كريتر نت – متابعات
أعرب موظفون سابقون لدى السفارة الأمريكية عن سخطهم الكبير من الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة معهم أو مع زملائهم المحتجزين لدى ميليشيا الحوثي حتى اليوم.
وتحدثت مجلة “فورين بوليسي” الامريكية مع ستة موظفين سابقين بالسفارة بالإضافة إلى أحد أفراد عائلة أحد الموظفين المحتجزين حاليا لدى الحوثيين.
وقال كل من الموظفين السابقين إنهم عملوا في السفارة لمدة 10 سنوات على الأقل، وغادر بعضهم اليمن فيما بعد. وجميع الموظفين الذين تحدثت إليهم “فورين بوليسي” كانوا يرغبون في التحدث دون الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام.
وكان الحوثيون نادرا ما يسمحون للموظفين المحتجزين التواصل مع عائلاتهم. وتوفي أحد المعتقلين، عبد الحميد العجمي، الربيع الماضي أثناء وجوده في أحد سجون الحوثيين. وقال زملاء سابقون للمجلة إن السبب في ذلك هو أنه لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية الكافية.
ورغم التصريحات الصحفية التي تصدرها واشنطن بين حين وآخر والتي تحث الحوثيين على إطلاق سراح زملائهم، إلا أن موظفي السفارة السابقين قلقون من أن الولايات المتحدة لم تفعل شيئا يذكر بعد فوات الأوان.
وقال دبلوماسي أمريكي رفيع تحدث مع مجلة “فورين بولسي” عبر الهاتف إن من بين الأولويات الرئيسة للولايات المتحدة في اليمن إنهاء الصراع والإفراج عن موظفي السفارة المحتجزين. مضيفا: “لسوء الحظ، لم يُظهر الحوثيون أي انفتاح والافراج عنهم”.
غير أن جميع موظفي السفارة السابقين الذين تحدثوا إلى المجلة، أعربوا عن سخطهم من الطريقة التي تعاملت بها واشنطن معهم أو مع زملائهم خلال موقف متقلب بعد سنوات من الخدمة.
وفي عام 2015 انتقلت السفارة الأمريكية في صنعاء إلى السعودية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وكان هناك إحباط بين الموظفين الذين بقوا في اليمن بشأن مدى صعوبة الحصول على تأشيرة أمريكية، وتأخر مدفوعات إنهاء الخدمة، وحتى تحذيرات من الأمريكيين بأنهم إذا غادروا اليمن، فسوف يفقدون وظائفهم.
وقال موظف سابق آخر عمل بالسفارة في صنعاء “كما تعلم، كنا نعمل في السفارة منذ فترة طويلة، اعتقدنا أننا سنحصل على مزايا أفضل (..) كان الموظف يأمل في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة أو في حالة فشل ذلك، الحصول على وظيفة خارج اليمن بعد العمل لدى الحكومة الأمريكية في بلد ينطوي فيه هذا الارتباط على مخاطر كامنة.
واعتقل الحوثيون الأمريكيين في الأشهر الأولى من استيلائهم على السلطة وكذلك اليمنيين الذين يُنظر إليهم على أنهم ينتقدون سلطتهم. وفي عام 2017، احتجز الحوثيون الموظف السابق هشام العميسي لمدة خمسة أشهر.
وفي نفس الوقت تقريبا، اعتقل الحوثيون موظفا بالسفارة يُدعى أسامة العنسي واحتجز لبضعة أشهر. وفي أوائل مايو 2018، احتجز الحوثيون موظفا آخر بالسفارة، وهو رامي الحاج، وأُطلق سراحه بعد عدة أشهر في عملية تبادل أسرى توسطت بها عُمان، على حد قول زميل عمل سابق، على الرغم من عدم تأكيد تبادل الأسرى هذا من قبل وزارة الخارجية، بالإضافة إلى اتهام الحوثيين بالتعذيب داخل سجونهم.
وقال موظف ثالث سابق إنه كان يعمل لدى واشنطن من صنعاء حتى وقت قريب: “كان علينا أن نتوارى عن الأنظار، حتى مع أقاربنا”.
بعد إلقاء القبض على رامي الحاج، بدأ بعض موظفي السفارة يفكرون في مغادرة صنعاء بجدية أكبر وتساءلوا عما إذا كان بإمكانهم العمل عن بعد خارج اليمن لأن السفارة قبل كل شيء كانت من الناحية الفنية في السعودية.
ومع ذلك نصت رسالة ارسلت بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين اليمنيين المحليين من وحدة شؤون اليمن في السعودية في 28 مايو 2018 بوضوح على “أنه إذا حاول اليمنيون العمل عن بُعد من خارج اليمن، فيمكنهم توقع فقدان وظائفهم”.
وجاء في الرسالة ان على الموظفين المحليين الذين يختارون مغادرة اليمن، سيتم فصلهم من العمل بالسفارة”.
وتحدثت “فورين بوليسي” مع الموظفين الذين واصلوا العمل لدى حكومة واشنطن من صنعاء بعد هذا التوجيه، وقالوا إنهم فعلوا ذلك لأنهم كانوا بحاجة إلى الوظيفة، وكان هناك احتمال ضئيل للتوظيف في مكان آخر.
وبحسب المجلة، ساعدت الخارجية الامريكية عددا صغيرا من اليمنيين الذين ما زالوا يعملون في السفارة من صنعاء على الانتقال إلى مصر بعد اعتقالات الحوثيين في عام 2021، لكن لم يتلق جميع الموظفين المحليين الحاليين والسابقين هذه المساعدة.
وعلى عكس نظرائهم الأفغان الذين يمكنهم التقدم للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة بعد عام واحد من التوظيف في الحكومة الأمريكية، لا يمكن لليمنيين التقدم بطلب للحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة إلا إذا عملوا لدى الولايات المتحدة لأكثر من 15 عاما، وفقا لموظفين سابقين ومذكرة داخلية لوزارة الخارجية حصلت عليها “فورين بوليسي”.
وقال موظف عالق في صنعاء: “لقد استغربنا من طريقة تعاملهم مع الصراعات في أوكرانيا وأفغانستان ولم يتم تقديم أي دعم لنا (…) ليس لديك أي فكرة عن مدى صعوبة الحصول على وظيفة عندما تقول إنك عملت لدى سفارة امريكا”.
وقالت ميساء شجاع الدين، المحللة اليمنية والباحثة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، “إن الحوثيين يستخدمون معتقلين بارزين – كموظفي السفارة السابقين – كورقة مساومة لاستخدامها في أي صفقة مع المجتمع الدولي”.
واضافت: “عندما يتعلق الأمر بالنفوذ، سأقول إن الحوثيين ما زالوا يبحثون عن طرق يمكنهم من خلالها التفاوض مع المجتمع الدولي لتحقيق أهداف معينة، ويعتقدون أن الأمريكيين هم المفتاح في هذه القضية”.
وتابعت “لكن في نهاية المطاف المعتقلون يمنيون ولن يستخدم الأمريكيون كل نفوذهم للضغط بسبب المواطنين اليمنيين، حتى لو عملوا في السفارة”.