كريتر نت – متابعات
كثف تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، من هجماته الغادرة ضد القوات الجنوبية والوحدات الأمنية والعسكرية المشتركة المشاركة في الحرب ضد الإرهاب بمحافظة أبين، جنوبي البلاد.
وتمكنت فرق نزع المتفجرات التابعة للقوات الجنوبية من تكفيك العديد من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها عناصر التنظيمات الإرهابية في أنحاء متفرقة من وادي عومران ومحيطه.
وأكَّد مسؤول فريق نزع المتفجرات في اللواء الرابع مشاة العقيد ركن محسن مزاحم، أن الفريق الهندسي المتخصص يواصل عمليات المسح والتفكيك للألغام والعبوات من قبل عناصر الإرهاب في أنحاء وادي عومران والتي زرعت بطرق مموهة لاستهداف القوات المسلحة الجنوبية وإيقاف عمليات التمشيط في بقية المناطق الجبلية النائية التي فرت إليها تلك العناصر الإجرامية.
وأشار العقيد مزاحم إلى أن القوات الجنوبية تواصل جهودها الحثيثة في سبيل تطهير تلك المناطق والتي زرعتها التنظيمات الإرهابية بالآلاف من الألغام والعبوات فيما تستمر بعض الخلايا النائمة بعمليات زرع المتفجرات بأسلوبها الغادر التي تعتاد عليه لاستهداف أبطالنا.
وخلال شهر ديسمبر 2022، صعّد تنظيم القاعدة من هجماته على القوات في مديريتي المحفد ومودية، وتحديداً في واديي خياله وعومران. حيث نفذ التنظيم نحو 10 عمليات إرهابية استهدفت جميعها تحركات لمركبات عسكرية وأمنية، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل وإصابة أكثر من 30 جندياً بينهم ضباط.
ومع تمكن القوات الأمنية والعسكرية المشتركة في أبين، من تطهير مركز مديريتي مودية والمحفد، خلال عملية “سهام الشرق” التي أطلقت في أغسطس 2022.. أعلن تنظيم القاعدة عن حرب طويلة الأمد عبر تنفيذ هجمات عشوائية بعبوات ناسفة ضد القوات المشاركة في العملية. وأطلق على تلك الحرب بـ”حرب المفخخات”.
وتركزت معظم الهجمات الإرهابية داخل واديي خيالة وعومران، اللذين يعدان أهم معاقل تنظيم القاعدة في محافظة أبين والجنوب. رغم تطهير الواديين من تواجد العناصر الإرهابية إلا أن هجمات العبوات الناسفة لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
إسناد حوثي ودعم إخواني
العبوات الناسفة والألغام التي عُثر عليها في وادي عومران، كشفت حقيقة الإسناد الكبير الذي تحظى به عناصر القاعدة من قبل ميليشيا الحوثي -ذراع إيران. الأجسام المتفجرة المموهة التي جرى تفكيكها تطابق بشكل كبير العبوات التي تزرعها المليشيات الحوثية في جبهات القتال لاستهداف قوات الجيش في عدة محافظات يمنية.
أوضح مسؤول فريق نزع المتفجرات في اللواء الرابع مشاة العقيد ركن محسن مزاحم، أن فرق نزع المتفجرات تمكن من تفكيك عبوات ناسفة مموهة تشبه الأحجار تم زرعها على جوانب الطرقات في أوكار إرهابية تابعة للقاعدة، موضحا أن تلك العبوات تتطابق بشكل كبير جدا مع العبوات التي تزرعها ميليشيات الحوثي في جبهات القتال وداخل المناطق المحررة القريبة من خطوط المواجهات العسكرية.
كما أن العمليات الإرهابية التي تنفذها خلايا القاعدة في أبين تتزامن مع هجمات برية تشنها مليشيا الحوثي على جبهتي ثرة في مكيرس والحلحل في مديرية لودر شمالي أبين. أضف إلى ذلك حملات الدعم الإخوانية التي تطلقها من أجل عرقلة وإفشال الجهود الأمنية والعسكرية التي تقودها القوات الجنوبية من أجل تطهير المحافظات الجنوبية المحررة من بقايا التنظيمات الإرهابية.
وعن أوجه التعاون بين القاعدة والحوثيين، أكدت قيادات عسكرية في القوات الجنوبية أن علاقة التخادم بين التنظيمات الإرهابية والمليشيا الحوثية في اليمن لم تعد خفية وأصبحت واضحة، موضحة أن تحركات القاعدة وهجماته في أبين وشبوة تترافق مع تصعيد جبهات القتال مع الحوثيين، في محاولة واضحة لتخفيف الضغط على العناصر الإرهابية التي تواجه أعنف الحملات الأمنية لدحرها من المحافظتين.
تفعيل الدور الاستخباراتي
وتحول تنظيم القاعدة بعد فشله في الدفاع عن معاقله في أبين، إلى تكتيك العبوات الناسفة التي يقوم بزرعها وتفجيرها خصوصا في المعاقل الرئيسية التي كان يسيطر عليها منذ سنوات. ويهدف هذا التكتيك وفق خبراء عسكريين لمواجهة الإصرار الرسمي والتأييد الشعبي لدحر الإرهاب من المحافظة بعد سيطرته لسنوات.
ويؤكد الخبراء العسكريون والمحللون المتهمون بشؤون التنظيمات الإرهابية على ضرورة تفعيل العمل الاستخباراتي من أجل مؤازرة الحملات العسكرية الحاصلة في أبين وشبوة، مذكرين بنجاح العمل الاستخباراتي ضد القاعدة وداعش في ساحل حضرموت الذي استطاع تأمين مدينة المكلا وباقي المديريات بزمن قياسي.
في تصريح له أكد المحلل العسكري والخبير في شؤون الجماعات المتطرفة وضاح العوبلي، أن الجهد الاستخباراتي يجب أن يوازي الجهد الأمني والعسكري في الحرب القائمة ضد تنظيم القاعدة، موضحا أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على تكتيك الغدر والخيانة وتنفيذ الهجمات المفخخة ضد القوات الأمنيةد وهذا يصعب على القوات المنتشرة رصدها وإحباطها.
وشدد على قيادة القوات الأمنية والعسكرية وبالتنسيق مع السلطات المحلية والقبلية التحرك من أجل تعزيز جهود العمل الاستخباراتي في كافة مناطق محافظة أبين، وعمل غرفة عمليات واحدة لهذا الجهاز حتى تتمكن من التعامل ومواجهة تكتيكات القاعدة.