كريتر نت – متابعات
أفلت الضابط اليمني عوض ذيبان من الموت لكنه فقد نجله في هجوم إرهابي نفذته خلية حوثية في 20 أكتوبر/تشرين الأول قرب مدينة عتق بمحافظة شبوة (جنوب).
وكان ذيبان واحدا من أبرز القادة اليمنيين الذين وضعتهم مليشيات الحوثي في بنك أهدافها خلال 2022، لتحاول اغتيالهم بالعبوات الناسفة قبل أن تتساقط مؤامراتها واحدة تلو الأخرى بعد ضبط خلاياها الإرهابية.
فمن المهرة شرقا إلى الحديدة غربا، تلقى الحوثيون في 2022 ضربات قاصمة أدت إلى سقوط وتفكيك عشرات الخلايا، منها المتخصصة في تهريب الأسلحة الإيرانية والتجسس وزرع العبوات واغتيالات القادة والشخصيات.
ضربات اقتفت آثارها “العين الإخبارية” في هذا التقرير قبل أن يطوي 2022 أيامه، استنادا لمصادر خاصة، وما تم الإعلان عنه من ضبط خلايا إرهابية متعددة المهام تتبع الحوثي والقاعدة وداعش وحتى الإخوان.
وضبطت الأجهزة الأمنية والمخابرات اليمنية 33 خلية بقوام 152 عنصرا غالبيتهم خلايا إرهابية ينتمي أعضاؤها لمليشيات الحوثي، وذلك خلال 11 شهرا وبـ9 محافظات محررة، شبوة، حضرموت، لحج، أبين، المهرة، تعز، مأرب، عدن إضافة إلى الساحل الغربي.
ولا تشمل هذه الإحصائية أعداد الخلايا التي جرى التحفظ عنها، أو لم يتم الإعلان عنها في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.
الساحل الغربي الأكثر ضبطا للخلايا
حلت مليشيات الحوثي في المرتبة الأولى من بين التنظيمات الإرهابية في اليمن بنسبة سقوط خلاياها الإرهابية في 2022، حيث ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية 26 خلية تابعة لمليشيات الحوثي تصل أعدادها لـ125 عنصرا.
كما ضبطت 7 خلايا تابعة لتنظيمات القاعدة وداعش والإخوان تتألف من 27 عنصرا بينهم قيادات داعشية بارزة، منهم المسؤول الأمني في قيفة ويكلا في البيضاء “أبومحمد المداني” وقائد كتيبة المدفعية لداعش “عبادة العدني”، وتم ضبطهم في 14 يوليو/تموز 2022.
وتصدرت مناطق الساحل الغربي المناطق اليمنية بمعدل ضبط الخلايا، بنسبة تتجاوز الثلث من العدد الإجمالي، حيث أعلنت القوات المشتركة بشكل منفصل على مدار العام ضبط 11 خلية إرهابية يصل عدد أعضائها لأكثر من 60 عنصرا إرهابيا وجميعهم يتبعون مليشيات الحوثي.
وجاء الساحل الغربي في صدارة المحافظات والمناطق اليمنية المحررة بنسبة ضبط خلايا الحوثي بسبب الجهاز الأمني الفعال والمتماسك، والذي يقف حجر عثرة في طريق اختراقات مليشيات الحوثي لمناطق الشرعية.
وحلت عدن في المرتبة الثانية بنسبة ضبط الخلايا، حيث أعلنت شرطة عدن بشكل منفصل ضبط 5 خلايا غالبيتها تنتمي للقيادي الإخواني أمجد خالد، ويصل أعداد عناصرها لنحو 21 عنصرا، بينهم عناصر مسلحة وآخرون متخصصون في زرع العبوات الناسفة مرتبطين بالقاعدة.
فيما أتت شبوة وحضرموت في المرتبة الثالثة بضبط 8 خلايا بمعدل 4 في كل محافظة، ويصل عدد أعضائها أكثر من 26 عنصرا إرهابيا بينهم عناصر وقيادات حوثية وتابعة لتنظيم داعش الإرهابي وتنظيم القاعدة الإرهابي.
المرتبة الرابعة، حلت محافظات المهرة، تعز، مأرب، أبين، لحج بضبط 10 خلايا بمعدل خليتين لكل محافظة، حيث تم ضبط أكثر من 49 عنصرا إرهابيا بينهم 6 مهربين إيرانيين وعناصر حوثية خطرة وأخرى تابعة للقاعدة.
المهام السوداء.. مربعات وقرار أخير
تعددت مهام خلايا مليشيات الحوثي والقاعدة وداعش وحتى الإخوان، إذ أسندت لهذه الخلايا وفقا لمعلومات حللتها “العين الإخبارية”، بموجب محاضر التحقيقات والاعترافات التي تم بثها، 9 مهام كان أبرزها اغتيالات القادة العسكريين والأمنيين والمسؤولين الحكوميين والشخصيات الاجتماعية.
بالإضافة إلى “زرع العبوات الناسفة المنفجرة عن بعد، تهريب الأسلحة وأجهزة الاتصالات والوثائق، النهب والتقطع وقتل المسافرين، مرافقة سفن التهريب الإيرانية، تهريب المخدرات، تفخيخ السيارات، تنفيذ عمليات انتحارية، تجسس ورصد تحركات المقاومة والجيش”.
واعترف 125 عنصرا بأنهم مرتبطون بشكل وثيق بقيادات ما يسمى “جهاز الأمن والمخابرات” التابع لمليشيات الحوثي، والتي سعت لتقسيم المناطق المحررة إلى مربعات أمنية تتحرك فيها خلاياها الإرهابية.
فعلى سبيل المثال، ضبطت شعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية اليمنية في 30 مارس/آذار 2022، خليتين إرهابيتين كانت مكلفة من قبل الحوثيين باستهداف الضباط والشخصيات الاجتماعية، حيث حددت المليشيات للأولى مربعا أمنيا في المخا والأخرى في بلدة “النجيبة” الريفية التابعة لمديرية موزع.
كذلك أثبتت اعترافات عناصر خلايا الحوثي أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيات يكلف القيادات المحلية على مستوى المحافظات بإدارة الخلايا وجمع المعلومات في نطاق محافظاتها، فيما تحتفظ القيادات العليا بصنعاء بقرار التوجيه بتنفيذ العمليات الإرهابية مراعية بذلك التوقيت المناسب.
كما ضبط الأمن اليمني في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022 خلية حوثية من 3 عناصر في مدينة تعز وقدما اعترافات أنها تدار من قبل قيادات حوثية في مدينة الحوبان وتحديدا مدينة الصالح سيئة الصيت بتعز.
وأكدت ذلك اعترافات خلية أخرى تتألف من 5 عناصر وتم الإعلان عنها في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حيث أقرت أن عناصر من صنعاء وصلت إلى تعز لتدريبهم على العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات وتفجيرها عن بُعد عقب تلقي توجيه بتنفيذ العملية الإرهابية.
على مستوى اغتيالات القادة اليمنيين، كلفت مليشيات الحوثي 11 خلية من بين 26 خلية مضبوطة باستهداف القادة العسكريين والأمنيين في مدينة تعز والساحل الغربي وعدن وشبوة ولحج، وقد ضبطت جميع هذه الخلايا بعد تنفيذ عمليات إرهابية بالفعل.
تلي ذلك ضبط الأجهزة الأمنية في محافظة لحج في 10 سبتمبر/أيلول 2022 خلية حوثية من 12 عنصرا كانت مكلفة باغتيال قائد اللواء الثامن احتياط بالقوات الجنوبية العميد ياسر الصوملي، وتورطت بزرع عبوة ناسفة استهدفت حراسه الخاص ما أدى لمقتل نجله ومرافقيه.
وفي شبوة، تم ضبط خلية إرهابية في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 كانت مكلفة من الحوثيين باغتيال محافظ شبوة عوض ابن الوزير العولقي وقيادات قوات التحالف العربي وقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة.
كما أقرت وقوفها خلف عمليتين إرهابيتين، إحدامها استهدفت دورية عسكرية كان يستقلها مدير الأمن الأسبق في شبوة العميد عوض ذيبان مما أسفر عن مقتل نجله وإصابة اثنين من قوات العمالقة.
وتشير اعترافات الخلايا إلى أن خطر مليشيات الحوثي بات يفوق أي تنظيمات إرهابية أخرى، بما فيه القاعدة وداعش وذلك بسبب استغلاله جهاز المخابرات في صنعاء في ملاحقة خصومه واغتيالهم بطرق مختلفة.
كما تشير، وفقا لمراقبين، إلى لعب مليشيات الحوثي في المناطق الرمادية لاغتيال خصومها لا سيما في محافظة شبوة وعدن وأبين مستغلا هشاشة البنية الأمنية، ما يستدعي توحيد أجهزة الاستخبارات بشكل عاجل لمواجهة أي اختراقات مستقبلية.
وحث مراقبون مجلس القيادة الرئاسي بإجراء إصلاحات عاجلة في نظام الأمن، ومن أجل نهج أكثر احترافا في ضبط خلايا مليشيات الحوثي والقاعدة وداعش، والاستجابة المسبقة، وإفشال أي أعمال تهدد المناطق المحررة.
المصدر العين الإخبارية