كريتر نت – متابعات
قال عضو سابق في فريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، إن إيران تستغل نفوذها وتأثيرها على مليشيا الحوثي، لإطالة أمد الصراع في البلاد.
وتوقع الخبير الأممي السابق، جريجوري دي جونسن، في تحليل نشره معهد دول الخليج العربي في واشنطن، أن تخلق العلاقة المتطورة بين إيران والحوثيين مشكلات لإنهاء الصراع اليمني في الوقت الذي تحاول فيه السعودية انتزاع نفسها من حرب اليمن”.
وأضاف إن “الزيادة الملحوظة في شحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين في أعقاب وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر والهدوء النسبي في القتال، يعد أمراً مثيراً للقلق، وقد يكون لإيران الآن ما يكفي من النفوذ والتأثير على الحوثيين لإفشال أي اتفاق سلام طويل الأجل بشكل فعال، مثل محادثات القناة الخلفية الحالية بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية”.
ولفت أن “شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين ليست بجديدة، وبعد تزويد إيران الحوثيين بالأسلحة، بما في ذلك مكونات الصواريخ الباليستية التي تسمح للجماعة باستهداف الرياض وأبو ظبي ودبي، ولكن يبدو أن هناك زيادة في الشحنات مؤخراً”.
وأضاف: “من حقائق الحرب في اليمن أنه كلما طالت الحرب اقترب الحوثيون من إيران. هذه في حد ذاتها مفارقة مأساوية”.
وأوضح: “لقد دفعت الحرب التي قادتها السعودية بالحوثيين بشكل أكبر في أحضان إيران، حيث كان تخطيطها سيئًا وأسوأ من ذلك إدارتها”.
وذكر أن إيران بدأت بين عامي 2014 و2017 -خاصة مع دخول عقوبات الأمم المتحدة ضد الحوثيين حيز التنفيذ- في تقديم المزيد من المساعدة للحوثيين، سواء في شكل أسلحة أو مساعدات اقتصادية.
وأردف: “ازدهرت تلك الصداقة وتحولت إلى تحالف في عام 2017، عندما بدأت إيران في دعم الحوثيين بمكونات الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار والمستشارين العسكريين الإيرانيين والتابعين لحزب الله”.
وقال التقرير “كانت هذه لحظة مهمة بالنسبة للحوثيين، فعندما سيطرت الجماعة على صنعاء عام 2014، استولت على العديد من المستودعات العسكرية اليمنية، والتي تضمنت صواريخ سكود، كان مدى هذه الصواريخ حوالي 185 ميلاً، مما سمح للحوثيين بإطلاقها عبر الحدود اليمنية مع المملكة العربية السعودية، لكنها لم تقترب من تهديد الرياض”.
وتابع: “تغير هذا عندما بدأت إيران في تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية طويلة المدى بمدى يزيد عن 550 ميلاً، تم إطلاق أولها في مايو 2017، وبين عشية وضحاها كان الحوثيون قادرين على ضرب الرياض”.
ومن خلال إمداد الحوثيين بهذه الصواريخ أتاحت لهم نقل الحرب إلى السعودية والإمارات، وأظهرت إيران أهميتها للحوثيين فضلًا عن مكانتها المتفوقة داخل ذلك التحالف.
الحوثيون يتلقون الأوامر من طهران
وقال الخبير الأممي السابق إنه “خلال معظم فترات الحرب، عارض مراقبو اليمن المزاعم القائلة بأن الحوثيين كانوا وكيلًا لإيران، وكثيراً ما قيل إن الجماعة لم تتلق أوامر من طهران، بدلاً من ذلك تعاونت الجماعة وصنعت قضية مشتركة من خلال السعي وراء مصالحها الخاصة.
واستدرك قائلا: “لكن هجمات سبتمبر 2019 على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص أشارت إلى واقع متغير، حيث أعلن الحوثيون في البداية مسؤوليتهم عن الهجمات، وقدموا لإيران غطاء الإنكار في الأيام الأولى المهمة، في النهاية قالت الولايات المتحدة، ولاحقًا، محققو الأمم المتحدة، إن الحوثيين لا علاقة لهم بالهجمات.
وأكمل: “أثارت كذبة الحوثيين الواضحة، والتي فقدت مصداقيتها في غضون أسابيع من الهجمات، سؤالاً رئيسياً: لماذا الكذب عندما تعلم أن كذبتك لن تصمد؟ وهل كان الحوثيون ببساطة يقدمون خدمة لإيران لسداد سنوات من شحنات الأسلحة والمساعدات، أم أن العلاقة الحوثية الإيرانية تطورت مرة أخرى، وانتقلت من تحالف إلى دولة وأصل؟”.
ورأى أن بحث السعودية عن مخرج من اليمن، قد يسهم في زيادة شحنات الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، وهذا في النهاية قد يعقد ويؤخر أي اتفاق سلام محتمل.
واستطرد: “كان دعم إيران للحوثيين سياسة منخفضة التكلفة وعالية المكاسب لسنوات، حيث تشحن إيران بعض الأسلحة وترسل بعض المستشارين، وتغرق المملكة العربية السعودية في حرب لا تستطيع النصر بها، وكلفتها الملايين ودمرت سمعتها لدى المشرعين الأمريكيين”.
لكن القلق الأكبر -يقول العضو السابق في فريق الخبراء الأممي باليمن- بالنسبة لصانعي السياسات هو أن الحوثيين قد لا يشعرون بالحرية لعقد صفقة مع السعودية بأنفسهم، بدلاً من ذلك قد يطبقون الشروط من خلال اتصالاتهم في طهران، والذين من المرجح أن يضيفوا مطالب جديدة في محاولة لإعاقة السلام في اليمن.