عادل الزريقي
أفراد طائيشون يفتقدون إلى النضوج والرشد وعدم القدرة على تمييز مابين الخطأ والصواب ، وجدوا أنفسهم بين لحظة وأخرى ، وبفعل الصدفة والحظ يقودون أطقم عسكرية بطرق فوضوية ، تهدد حياة المواطن ، وتخالف تعليمات المرور ، وتفحط في شوارع المدن ، و تمشي بإتجاهات السير المعاكسة ، وتقف على الجزر الموجودة في وسط الشوراع فتقتلع أشجار ونباتات الزينة الموجودة فيها ، وتصطدم بكمبات الإنارة وسيارات الآخرين .
ناهيكم إلى السرعة الجنونية التي ينتج عنها حوادث مرورية ، واستفزازات للمواطن الكادح الذي يطحنه الفقر وغلاء المعيشة .
يقال إذا أرادت أي حكومة أن تصنع دولة النظام والقانون ، وأن تضع لها هيبة ومكانة لدى الدول الأخرى ، ولدى المواطن عليها أن تضع كل موظفيها مدنيين وعسكريين قدوة حسنة للآخرين ، وأن تطبق عليهم أولا النظام والقانون ، ثم بعد ذلك ستجد سهولة ويسر في احترامه من قبل الآخرين و تطبيقه عليهم .
يكفي المواطن هذا التسيب من قبل الحكومة ، ويكفيه غلاء كل سبل الحياة ، ويكفيه وسائل الازعاج الأخرى المتعددة الإتجاهات ، وليس ناقصا عليه في ظل هذه الأوضاع عنجهية وإستفزازات أصحاب الأطقم العسكرية التي تدور في الأسواق لا لشيء إلا للإستعراض ولفت أنظار الناس إليها ، والتي تضاعفت أعدادها وبموديلات حديثة عشرات المرات منذ إندلاع الحرب في البلاد ، والتي وصلت إلى أيديهم سواء عبر قادة المليشيات ، أو عبر قادة الوحدات العسكرية الرسمية التي ينتمون إليها بدون وضع أي ضوابط أو تعليمات من هؤلاء القادة تحترم الآداب العامة وتتمسك بتعاليم المرور عند تسليم تلك الأطقم لتلكم الأفراد .
رحم الله أيام زمان حينما كان لا يسمح بخروج الاطقم العسكرية إلا لمهمة عامة تخدم العمل والصالح العام ، وفي أثناء الدوام الرسمي فقط ، أما في آخر الدوام يتم تسليمها لتبقى داخل الوحدة العسكرية إلى حين الحاجة إليها ، أما حاليا فيتم اعتماد لهم بدل وقود وبدل قطع غيار لا لشيء يخدم الوطن ولكن لتنشر الفوضى وتستفز المواطن الغلبان وتجعله غير آمن على نفسه وعلى أفراد أسرته عند الخروج خارج المنزل لقضاء حاجة معينة ، أو حينما يذهبون إلى المدارس والجامعات وحينما يعودون من هذه الأماكن.
فهل حان الأوان للشرعية أن تحسس المواطن بأن هناك حكومة حريصة على مصالحه وعلى أمنه وعلى حياته وعلى تطبيق النظام والقانون حتى في أقل مستوياته .