كريتر نت – متابعات
قال مراقبون سياسيون إن الحل يقرره الشعب، وأي عمليات سلام تتجاهل إشراك الأطراف الرئيسة جنوباً وشمالاً، خاصة القوات والكيانات الجنوبية التي أثبتت كسرها لإرهاب الحوثي، وقوى الرفض الشمالية التي حرمت الحوثي من صفة تمثيل الشعب، ستؤدي إلى حرب ونزاعات جديدة، مطالبين بالسلام العادل الذي لا ينصاع ولا يسلم البلاد إلى مليشيا، عبر هاشتاج #الحل_باليمن_يقرره_الشعب.
جاء ذلك انطلاقاً من الكلمات الأولى في ميثاق الأمم المتحدة “إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب”، بعد فشل كل مبعوثيها بتحقيق السلام حتى اللحظة..
تؤكد مواثيق ومعاهدات وقوانين المجتمع الدولي، أن بناء السلام يتحقّق بشكل تعاوني، على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية. ويلعب الأفراد والمجتمعات دوراً في بناء السلام. وللحفاظ على التغيير الإيجابي، يجب أن يشارك كل شخص متأثِّر بنزاع عنيف في عملية بناء السلام.
سلام إيجابي أو الحسم العسكري
وطالب يمنيون بالسلام الإيجابي أو حسم الحرب باليمن عسكرياً وتفعيل الجبهات والإطاحة بالمليشيات، مُذكّرين بأن القوات المسلحة الجنوبية أثبتت بأنها الحليف الآمن والصادق للتحالف وقهرت إرهاب ذراع إيران في عدة مناطق منها مناطق في محافظة الحديدة، وكسر شوكة الحوثي في شبوة وغيرها.
فيما مفهوم السلام الإيجابي شامل لمعانٍ أكثر من مجرد غياب العنف والانتهاكات والهدن المزمنة، وذلك عندما يعيش الجميع في أمان، دون خوف أو تهديد بالعنف، ولا يسمح القانون أو الممارسة بأي شكل من أشكال العنف. ويكون الجميع سواسية أمام القانون، وتكون أنظمة العدالة موثوقة، وتحمي القوانين العادلة والفعالة حقوق الناس. ويكون كل فرد قادراً على المشاركة في صياغة القرارات السياسية وتكون الحكومة مسؤولة أمام الشعب.
ويتمتع كل فرد بإمكانية الوصول العادل والمتساوي إلى الاحتياجات الأساسية التي تضمن رفاهه – مثل الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والتعليم والرعاية الصحية وبيئة معيشية لائقة. ويتمتع كل فرد بفرص متساوية في العمل وكسب الرزق، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو أي جانب آخر من جوانب الهوية.
هدنات وهمية
كل ذلك وأكثر لم يُذكر له أي أثر من مفاوضات السلام الفائتة والهدنات الثلاث التي استمر الحوثي بخرقها واستهدف المدنيين وتعنت عن فتح الطرقات المتسبب الرئيس في موت العشرات، خلاف الإعاقات التي تصدرت تقارير ضحايا قذائف وألغام الحوثي التي ستصبح كارثة إنسانية على مدى السنوات القادمة.
الشاهد من واقع الحرب في اليمن أن المجتمع الدولي يدير الصراع في اليمن بحكم وقوعه تحت البند السابع، إلا أن المجتمع الأممي والدولي لم يقم بأي حلول أو إصلاحات، سوى إقامة اتفاقيات وهُدن تحت اسم مفهوم السلام للتقليل من إراقة الدماء رغم كل الانتهاكات التي تقوم بها ذراع إيران بحق المدنيين.
آراء سياسية
ورأى الناشط الحقوقي زيد بن نافع، أن أي حلول ترقيعية دولية مهما كان قيمة المتفقين عليها، إذا لم تكن الأطراف المؤثرة في اليمن حاضرة فهي حلول فاشلة وتؤسس لصراعات جديدة.
من جانبه قدّر الصحفي ياسر اليافعي، جهود السلام وقال: “إن الكل يريد السلام، فالناس تعبت من الحروب والصراعات، ولكن نحن مع السلام العادل لا تسليم البلاد والعباد لجماعة عنصرية، بالمختصر سلام يتجاهل الأطراف الرئيسية في الجنوب والشمال يؤسس لحرب جديدة”.
وذكّر اليافعي بانتصارات القوات الجنوبية المسلحة ضد مليشيا الحوثي، التي ما زالت تنتصر على الإرهاب، مشيراً بأنها صاحبة الكلمة في أي سلام قادم، وأي تجاهل لها يعني تجاهلا لقضية شعب بالكامل وتأسيسا لمرحلة جديدة من الحروب والصراعات.
وأضاف: “في الشمال أيضاً هناك قوات مسلحة ونخبة عريضة ترفض الاستسلام للحوثي، وهي على استعداد للصمود في وجه الحوثي، ومن غير المنطقي تجاهل هذه القوات والكيانات والمؤسسات، وأي تجاهل لها يعني ضياع الشمال إلى الأبد في يد عصابة إيرانية”.