيء غير أخلاقي عندما لا تحقق أحلامك”، وأضاف البرتغالي موجها رسالة للاعبي إيران “أنا فخور بكم، كنتم رائعين داخل وخارج الملعب”. الاتحاد الإيراني في وقت سابق أعلن أن كيروش مهمته ستنتهي مع المنتخب بعد نهاية كأس العالم، حيث وقع البرتغالي على عقد قصير الأجل.
صاحب الـ69 عاما، أتيحت له فرصة الظهور في المونديال للمرة الرابعة بواقع 3 مرات مع منتخب إيران نسخ (2014 – 2018 – 2022)، كما قاد بلاده في مونديال (2010) قبل الخروج من دور الـ16 على يد البطل وقتها منتخب إسبانيا بنتيجة 1 – 0.
ووضع الأرجنتيني جيراردو تاتا مارتينو حدا لمشواره مع المنتخب المكسيكي، الذي استمر لثلاث سنوات، إثر الخروج المبكر من دور المجموعات، بعدما حلّ في المركز الثالث ضمن المجموعة الثالثة، برصيد 4 نقاط، بفارق الأهداف عن المنتخب البولندي الوصيف، وبنقطتين عن منتخب الأرجنتين المتصدر بـ6 نقاط. وكان منتخب المكسيك قد تعادل في المباراة الأولى ضد بولندا سلبا، ثم انهزم أمام رفقاء ليونيل ميسي بنتيجة 2 – 0، قبل الفوز على المنتخب السعودي بنتيجة 2 – 1.
◙ مستقبل كيروش بات يشغل البعض، خاصة وأن المدرب السابق لإيران ألمح إلى موافقته على العمل بالدوري السعودي
حلّ المنتخب الغاني بالمركز الأخير ضمن المجموعة الثامنة، بعد تحقيقه فوزا واحدا على كوريا الجنوبية بنتيجة 3 – 2، وخسارته مواجهتين أمام البرتغال 3 – 2، والأوروغواي بنتيجة 2 – 0، ليتسبّب ذلك في مغادرة المدير الفني أوتو أودو لمنتخب “البلاك ستارز”. وقرّر أودو، البالغ من العمر 47 عاما، العودة للعمل في ألمانيا وإكمال مهمته مع نادي بوروسيا دورتموند، وذلك بعد نهاية مشواره المؤقت مع المنتخب الغاني في كأس العالم قطر 2022.
كما أعلن المدرب البرتغالي باولو بينتو رحيله عن منتخب كوريا الجنوبية، بعد الخسارة الكبيرة أمام البرازيل بنتيجة 4 – 1، ضمن منافسات دور الـ16 لمونديال قطر، إذ أكد بينتو أنه اتخذ قراره منذ شهر سبتمبر الماضي. وكان رفقاء سون قد تأهلوا في المركز الثاني عن المجموعة الثامنة، بعد تعادلهم في الجولة الأولى أمام الأوروغواي 0 – 0، ثم خسارة أمام غانا 3 – 2، وفوز مثير على البرتغال 2 – 1 بالجولة الثالثة والأخيرة.
ويشوب الغموض أيضا مصير غراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب أستراليا، والذي انتهى عقده مع الاتحاد الأسترالي بنهاية مشاركة المنتخب في كأس العالم. وودع منتخب أستراليا البطولة من دور الـ16 بعد الخسارة من الأرجنتين 2 – 1، ولم يحسم الاتحاد الأسترالي مصير المدرب بالاستمرار في منصبه من عدمه.