كريتر نت – الرصيف برس
لأكثر من شهرين تواصل جماعة الاخوان عبر أدواتها عرقلة محافظ الجوف اللواء / حسين العجي العواضي من ممارسة مهام منصبه الذي عُين فيه بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي مطلع أكتوبر الماضي خلفاً للإخواني / أمين العكيمي.
والخميس الماضي أكد العواضي في بيان صادر عنه وقوف حزب الاصلاح (الذراع المحلي لإخوان اليمن) وراء عرقله بدء عمله كمحافظ للجوف ورفض الادارة السابقة اجراء عملية الاستلام والتسليم وبدعم واضح من سلطات مأرب الاخوانية بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي / سلطان العرادة.
مصادر سياسية كشفت لـ “الرصيف برس” الاسباب التي تقف خلف هذا الاصرار الاخواني الشديد على عرقلة المحافظ العواضي ، منها حجم الايرادات التي تحصل من النقاط الواقعة على الخط الرابط بين مأرب والجوف باسم السلطة المحلية والتي تصل الى مئات الملايين شهرياً، ولا تزال تحت تصرف المحافظ السابق العكيمي بضوء اخضر من العرادة ، وما يؤكده هو استمرار الصرف عبر فرع البنك بمأرب لسلطة المُقاله.
واشارت المصادر الى وجود اسباب اهم تقف خلف هذا التمرد ، وهي مخاوف جماعة الاخوان من تكرار سيناريو محافظة شبوة والتي خسرتها الجماعة بعد ان تسببت في سقوط مديرياتها الغربية بيد مليشيات الحوثي بدون قتال في سبتمبر من العام الماضي ، وساهم ذلك في سقوط مديريات مأرب الجنوبية واوصل مليشيات الحوثي الى آخر خطوط الدفاعية لمدينة مأرب وهي جبال البلق مجتاوزتها الى منطقة العكد.
مضيفة بان ذلك أحدث صدمة عنيفة لدى قيادة التحالف وتحديداً السعودية التي باتت على مشارف تلقي ضربة موجعة في حالة سقوط مدينة مأرب وحقولها النفطية والغازية بيد مليشيات، وهو الأمر الذي وصفه مسئول سعودي في تصريح لوكالة “رويتر” بأنه يعني “خسارة السعودية للحرب بشكل كامل في اليمن لصالح الحوثي”.
وهو ما دفع قيادة التحالف الى إجراء تغيير شامل في التعامل والاداء على الأرض لتلافي ذلك ، وتجلي من خلال عملية إعادة التموضع التي حدثت بالساحل الغربي وسحب قوات العمالقة الجنوبية نحو شبوة لتحرير مديرياتها الغربية بالاضافة الى مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب وهو ما تم مطلع العام الجاري وعمل على وقف التمدد الحوثي نحو مأرب.
ولفتت المصادر بان التغيير العسكري على الأرض سبقه تغيير سياسي بالاطاحة بقيادة محافظة شبوة الاخوانية ممثلة بالمحافظ بن عديو وتعيين عوض بن الوزير ، وتوالت الاحداث بالمحافظة الى ان سقطت بشكل كامل من قبضة الاخوان بعد تمكن المحافظ من كسر التمرد الذي قادته التشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للإخوان في عاصمة المحافظة عتق مطلع اغسطس الماضي.
وتقول المصادر بان جماعة الاخوان ترى في قرار الاطاحة بالعكيمي وتعيين العواضي بديلاً عنه ، مؤشر واضح على نية التحالف والمجلس الرئاسي في تحريك جبهات الجوف وتحريرها من قبضة مليشيات الحوثي ، في ظل الخطورة التي باتت تشكلها بقاء محافظة الجوف في قبضة مليشيات الحوثي.
حيث كشفت عدة حوادث بان جماعة الحوثي حولت الجوف الى منصة استراتيجية لاطلاق الصواريخ والمُسيرات نحو خصومها في الداخل والخارج ، ففي يناير الماضي اعلنت وزارة الدفاع الإماراتية بأن طائرة F16 تابعة لها دمرت منصة إطلاق صواريخ في محافظة الجوف اليمنية ، في اعقاب محاولة حوثية لاستهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي بصاروخين بالستيين.
وفي اكتوبر الماضي أعلن محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي في تصريحات له عقب حادثة استهداف مليشيات الحوثي الأول لميناء الضبة النفطي بأن المسيرات التي استهدفت الميناء أطلقتها مليشيات الحوثي من منطقة تقع بين محافظتي مأرب والجوف.
هذا الخطورة التي باتت تمثلها محافظة الجوف تحت قبضة مليشيات الحوثي تفرض على التحالف والشرعية المسارعة في تحريرها ، والبدء أولاً بتحريرها من قبضة جماعة الاخوان التي تسببت في سقوطها بيد مليشيات الحوثي بدون قتال في مارس 2020م.
وما يثير مخاوف جماعة الاخوان – وفق المصادر – هو تجارب المحافظ العواضي السابق الناجحة في قيادة معارك تحرير الجوف لمرتين خلال توليه لمنصب المحافظ عام 2015م ، وما يحظى به من قبول وتأييد واسع من قبائل المحافظة تسهل من نجاح اي تحرك عسكري لتحريرها من قبضة مليشيات الحوثي .
وهو على عكس المحافظ السابق العكيمي الذي عمل على صناعة الخصوم جراء حالة الهوس لديه بتصدر المشهد واقصاء القيادات العسكرية والمدنية القوية حتى وان كانت إخوانية لينتهي الأمر بمشهد سقوط الجوف بيد مليشيات الحوثي دون قتال.