كريتر نت – متابعات
شهد العام 2022 متغيرات متسارعة في المحافظات الجنوبية التي بعد أن تحررت من سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، خضعت بعض من مناطقها لحكم ميليشيا الإخوان المنضوية في إطار الحكومة الشرعية.
وتسارعت الأحداث بالتزامن مع قرار الإطاحة بمحافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو، أواخر ديسمبر 2021 وتعيين الشيخ، عوض محمد بن الوزير، سلطان العوالق بديلاً عنه عقب انتفاضة قبلية على خلفية تسليم مديريات بيحان لميليشيا الحوثي دون قتال.
تعيين ابن الوزير كان البداية لانحسار النفوذ الإخواني في شبوة بعد ثلاث سنوات من التغلغل والتمدد الذي وصل إلى حد أجزاء واسعة من محافظة أبين ممثلة بتمركز قوات بن معيلي في مديرية شقرة شرق أبين.
وكانت البداية مع وصول قوات من ألوية العمالقة الجنوبية إلى شبوة في يناير 2022 لتولي عمليات تحرير بيحان من الميليشيات الحوثية، وهي المهمة التي استطاعت إنجازها خلال عشرة أيام على الرغم من العراقيل التي وضعتها بقايا ميليشيا الإخوان من قوات الأمن الخاصة ومحور عتق.
وعلى ما يبدو أن الإصلاحات والمعالجات التي بدأها المحافظ ابن الوزير لم ترق لبقايا ميليشيا الإخوان التي سارعت لافتعال المشكلات وإثارة الاقتتال مع القوى الأمنية والعسكرية ممثلة بقوات دفاع شبوة التي جاءت بديلة عن قوات النخبة وألوية العمالقة الجنوبية المكلفة بتأمين حدود المحافظة من أي اختراقات حوثية.
وتعامل المحافظ ابن الوزير بحكمة مع كل تجاوزات الإخوان والمشكلات التي أثاروها بدعم وإسناد من مدينة مأرب، حتى أغسطس الماضي حين أعلنت قوات الأمن الخاصة بقيادة عبدربه لعكب الشريف التمرد رسمياً على قرارات السلطة المحلية ومجلس القيادة الرئاسي التي قضت بإقالته من منصبه وهاجم عاصمة المحافظة عتق بدعم من ميليشيا الإخوان في مارب وبعض الألوية العسكرية الإخوانية المتواجدة.
وشارك في هذا التمرد حسبما ذكر المحافظ ابن الوزير إلى جانب قوات الأمن الخاصة، اللواء 21 ميكا وشرطة الدوريات وأمن الطرق واللواء الثاني جبلي ولواء حماية المنشآت واللواء الثاني مشاة بحري واللواء 163، إضافة إلى قوات التدخل السريع في محور عتق التي قتل قائدها أحمد لشقم في المواجهة بينه وبين قوات العمالقة التي تسببت في إشعال شرارة المواجهات.
واستطاعت قوات العمالقة ودفاع شبوة خلال ساعات إخماد هذا التمرد والتصدي لهجمات الميليشيات الإخوانية القادمة من اتجاه مأرب، قبل أن يصدر المحافظ ابن الوزير عفواً على الجنود والأفراد المشاركين في التمرد ويدعوهم للعودة إلى عملهم ضمن القوات الأمنية والعسكرية بالمحافظة.
بالتزامن أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، بتأييد من مجلس القيادة الرئاسي، عملية عسكرية أطلق عليها “سهام الشرق” لتطهير أبين من الجماعات الإرهابية الأمر الذي أجبر ميليشيا الإخوان المتمركزة في شقرة على الانسحاب نحو مأرب ليتم إعلان أبين محافظة محررة بشكل كامل من الوجود الإخواني.
وفي شبوة تم إطلاق عملية عسكرية لاستكمال تطهير المحافظة من التنظيمات المتطرفة، ونجحت العملية في إنهاء الوجود الإخواني بشكل كامل من شبوة وامتدت العملية لتشمل تأمين الطريق الدولي قبل أن تتوقف على حدود منفذ الوديعة ومناطق تمركز المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة الإخوان.
ومع انتهاء العام 2022، انحسر النفوذ الإخواني الذي كان يغطي مساحات واسعة من المحافظات الجنوبية، ليتم حصره فقط في وادي حضرموت الذي يشهد حراكا شعبيا وقبليا يطالب بإخراج قوات المنطقة الأولى الإخوانية وإرسالها إلى الجبهات لقتال الميليشيات الحوثية.
المصدر نيوزيمن