كريتر نت – متابعات
أثار استخدام زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق مقتدى الصدر، مصطلح الخليج العربي تفاعلا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تحديا لإيران، فيما أشار آخرون إلى أن في ذلك إشارة إلى اعتزاز الصدر بأصله العربي.
ومصطلح الخليج العربي ترفضه إيران التي تقدم على الدوام احتجاجات رسمية بالمحافل الدولية مطالبة استخدام مصطلح “الخليج الفارسي”.
وقال الصدر في بيان ترحيبي بمناسبة استضافة البصرة لبطولة الخليج “بسمه تعالى، ضيوفنا العرب الأكارم، من دول (الخليج العربي) مرحبا بكم”.
وأضاف “أهلا وسهلا بالعرب في عراق الأولياء والصالحين، وأهلاً بكم في بصرتكم الغرّاء، ويا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل”.
وطالب الصدر الجميع بمراعاة ذلك، مشيراً إلى “وجوب تجنّب الصراعات والخلافات والفساد، فذلك مضرّ بسمعة العراق والعراقيين”.
وأضاف “كما ولا بأس بمراعاة الجمهور في حضورهم للمباريات ولا سيما مباريات المنتخب العراقي بأن يكون إما مجانيا أو بأجور رمزية”.
صورة
واٌفتتحت مساء الجمعة، فعاليات بطولة خليجي 25 على ملعب جذع النخلة بمحافظة البصرة بحضور جماهيري ورسمي لقادة البلاد يتقدمهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
واعتبر مغردون إيرانيون أن استخدام الزعيم الشيعي مصطلح “الخليج العربي” يعدّ رسالة تحد مباشرة إلى إيران.
وانبرى مغردون إيرانيون إلى مهاجمة الصدر، مطالبين وزارة الخارجية في طهران بالاعتراض رسميا لدى العراق على هذا المصطلح.
واتهموا الصدر بالعمالة لفرنسا وبريطانيا، إذ قال أحدهم ” لا تريد أن تذهب وتكتب شعارات على حائط السفارة الفرنسية، تعال واجمع هذا الشخص الذي أنفقت عليه ملايين الدولارات”.
وفي المقابل، قال الناشط العراقي يدعى الناصر إن “خطاب الصدر يحمل رسالة شديدة بمحتواها السياسي والذي من خلاله يعتز ويفتخر بانتسابه للخليج العربي ورفضه القاطع بتسميته -كما يدعي الإيرانيون- بالخليج الفارسي.. ليفهم الاخر اسباب تنحيك عن المشهد السياسي”.
وتصر إيران على أن الخليج “فارسي” وليس عربيا، وهو ما أثار نزعة عداء تاريخية مع دول المنطقة.
ويعود الخلاف بين إيران وبعض الدول العربية على تسمية الممر المائي إلى ستينيات القرن العشرين مع بزوغ فكرة الجامعة العربية والقومية العربية، فحينها أصبح اسم الخليج العربي شائع الاستخدام في معظم البلدان العربية.
وتستخدم إيران اسم “الخليج الفارسي” ولا تعترف بمصطلح “الخليج العربي” أو “الخليج” وترى في المصطلح الأخير استخداما محايدا يفضي إلى التنازل عن الاسم التاريخي للممر المائي.
ويرى أغلب العرب حاليا أن اسم “الخليج العربي” تاريخي وقديم، وأنه مبرر لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، في حين تطل إيران على نحو الثلث، وأنه حتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الشمال الشرقي في العديد من مدن إقليم بوشهر.
كما أن العرب يشكلون سكان أهم جزيرتين مسكونتين في الخليج العربي وهما جزيرة البحرين وجزيرة قشم.
والشقاق بين الصدر وإيران بدا واضحا، من خلال مساعيه لتشكيل حكومة “لا شرقية ولا غربية”، الذي يقصد بها “لا إيران ولا أميركا”، بعد الفوز الذي حققته الكتلة الصدرية في الانتخابات التشريعية المبكرة في خريف 2021، قبل أن يقرر سحب نوابه واعتزال العمل السياسي نهائيا عقب إعلان كاظم الحائري، وهو مرجع التقليد لأنصار التيار الصدري، اعتزاله العمل الديني.
ويقول مراقبون إن استقالة الحائري، الذي يعيش في إيران منذ عقود، لم تكن عملا اختياريا، وإنها جاءت بضغوط من المرشد الأعلى علي خامنئي من أجل سحب غطاء المرجعية على تحركات الصدر وأنصاره خاصة بعد أن انتقلوا إلى مرحلة تشبه العصيان المدني لإجبار البرلمان على الاستقالة والدفع نحو انتخابات جديدة، لافتين إلى أن اعتزال الحائري كان الهدف منه إثارة بلبلة داخلية داخل التيار الصدري وتوسيع دائرة الخلافات خاصة أن الصدر لا يقدر على لعب دور المرجعية.