كريتر نت – متابعات
شكّل قطبا الدفاع القائد رومان سايس ونايف أكرد مع الظهيرين نصير مزراوي (بايرن ميونخ الألماني) وأشرف حكيمي (باريس سان جرمان) جدارا رائعا أمام الحارس المتألق ياسين بونو (إشبيلية الإسباني). وبدأت حكاية الشباك النظيفة في المباراة الأولى ضد كرواتيا، عندما أطل أسود الأطلس برأسهم محققين نقطة التعادل السلبي، في محاولتهم الثانية لتخطي دور المجموعات بعد 1986.
وعلى ملعب البيت في مدينة الخور الواقعة شمال العاصمة الدوحة، عانى الظهير الأيسر مزراوي إصابة بجنبه عندما ارتمى على كرة مرتدة من الحارس دومينيك ليفاكوفيتش، فيما شعر الظهير الأيمن حكيمي بآلام في فخذه وأكمل المباراة.
لكن الظهور الثاني كان أكثر نجاعة، فتغلب أولاد المدرب وليد الركراكي على بلجيكا 2 – 0، في مباراة أطل فيها شبح الإصابات مع اضطرار الحارس بونو إلى الانسحاب، رغم وقوفه مع زملائه عند عزف النشيد الوطني، فحلّ بدلا منه منير المحمدي وحافظ على نظافة شباكه. المباراة الثالثة كانت الوحيدة التي اهتزّت فيها شباك المغرب خلال دور المجموعات. فبعد التقدّم بهدفين على كندا، حوّل أكرد مدافع وست هام الإنجليزي عن طريق الخطأ كرة هزّت شباك الفريق الأحمر للمرة الأولى.
تألق لافت
القصة الرائعة لدفاع المغرب تركت صفحاتها البهية للأدوار الإقصائية، فاحتفظ الرباعي الحديد، بمساعدة من الإبر ومسكنات الآلام بنظافة شباكه أمام تيكي تاكا إسبانيا، ورفعه في ركلات الترجيح الحارس المبتسم وبارد الأعصاب بونو. وأصبح المغرب أول منتخب أفريقي يبلغ نصف النهائي، بعد معركة ناجحة ونظيفة الشباك أمام البرتغال، لكن شبح الإصابات لم يطلّ فقط برأسه، بل أبعد مزراوي وأكرد نهائيا عن ربع النهائي.
ورغم ذلك، كانت المفاجأة الجميلة في بروز بديليهما يحيى عطية الله (الوداد البيضاوي) وجواد الياميق (بلد الوليد الإسباني)، فقاد المهاجم يوسف النصيري برأسيته العالية فوق سطح البحر، وبتمريرة جميلة جدا من المدافع عطيةالله، بلاده إلى المربع الأخير بموازاة تألق بونو أمام جواو فيليكس والبديل كريستيانو رونالدو، فيما وقف الياميق سدا منيعا أمام هجمات غونسالو راموس ورونالدو. وهي مواجهة تعرّض خلالها القائد قطب دفاع بشيكتاش التركي سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي أشرف داري في الدقيقة الـ57.
وقال الركراكي في المؤتمر الصحافي عقب التأهل التاريخي إلى المربع الذهبي عقب الفوز على البرتغال “لا نعرف كم هي حظوظ اللاعبين نصير مزراوي ونايف أكرد والقائد رومان سايس لخوض المباراة المقبلة”. وأضاف “مزراوي مريض وأكرد مصاب، الآن أصيب سايس”، مشيرا إلى أن “حكيمي بدأ المسابقة وهو ليس في حالة جيدة، لكنه يقاتل وموجود في كل مباراة”.
نهاية الحكاية
مرّة جديدة وأخيرة، حضر اسم أكرد على ورقة نصف النهائي ضد فرنسا، لكن في اللحظة الأخيرة، وكما غاب بونو عن المباراة الثانية، سُحب اسمه لمصلحة داري. ثغرة دفاعية مطلع المباراة أمام نجم المباراة أنطوان غريزمان، أثمرت هدفا سريعا للمدافع الفرنسي تيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة.
عرج القائد رومان سايس مطالبا بتبديله، فخرج في الدقيقة الـ21 ودخل لاعب الوسط سليم أملاح بدلا منه. غيّر الركراكي خطته من خمسة مدافعين إلى أربعة، وتعرّضت لضرر إضافي مع خروج مزراوي بين الشوطين. رغم كل ذلك، صمد المغرب وشكل خطرا على مرمى لوريس بتسديدات وركلات حرة لزياش وأكروباتيات في القائم، حتى حُسم الأمر بالهدف الثاني للبديل راندال كولو مواني.
وشرح الركراكي ما حصل لمدافعيه قبل نصف النهائي “حتى اللحظة الأخيرة انتظرنا لنرى إذا كان سايس بإمكانه اللعب، لأنه لاعب مهم في خطتنا التكتيكية وهو قائدنا، وحاولنا حتى فترة الإحماء والأمر ذاته بالنسبة لنايف الذي تعافى للتو من وعكة صحية وزكام ورغب بدوره في بدء المباراة، لأنه أيضا عنصر مهم في التشكيلة، واعتقدت أن الدفع بخمسة مدافعين سيساعدنا”.
وقال سايس “قمت بتجربة قبل المباراة وشعرت بأني بحالة جيدة خلال الإحماء… لكن بعدها لسوء الحظ شعرت بالألم خلال حركة ما.
ليس لدي أي ندم، كنت أفضل أن يحصل ذلك في الإحماء كي أترك مكاني للاعب آخر. هذه الأمور تحصل، هذا ‘مكتوب'”.
الدفاع الحديد للمغرب، استسلم أخيرا، وودّع برأس مرفوعة.