تبين خلال الـ(4) السنوات الماضية من الحرب على مليشيات الحوثي أنّ الهدف الرئيسي لقيادات تنظيم الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح في اليمن هو القيام ببناء التنظيم والاهتمام بمكوناته كنظام دولة داخل الدولة في كافة الجوانب ــ خاصة العسكرية والأمنية و مجالات التجارة والاستثمار ــ حيث قام حزب الإصلاح باستغلال قوات التحالف العربي تحت غطاء مواجهة مليشيات الحوثي في بناء وتخزين ترسانة عسكرية، بالإضافة إلى إنشاء مصانع ومشاريع استثمارية وتجارية تابعة للحزب بصفة سرية ، كما تعمل قيادات حزب الإصلاح في اليمن على إطالة الحرب بتنسيق وتوجيه من قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المتواجدة في دول إقليمية ودولية وبحسب مصالح تلك الأطراف.
حيث ترى قيادة حزب الإصلاح في اليمن أنّ المعارك والمواجهات الحالية ضدّ مليشيات الحوثي ليست معركتها الحقيقية ؛ لذلك فإنّ حزب الإصلاح يعمل تحت عباءة الحرب الدائرة لبناء التنظيم واستكمال أركانه والعمل على سيطرة قياداته على أهمّ مفاصل الدّولة خاصّة في الجانب العسكريّ والجانب الأمنيّ ، وحالياً تعمل القيادات العليا لحزب الإصلاح ضمن توجه وأهداف الحزب وحركة تنظيم الإخوان المسلمين في بلادنا للسيطرة وفرض سلطتها العسكريّة والأمنية في ما يسمّى إقليم سبأ (مأرب – الجوف – البيضاء) وإقليم الجند(تعز – إب) والذي سيمكنها ويساعدها من تحقيق أهدافها، بالرّغم من أنّ فترة الأربع السّنوات الماضية كفيلة بوضع عدة تساؤلات عن المراوغات التي تقوم بها قيادات حزب الإصلاح في تعاملها مع مليشيات الحوثي في جبهات محافظتيّ مأرب والجوف وجبهة نهم، والشواهد كثيرة ومؤكدة على مضيّ قيادة حركة تنظيم الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح في اليمن في تنفيذ تلك المخططات والمشاريع الحزبية الضيقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما تمّ رصدة من تحركات وأنشطة قيادات حزب الإصلاح العليا في محافظه الجوف خلال الربع الأخير من العام المنصرم حيث اتّضح ما يلي :
بعد صدور قرار رئاسيّ بتعيين المدعوّ /هاشم الأحمر قائد للمنطقة العسكرية السادسة وتولي قيادة بعض جبهات المواجهة مع مليشيات الحوثي في محافظة الجوف، أدى ذلك إلى تذمر قيادات حزب الإصلاح في المحافظة وتخوفهم من أن تلك التعيينات العسكرية قد تفقد الحزب السيطرة على محافظة الجوف وخروجها من سلطة الحزب، لذلك عملت قيادة الحزب وعلى رأسهم القيادي في المكون القبلي لحزب الإصلاح المدعو/أمين العكيمي (محافظ م/الجوف) الذي عمل على إفشال تحقيق أي انتصارات عسكرية، من خلال قيامة بعملية انسحاب والتسهيل لمليشيات الحوثي من السيطرة على مواقع عسكرية رغبة في تولية قيادة المحافظة والقيادة العسكرية في جبهات م/الجوف دون غيره ضمن توجه القيادة العليا للحزب للسيطرة على ما يسمى إقليم سبأ بشكل عام ومحافظة الجوف بشكل خاص(هذا ضمن توجه وأهداف الحزب الاستراتيجية).
خلال تلك الفترة وضمن مشروع ومخطط الحزب للسيطرة العسكرية والأمنية على المحافظة مارست قيادة الحزب ضغوطاتها لتعيين القيادي الإصلاحي/ عبدالله البرير (نائب مدير أمن محافظة الجوف) وتعيين القيادي الإصلاحي/ محمد القحطاني (نائب مدير إدارة البحث الجنائي في المحافظة).
كما قامت قيادة حزب الإصلاح في م/الجوف بنشر إشاعات بأنّ مدير أمن محافظة الجوف العميد/ سليم السياغي يعمل بالتنسيق مع القوات الإماراتية لعمل وإنشاء حزام أمني يتبع القوات الإماراتية كما هو حاصل في بعض المحافظات الجنوبية ؛ لذلك سعت قيادة حزب الاصلاح الأمنية في المحافظة على كسب ولاء قائد فرع قوّات الأمن المركزيّ في م/الجوف العقيد/ نجيب الناصر(من محافظة تعز- وقامت بتحريضه ضدّ مدير أمن محافظة الجوف العميد / سليم السّياغيّ ؛ لرفض أيّ توجيهات تصدر منه أو أيّ تعاون أوعمل مشترك بينهما.
كذلك قامت قيادة حزب الاصلاح الأمنية في م/الجوف بالتسهيل لهروب السجين الحوثي / سعيد الجودي الشريف – من سجن إدارة البحث الجنائيّ في مديرية الحزم(تمّ القبض عليه في مديرية الحزم بمحافظة/ الجوف وبحوزته عبوات ناسفة كان قد تلقاها من مليشيات الحوثي في صنعاء لغرض زراعتها في أماكن معينه في م/الجوف)، وغرض قيادة الحزب من ذلك لكي يتمكنوا من تغيير مدير إدارة البحث الجنائي.
أضافة الى قيام قيادة حزب الإصلاح الأمنية في م/الجوف بتشكيل جهاز أمني خاص بالحزب من العناصر النسائية والذي معظمهن ينتمين إلى مديريات (الحزم -المصلوب -الغيل)، حيث تعتمد قيادة الحزب على تلك العناصر في رفع معلومات وتقارير عن أي تحركات في تلك المديريات، وكذلك القيام بعمليات التّحرّيات والرفع بالمعلومات إلى قيادات الحزب الأمنية فقط دون غيرهم.
كما قامت قيادة حزب الإصلاح بالتنسيق مع محافظ م/الجوف ومدير أمن مديرية الغيل على تشكيل سياج أمني في مديرية الغيل، وتمّ استكمال التجهيز والمخطط لهذا الحزام الأمني بتاريخ 24/ 12/ 2018م.
وقامت قيادة حزب الإصلاح الأمنية في م/الجوف مؤخراً بالتنسيق مع محافظ م/الجوف لاستحداث وإنشاء معسكر أمني جديد في مديرية الحزم والقيام بالتوجيه لاستكمال عمل المخططات والتجهيزات للمعسكر وتجنيد عناصر تابعة لهم لإلحاقهم بهذا المعسكر.
كما تسعى قيادة حزب الإصلاح الأمنية في محافظة الجوف لترشيح القيادي الإصلاحيّ / محسن بن قملان لتولي منصب مدير فرع جهاز الأمن القوميّ في محافظة الجوف، وفي الأخير يجب الإشارة هنا إلى أن قيادة حزب الإصلاح عند لقاءاتها مع قيادات التحالف العربيّ ترمي بفشلها في الجبهات التي تقودها ضد مليشيات الحوثي على أطراف أخرى، يشترطون على قوات التحالف بأن تتولى قيادة الحزب إدارة الجوانب العسكرية والأمنية وقيادة جبهات المواجهات مع مليشيات الحوثي لإحداث تقدم فيها”.