د. ياسين سعيد نعمان
إعتقدَ البعض أن حضرموت هي الورقة التي يمكن اللعب بها حينما يتعين على الجميع البحث بجدية في تطورات الحياة كما أفرزها الواقع ؛ هذا الواقع ، في حقيقة الأمر ، هو محصلة السياسات التي طبقت في إدارة البلاد منذ الوحدة ، وبدلاً من تغيير هذه السياسات راحوا يبحثون عن أدوات إضافية لتبييض هذه السياسات .
أخذوا يبشرون بفصل حضرموت عن الجنوب وعن اليمن لم يدركوا حقيقة أن حضرموت هي أس الدولة الوطنية في الجنوب عند الاستقلال ، وهي العمود الفقري الذي قامت عليه تلك الدولة يومذاك .
لقد كان توحيد (السلطنة القعيطية وعاصمتها المكلى ، والسلطنة الكثيرية وعاصمتها سيئون ) في حضرموت واحدة هي المقدمة الأساسية لتوحيد الجنوب وقيام دولته ، وحضرموت بوضعها الجيو سياسي القديم ، أي ما قبل الاستقلال كسلطنتين مستقلتين ، لا يمكن أن تؤسس مرجعية لأي محاولة لتهشيم الجنوب ، بعد أن هُشم اليمن ، والتي يجري التبشير بها كإحدى الخيبات السياسية التي امتلأت بها أجندا بعض القوى السياسية . وما ينطبق على حضرموت ( التي كانت تضم أيضاً بلاد الواحدي وعاصمتها حبان) ، ينطبق أيضاً على شبوة ، وابين ، ولحج وجميعها كانت تتكون من سلطنات ومشيخات وامارات دمجت جميعها في تكوينات إدارية كبرى شكلت ، مع عدن والمهرة وسقطرى والجزر ، جغرافية الدولة الوطنية عشية الاستقلال ورسمت مع دولة الشمال خارطة اليمن الطبيعية .
من صفحة الكاتب في “فيسبوك”