بقلم: محمد عسكر
الأكيد ان فبراير ثورة بيضاء غير مكتملة سعت بوسائل سلمية للتغيير وتبديل حياة الشعب نحو للأفضل، وأهم نتائجها مؤتمر الحوار الوطني ومسودة دستور جديد للمستقبل….ثم تم الانقلاب على كل ذلك.
لم يبقى منها سوى حلم لدى الشباب الأحرار ، ويافطة يرفعها انتهازي من وراء البحار، في كل ذكرى، بعد أن جنوا المكاسب ورحلوا ، وتركوا الشعب على أرضه يصطلي بويلات الجحيم، ثم يظهرون من خلف البحار للتمثيل وللتعبير عن معاناة لم يعيشونها وشعب لم يعانوا معه، آلآما لم يحترقوا بها وفقر وخوف لم يألفوه،، ألا فليصمتوا صمت القبور أخرج وأشرف لهم وليتركوا الناس و معاناتهم هم الأجدر عن التعبير عنها.
مآلات فبراير في ضوء ماحدث ويحدث
فللأسف بات واضحاً ان الوسائل السلمية للتغيير، سقطت مع أول دانة انقلاب، وأصبح العنف هو عنوان المرحلة القادمة، بعد ان سُدت المنافذ الديمقراطية والوسائل السلمية لإحداث اي تغيير يحقق العدالة الاجتماعية.
فعوضاً عن المظاهرات ستكون المليشيات، وبدلاً عن القلم بيد الشباب تحول الكلاشنكوف جليسهم، وبعيدا عن الثقافة والعلم للقادة سيتسيد الجهل ويضرب أطنابه، على كل مناحي الحياة، وتسقط الدولة وشرعيتها تماماً وحينها سيخرج التوحش من منافذ الاختلالات النفسية والاجتماعية، وستُضرب الكيانات الاجتماعية ببعضها البعض حتى لا تبقى منهم باقية، وتصبح الجغرافيا اليمنية،أكثر فأكثر ساحة ومتنفس للصراعات سواء منها الإقليمي أو الدولي ولعله سيستمر لحقبة من الزمن وتصبح السياسة شيئاً فشيئاً عبارة عن بالون محلق بعيد عن جغرافية الناس ومعيشتهم وأحلامهم، كبالون صيني في آلاسكا، ويصبح الزعيم القائد مرادفاً للعميل الخائب….وتختل المعايير.
شكل المستقبل خلف سحائب الدخان
حتى تظهر قيادة حقيقية من بين الناس، أكثر التصاقا بمعاناتهم وأقدر على خلق حلم ونموذج يتوحدون حوله وبه، ورياح النسيم تهب على الاقليم بعد ان تنقشع سحابة الحرائق ودخان الحروب..
حينها فقط ستكتمل ثورة فبراير وحلمها المجيد باعتباره يسعى للحرية والعدالة ولدولة مدنية وهي مطالب وحقوق لكل انسان.
فبراير مجيد