كريتر نت – متابعات
تسعى إيران من خلال الزيارة التي يؤديها وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان إلى مسقط الأربعاء إلى تنشيط الوساطة العمانية في أكثر من ملف، قد تكون أزمة اليمن وإحياء الاتفاق النووي من أبرزها.
وتسلم سلطان عمان هيثم بن طارق الأربعاء رسالة خطية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حول أوجه التعاون الثنائي، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العمانية.
وقالت وكالة الأنباء العمانية إن الرسالة “تتعلق بأوجه التعاون القائم بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، في إطار العلاقات الثنائية الطيبة التي تجمعهما”.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زار سلطنة عمان في مايو الماضي، وجرى توقيع مذكرات تفاهم وبرامج تعاون تشمل قطاعي الطاقة والنقل.
وتأتي زيارة وزير الخارجية إلى مسقط عقب فشل الوفد العماني في إقناع الحوثيين بتجديد الهدنة المنتهية منذ مطلع أكتوبر الماضي، والتي كانت تستهدف تهيئة الأجواء لتسوية سياسية تقود إلى سلام دائم في البلاد.
وتعلم طهران رفض الحوثيين الالتزام بوقف إطلاق النار، وإعلان نائب رئيس حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) جلال الرويشان “أن الوفد العماني حمل أفكارا في مسألة الرواتب تتعلق بمليون و300 ألف موظف، وقد تحصل خطوة جيدة في إطار الموافقة على صرف الرواتب، وما زالت هناك بعض نقاط الخلاف في هذا الملف”.
لكن يبدو أن طهران تريد طرح أفكارها على مسقط لإيجاد صيغة لتقريب وجهات النظر بشأن تجديد الهدنة وإنعاش عملية السلام، خاصة وأنها تريد تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وتشترط السعودية على إيران لإعادة العلاقات وقف دعمها للميليشيات الطائفية، وخصوصا الحوثيين، والتوقف عن إنتاج أسلحة نووية لتعزيز استقرار المنطقة.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على الرغم من قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
وسبق لسلطنة عُمان أن أدّت دورا وسيطا بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015. وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق.
وعند وصوله إلى مسقط مساء الثلاثاء، وصف عبداللهيان السلطنة بأنها “مركز الحوار الإقليمي”.
وردا على سؤال حول احتمال وساطة عمانية في المحادثات النووية المتعثرة، أكد وزير الخارجية الإيراني أن “السلطات العمانية لعبت دائما دورا إيجابيا وبنّاء في تقريب وجهات النظر بين الأطراف”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال الشهر الماضي إن الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران للحد من برنامجها النووي بات “في حكم الميت”، لكنه لن يقوم بالإعلان عن ذلك، حسبما يظهر تسجيل مصور نشر هذا الشهر.
ويتيح اتفاق العام 2015 تخفيف العقوبات عن إيران مقابل تقييد برنامجها النووي، لمنعها من تطوير قنبلة نووية، علما بأن الجمهورية الإسلامية تنفي على الدوام السعي لتحقيق هذه الغاية وتؤكد سلمية برنامجها.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، عادت طهران تدريجيا عن التزاماتها.
وتعهّد بايدن بالسعي لإحياء الاتفاق، لكن المفاوضات التي بدأت في أبريل 2021 في فيينا متوقفة الآن.