كريتر نت .. صحف
تصدرت جهود الإغاثة “المتعثرة” في تركيا وسوريا جراء الزلزال المدمر، عناوين معظم الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، وسط مخاوف من تجاوز حصيلة القتلى 20 ألفاً، ونزوح مئات الآلاف؛ ما قد ينتج عنه أزمة إنسانية طويلة الأمد.
وفي واشنطن، كشفت الصحف النقاب عن نقاش محتدم بالكونغرس بعد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تعاني من “نقص” في الصواريخ العابرة للقارات لصالح بكين؛ ما أثار مخاوف المشرعين من “الطموح الصيني” والتنافس فيما بينهما.
وعن الحرب الأوكرانية، تحدثت الصحف عن هجمات روسية مكثفة عبر خمس جبهات مختلفة شرق وجنوب البلاد، وذلك في محاولة لتحقيق مكاسب بعد أشهر من “الانتكاسات”، وقبل تسلم كييف أسلحة غربية جديدة.
زلزال تركيا وسوريا.. “غضب الأرض” يقوّض حسابات السياسة
تدفق المساعدات الحيوية من تركيا إلى شمال غرب سوريا قد توقف مؤقتًا صباح أمس نتيجة الأضرار التي لحقت بالطرق وقضايا لوجستية أخرى
متحدث أممي حصيلة متصاعدة
سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على آخر تطورات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين، وتداعياته على المنطقة، وقالت إن الأزمة ما زالت متفاقمة مع تعثر جهود الإنقاذ؛ ما أسفر عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 8 آلاف قتيل، وعشرات آلاف المصابين.
وذكرت الصحيفة أن الهزات الارتدادية ودرجات الحرارة المتجمدة والطرق المتضررة عرقلت جهود الإنقاذ بشكل كبير؛ ما أدى بدوره إلى سوء معالجة حالة الطوارئ الإنسانية الهائلة التي تعيشها تركيا وسوريا جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر.
وقال وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، إن أكثر من 5900 شخص لقوا حتفهم وأصيب نحو 32 ألفا، بينما ارتفع عدد القتلى في سوريا إلى 1712 قتيلاً و3700 مصاب.
وأضافت الصحيفة أن عدد الأشخاص المحاصرين لا يزال غير معروف في البلدين، حيث أُحبطت الجهود المبذولة للعثور على ناجين بسبب الظروف القاسية. كما أدى ضعف اتصالات الإنترنت وتدمير الطرق بين بعض أكثر المدن تضررًا في جنوب تركيا، والتي يقطنها ملايين الأشخاص، إلى إعاقة فرق الإنقاذ.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا)، إن تدفق المساعدات الحيوية من تركيا إلى شمال غرب سوريا توقف مؤقتًا صباح أمس نتيجة الأضرار التي لحقت بالطرق وقضايا لوجستية أخرى.
وقال المصدر للصحيفة إن الجهود المبذولة للوصول إلى المتضررين في جميع أنحاء جنوب تركيا قد أعيقت بشدة بسبب الطقس البارد والظروف الجليدية، فضلاً عن الحجم الهائل للمناطق المتضررة. وحذر من أن المحاصرين تحت الأنقاض في كلا البلدين معرضون لخطر متزايد مع مرور كل ساعة.
ووفقاً للمصدر، عبّر العديد من الأتراك عن غضبهم عبر الإنترنت بشأن ما قالوا إنه “استجابة طارئة مهملة” في مقاطعة هاتاي الواقعة في أقصى الجنوب، إذ اشتكى الكثير من فشل جهود الإنقاذ في الوصول إلى المنطقة.
ودمر الزلزال العديد من المباني الحكومية في المقاطعة، بما في ذلك الفرع المحلي لإدارة الكوارث والطوارئ.
وتحت عنوان ” اليأس.. وبصيص من الأمل”، ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن فرق الإنقاذ باتت في “سباق مع الزمن” للعثور على ناجين في تركيا وسوريا، وسط مخاوف من أن يصل عدد الضحايا إلى 20 ألف قتيل.
وقالت إن فرق البحث من جميع أنحاء العالم تواجه تحديات صعبة بسبب ظروف الطقس القاسية، ما يعني أن عددًا من المناطق قد تُركت حتى الآن دون مساعدة.
ونقلت الصحيفة عن كاثرين سمولوود، كبيرة مسؤولي الطوارئ في أوروبا بمنظمة الصحة العالمية، قولها إن عدد القتلى مرشح للارتفاع “بشكل كبير” خلال الأيام المقبلة.
وحذرت أن الحصيلة قد ترتفع أيضاً بسبب ظروف الطقس القاسية بالنسبة لأولئك الذين تركوا بلا مأوى في كلا البلدين.
ودعت المسؤولة الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، إلى تنحية الخلافات الدبلوماسية جانباً مع الرئيس السوري، بشار الأسد، والعمل بدلاً من ذلك على إرسال المساعدات اللازمة إلى سوريا التي تعاني من تآكل البنية التحتية بعد 12 عاماً من الحرب الأهلية.
وسلطت الصحيفة البريطانية الضوء بشكل خاص على صعوبة عمليات الإنقاذ في سوريا، موضحة أن المنطقة التي شهدت أشد الهزات الأرضية تمتد على مساحة مئات الأميال المربعة، قائلة إنها لا تشمل البلدات والمدن المأهولة بالسكان فحسب، بل تشمل أيضًا الأجزاء التي مزقتها الحرب والمعزولة من شمال سوريا التي دمرتها الحرب.
خبير سعودي: تبعات زلزال تركيا قد يتأثر بها الساحل الغربي للمملكة
القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى التي وضعتها معاهدة “ستارت الجديدة” بين الولايات المتحدة وروسيا، تمنع واشنطن من بناء ترسانتها لردع موسكو وبكين
نقاش حاد في الكونغرس
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية النقاب عن قضية ملحة شهدت نقاشاً محتدماً داخل أروقة الكونغرس، وذلك في أعقاب تقرير قدمته وزارة الدفاع خلُص إلى أن الصين تمتلك ترسانة صواريخ بالستية أكبر من الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير اطلعت عليه الصحيفة، أخطر الجيش الأمريكي الكونغرس بأن الصين لديها الآن قاذفات صواريخ أرضية عابرة للقارات أكثر من الولايات المتحدة؛ ما أدى إلى تأجيج الجدل حول الكيفية التي يجب أن ترد بها واشنطن على الحشد النووي لبكين.
وقالت الصحيفة إن التقرير – الذي أرسله قائد القيادة الإستراتيجية الأمريكية التي تشرف على القوات النووية إلى لجنتي القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ومجلس النواب – خلُص إلى “أن عدد قاذفات الصواريخ الأرضية الثابتة والمتحركة في بكين يتجاوز عدد قاذفات الصواريخ البالستية العابرة للقارات في واشنطن”.
وأشارت “الجورنال” إلى أن التقرير يأتي في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة التحدي المتمثل في ردع القوى النووية الكبيرة لروسيا وكذلك الترسانة النووية الصينية المتنامية.
وأضافت أن الإخطار يتزامن أيضاً مع نقاش محتدم في الكونغرس حول أفضل السبل لمواجهة بكين، بما في ذلك رد “البنتاغون” على “منطاد التجسس” المزعوم الذي اخترق المجال الجوي الأمريكي لأيام.
وقالت الصحيفة إن المشرعين بالكونغرس، وخاصة الجمهوريين، أعربوا عن مخاوفهم أمس إزاء قاذفات الصواريخ البالستية العابرة للقارات “باعتبارها نذيرًا لحجم طموحات الصين طويلة المدى، إذ تسعى واشنطن إلى توسيع قواتها النووية لمواجهة القوات الروسية والصينية.”
ونقلت الصحيفة عن النائب الجمهوري مايك روجرز، الذي يترأس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، قوله إن الصين تقترب “بسرعة من التكافؤ مع الولايات المتحدة”، محذراً بقوله: “لن نسمح أبداً بحدوث ذلك.. حان الوقت الآن لتعديل وضع قوتنا وزيادة القدرات لمواجهة هذا التهديد.”
وأوضح روجرز أن القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى التي وضعتها معاهدة “ستارت” الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، تمنع واشنطن من بناء ترسانتها لردع موسكو وبكين. ومن المقرر أن تنتهي المعاهدة – التي لم تشمل الصين – في 2026.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن مؤيدي الحد من التسلح يجادلون بأنه بدلاً من محاولة تجاوز القوات النووية الصينية والروسية، فإن واشنطن “ستكسب المزيد من خلال محاولة الحفاظ على حدود المعاهدة مع موسكو ومحاولة جذب بكين إلى مناقشة الحد من الأسلحة النووية في المستقبل.”
وفي مقابلة مع الصحيفة، صرحت روز جوتيمولر من جامعة “ستانفورد”، والتي تفاوضت بشأن المعاهدة التاريخية بين واشنطن وموسكو: “من مصلحتنا الوطنية إبقاء الروس تحت حدود معاهدة ستارت. نحن بحاجة إلى استكمال تحديثنا النووي وفقًا للخطة، وليس تكديس المتطلبات الجديدة.”
روسيا تتهم سفارة أمريكا بنشر “أنباء كاذبة” وتهدد بطرد دبلوماسييها
شكك تقرير أصدرته وزارة الدفاع البريطانية في احتمالات شن هجوم روسي متجدد خلال أيام تزامناً مع الذكرى الأولى للغزو
ضغط روسي مستمر
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن القوات الروسية لا تزال تكثف من ضغطها على بضع جبهات في أوكرانيا، حيث شنت بضع هجمات في شرق البلاد، في محاولة لتحقيق اختراق في ساحة المعركة قبل تسلم كييف أسلحة غربية جديدة.
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي تحقق فيه روسيا “مكاسب بطيئة ودموية” في مسعى متجدد للاستيلاء على المزيد من شرق أوكرانيا بعد عدد من الانتكاسات “المذلة” العام الماضي، فإنها تضخ المزيد من المجندين والإمدادات العسكرية في ساحات المعركة دون وضوح ما إذا كانت قادرة على حشد ما يكفي من القوات لمواصلة هجوم طويل الأمد.
في المقابل، شكك تقرير أصدرته وزارة الدفاع البريطانية في احتمالات شن هجوم روسي متجدد خلال أيام تزامناً مع الذكرى الأولى للغزو، مشيراً إلى أن الافتقار إلى الذخائر والوحدات المتنقلة اللازمة سيعوق أي “هجوم كبير”.
ونقلت الصحيفة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية تأكيدها أن روسيا تعيد تجميع صفوفها وتشن هجمات مكثفة على خمس جبهات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وذلك تمهيداً لهجوم أوسع تتوقعه كييف وحلفاؤها الغربيون.
وقالت الجهة الأوكرانية إن الروس “يركزون جهودهم الرئيسة على القيام بأعمال هجومية على جبهات كوبيانسك وليمان وباخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا”، بينما أعلنت موسكو أمس أن قواتها تنفذ عمليات قتالية عبر جبهتي كوبيانسك وليمان، ومنطقة دونيتسك بأكملها، ومنطقتي زابوريجيا وخيرسون بالجنوب.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية تعرضت لضغوط في الأسابيع الأخيرة، حيث تنازلت عن أراض وبضع قرى حول مدينة باخموت المحاصرة بمنطقة دونيتسك الشرقية، التي تحاول القوات الروسية تطويقها بعد أشهر من الهجمات الفاشلة.
وأوردت الصحيفة، في تقرير لها، أن “المعارك الطاحنة” حول “باخموت” ما زالت مستمرة، حيث تواجه أوكرانيا تحديا صعبا في صد هجمات روسية برية “بلا هوادة” للاستيلاء على المدينة.
ونقلت عن دينيس ياروسلافسكي، قائد القوات المسلحة الأوكرانية، قوله إن الوضع في باخموت “صعب للغاية، حيث تتعرض المدينة بشكل مستمر لنيران العدو”.
في غضون ذلك، حذّر مسؤول أوكراني كبير من أن سقوط العاصمة، كييف، لا يزال يمثل أهمية بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، إن بوتين ما زال يضع عينه على المدينة.
وفي مقابلة مع صحيفة “التايمز” البريطانية، أضاف كليتشكو: “كانت كييف ولا تزال الهدف الحقيقي للروس. لقد قال بوتين بضع مرات إن أوكرانيا لا وجود لها كدولة، إنها مجرد جزء من روسيا. ولهذا السبب يحتاج أوكرانيا بأكملها. وهذا يعني أن العاصمة كييف كانت ولا تزال هدفه.”
وتابع: “بالتأكيد نحن أفضل استعدادًا مما كنا عليه قبل أشهر، وبالتأكيد أفضل مما كنا عليه قبل عام، لكن بوتين يريد إبادة جماعية حقيقية.. الهدف الرئيس له هو وضع أوكرانيا بأكملها في كساد، حتى نترك البلاد فارغة من أجله. إنه يحتاج أوكرانيا، لكنه لا يحتاج إلينا نحن الأوكرانيين.”