حسن خليل
صحفي مصري
في تحدٍّ للحكومة البنغالية، نظمت الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، مسيرات احتجاجية ببعض المناطق في أنحاء البلاد، احتجاجاً على حبس أمير الجماعة، شفيق الرحمن، والمطالبة بالإفراج الفوري عنه.
انطلقت المسيرة الاحتجاجية عصر يوم الخميس الماضي، بقيادة عضو مجلس الشورى المركزي، ومساعد سكرتير شمال العاصمة دكا، محفوظ الرحمن، وطافت المسيرة الطريق من ميربور كازيبارا، إلى شورا بارا، وانتهت بهتافات احتجاجية مناوئة للحكومة.
محاولة لإثارة الفوضى
محفوظ الرحمن زعم في كلمة ألقاها أثناء المسيرة، أنّ أمير الجماعة الإسلامية يتعرض للتعذيب في السجن، مطالباً بالإفراج عنه، واصفاً إياه بــ “القائد الأعلى للتنظيم الشعبي”. وادعى أنّ الحكومة تريد التغطية على الإفلاس السياسي، من خلال توريط قادة الجماعة في قضايا كاذبة. ميضفاً: “هذه الحكومة تخشى إعلان الجماعة إطلاق مبادرة تحقيق الطالب العشرة، وتقوم باعتقال وإحالة قادة ونشطاء أحزاب المعارضة في جميع أنحاء البلاد”.
*محفوظ الرحمن زعم في كلمة ألقاها أثناء المسيرة أنّ أمير الجماعة الإسلامية يتعرض للتعذيب في السجن، مطالباً بالإفراج عنه، واصفاً إياه بالقائد الأعلى للتنظيم الشعبي*
ونظمت مسيرة أخرى في اليوم نفسه، بقيادة فخر الدين مانيك، انطلقت من أمام أحد الفنادق، قبل أن تلتقي بالتجمع الرئيسي في رامبورا بازار. مانيك هدد بإشعال البلاد عبر احتجاجات متواصلة، وقال إنّ الجماعة لا تخشى الاعتقال، وسوف تستمر في حراكها حتى سقوط حكومة عوامي التي وصفها بأنّها غير شرعية.
وفي ماليباغ، نظم الإخوان مسيرة احتجاجية، بقيادة عضو مجلس العمل في شمال دكا، أتور رحمن سركار، وأعضاء مجلس الشورى المركزي: قطب الدين، وأبو عكاش، وزلور الرحمن، ويوسف علي الملا، ورئيس شعبة شمال دكا، ذاكر حسين.
تهديدات مباشرة
بعد ظهر يوم السبت الماضي، نظمت الجماعة الإسلامية في جنوب دكا مسيرة احتجاجية، قادها القيادي الإخواني هلال الدين، من أمام محطة سكة حديد كمالابور بالعاصمة، وانتهت بمظاهرة احتجاجية طافت بالطرق الرئيسية بالعاصمة.
هلال الدين قال في خطبة تحريضية، إنّ الجماعة لعبت دائماً دوراً مسموعاً في ترسيخ حقوق الشعب، ضدّ كل قوى الشر، وأنّها دائماً ما تقدم المساعدات الإنسانية للمساعدة في كل الكوارث التي تمر بها البلاد، “ومع ذلك. فإنّ حكومة عوامي التي تتولى السلطة، من خلال سرقة أصوات الناخبين، أقدمت على اعتقال شفيق الرحمن وحبسه على ذمة التحقيق لمدة 7 أيام”، بحسب قوله.
*بعد ظهر يوم السبت الماضي، نظمت الجماعة الإسلامية في جنوب دكا مسيرة احتجاجية، قادها القيادي الإخواني هلال الدين، من أمام محطة سكة حديد كمالابور بالعاصمة*
وحذر هلال الدين الحكومة في لهجة تصعيدية قائلاً: “نريد أن نحذر الحكام، لابد من إلغاء قضية شفيق الرحمن والإفراج عنه فوراً، وإلّا فلن يبقى الناس في المنازل بعد الآن، وسوف نرد على كل طغيان بالشكل المناسب”.
كعادتها، شهدت تظاهرات الجماعة الإسلامية أحداث عنف، اضطرت معها قوات الشرطة البنغالية إلى التعامل بحسم. وعليه، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال سبعة من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية في مدينة نلفماري الشمالية، من بينهم نائب أمير الجماعة الإسلامية للمدينة، الدكتور خير الأنام، وذلك إثر عملية مداهمات ليلية لمنازل منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية في المدينة.
الجماعة الإسلامية ترفع راية التحدي
القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، أصدر يوم الجمعة الموافق 23 كانون الأول (ديسمبر) الجاري بياناً، أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال نشطاء الجماعة الإسلامية في نلفماري الشمالية. وزعم أنّ عملية الاعتقال جرت بطريقة غير شرعية وغير قانونية. مضيفاً: “اعتقالهم بهذه الطريقة، وبدون مذكرة توقيف غير دستوري وغير إنساني، وما هي إلا دليل واضح على الطبيعة الفاشية والمستبدة للحكومة الحالية، التي ضربت بكل المبادئ والقيم الديمقراطية عرض الحائط”.
*كعادتها، شهدت تظاهرات الجماعة الإسلامية أحداث عنف، اضطرت معها قوات الشرطة البنغالية إلى التعامل بحسم*
من جهته، أصدر الأمين العام المساعد للجماعة الإسلامية، المحامي حميد الرحمن آزاد، يوم السبت الموافق 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بياناً أدان فيه الدعوى القضائية التي رفعتها الحكومة ضدّ عدد من القادة المركزيين للجماعة الإسلامية، في مركز شرطة جولشان بالعاصمة دكا. مضيفاً: “هذه الدعوى القضائية، ما هي إلّا وسيلة ضغط تمارسه الحكومة على القياديين؛ لتخويفهم عشية الدعوة التي وجهتها الأحزاب المعارضة للشعب للنزول في الميدان”.
القائم بأعمال الأمين العام، أبو طاهر معصوم، قال إنّ العاصمة دكا سوف تشهد في الثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) الجاري تظاهرات حاشدة، من أجل إسقاط حكومة عوامي، وحذر الشرطة في بيان أصدره يوم السبت 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، من مواجهة المتظاهرين، متهماً إياها باستخدام الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع؛ لتفريق المتظاهرين السلميين، وهو ما أدى، بحسب مزاعمه، إلى إصابة 30 ناشطاً بجروح، واعتقال عشرات آخرين، مشيراً إلى أنّ الجماعة الإسلامية مصممة على “تشكيل حكومة تصريف أعمال؛ بهدف إجراء انتخابات حرة ونزيهة”.
الشيخ معصوم هنأ الشعب البنغلاديشي على نجاح البرنامج الشعبي المعلن، متمنياً النجاح في البرامج المقبلة، في إصرار على مواصلة أعمال التصعيد، وتحدي إجراءات الحكومة لمواجهة الإرهاب. مدعياً أنّ “الشعب البنغلاديشي استجاب بعفوية للدعوات التي أطلقتها الجماعة الإسلامية؛ لتسيير مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء البلاد، كجزء من تنفيذ المطالب العشر للأحزاب المعارضة”.
المصدر حفريات